قال نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة الليبي، رمضان أبو جناح إن العلاقات بين تونس وليبيا تستند إلى روابط تاريخية واجتماعية عميقة تعكس المصير المشترك، ما يضع على عاتقهما مسؤولية أكبر لبناء نموذج شراكة استراتيجية، تتجاوز التجارة، إلى بناء جسور التكامل الاقتصادي لتحقيق الأهداف المشتركة.
وأضاف، في كلمة خلال جلسة الافتتاح الرسمي للدورة 38 من أيام المؤسسة، بمدينة سوسة، والتي ينظمها المعهد العربي لرؤساء المؤسسات هذه السنة تحت عنوان “المؤسسة والتحولات الكبرى: التأقلم والفرص المتاحة”، نقف اليوم على أعتاب فرصة لتعزيز هذا التكامل، في وقت تتسارع فيه التحديات العالمية بوتيرة غير مسبوقة، ما يدعونا إلى الاستمرار في البحث عن حلول مُشتركة تتسم بالمرونة والفعالية، وتعكس قدرتنا على تحويل الأزمات إلى فُرص تساهم في تحقيق النمو المُستدام.
وأشار المسؤول الليبي إلى أن ليبيا اليوم، وهي تسير بخطى ثابتة نحو بناء مستقبل أفضل، تستمد قوتها من عزيمة أبنائها وإصرارهم على تجاوز التحديات، كما تؤمن أن التعاون معا محور أساسي لتحقيق رؤية لمستقبل يعمه الاستقرار والازدهار .
وشدّد أبو جناح على أن العلاقات بين ليبيا وتونس بحاجة إلى نقلة اكبر لتتجاوز الحدود التقليدية للتبادل التجاري إلى بناء شراكة ترتكز اساسا على ضرورة وواجب دعم الشركات الصغرى والمتوسطة لتنفيذ مشاريع مشتركة فى البلدين .
ودعا المسؤول إلى تطوير القوانين والتشريعات، خاصة في القطاع المصرفي، لتُساهم أكثر في تسهيل التبادل التجاري بما يُمكّن من تحقيق شراكة حقيقية تُعزّز التكامل الاقتصادي، إلى جانب تعزيز التعاون السياحي والثقافي، وفي مجالات التعليم العالي والبحث العلمي وتعزيز التعاون في التنمية المحلية ودعم اللامركزية، لا سيما بين البلديات الحدودية.
كما وجّه دعوة إلى الشركات التونسية للدخول مع الجانب الليبي في شراكة لتنفيذ مشاريع، ليس فقط في المناطق الغربية والشرقية، بل أيضًا في جنوب ليبيا، الذي يتّسم بفرص واعدة للاستثمار، خاصة في قطاعات البنية التحتية والبناء والطاقات المتجددة، والزراعة.
ونادى بتنفيذ مبادرات عملية، مثل دعم زيادة تسيير خطوط رحلات جوية مباشرة بين المطارات الليبية والتونسية، والإذن والسماح لشركات الخطوط الجوية بتسيير رحلات من مدينة سبها بالجنوب الليبي إلى العاصمة التونسية.
ولفت المسؤول إلى ان تطوير المناطق الحدودية المشتركة بين ليبيا وتونس يتطلّب إشراكا أكثر للشقيقة الجزائر، بما يُعزّز الاستقرار، ويُكرّس التقارب، كنموذج يُحتذى به في التعاون العربي والإقليمي.
وتابع أن اجتماع العقول والإرادات الصادقة في مثل هذه الفعاليات سيسهم في رسم خارطة طريق واضحة تعزز صمود المؤسسات أمام التحديات، وتحولها إلى قوى دافعة للتنمية.
وذكر أن مكانة تونس الدولية والإقليمية يمكن أن تجعل منها عاصمة اقتصادية ومركزا ماليا لمنطقة “الأفرو-أورو-متوسطي”، يدعم اقتصاد دول الجوار، ويزيد من دورها.