أكدت هيئة النقل الجوي الروسية الأربعاء أن يفغيني بريغوجين كان على متن الطائرة المنكوبة. وكانت قد أعلنت السلطات الروسية أن طائرة ركاب خاصة على متنها 10 أشخاص تحطمت الأربعاء في منطقة تفير شمالي العاصمة موسكو خلال رحلة داخلية بين موسكو وسان بطرسبورغ، مؤكدة مقتل كل من كان على متنها، ومن بينهم قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين ومساعده ديمتري أوتيكين وفق هيئة الطيران المدني الروسية.
وقالت وكالة تاس الروسية إن الطائرة التي كانت في طريقها من موسكو إلى سان بطرسبرغ كانت تقل سبعة ركاب وثلاثة من أفراد الطاقم.
جاء هذا، وسط أنباء تفيد بأن قائد مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة يفغيني بريغوجين كان على متنها.
ومن جهتها، أفادت هيئة الطيران المدني الروسية أن بريغوجين ومساعده ديمتري أوتيكين كانا ضمن قائمة الركاب.
وتعد الطائرة المنكوبة من طراز “إمبراير ليغاسي” وقد تحطمت قرب قرية كوجينكينو، في منطقة تفير، شمال غرب موسكو.
كما أكدت وزارة الطوارئ الروسية في بيانها أنها “تقود عمليات بحث”.
ومن جهتها، بثت عدة قنوات على تلغرام تقول إنها مرتبطة بمجموعة فاغنر، مقاطع فيديو قالت إنها للطائرة المنكوبة.
وكان قد ظهر بريغوجين مساء الإثنين، في مقطع فيديو نشرته مجموعات قريبة من فاغنر على وسائل التواصل الاجتماعي، قال فيه إنه موجود في أفريقيا ويعمل على “جعل روسيا أعظم في جميع القارات وضمان مزيد من الحرية في أفريقيا”.
وفي ردة فعل لتحطم الطائرة الروسية قالت الرئاسة الأوكرانية إن تحطم الطائرة في روسيا “رسالة من بوتين للنخبة الروسية”.
ومن جهته، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن الأربعاء إنه “ليس متفاجئا” بالأنباء التي أفادت بأن قائد مجموعة فاغنر يفيغيني بريفوجين ربما يكون قُتل في تحطم طائرة في روسيا.
وأضاف بايدن “لا أعرف حقيقة ما حصل لكني لست متفاجئا”، وتابع “ليست كثيرة الأمور التي تحصل في روسيا ولا يكون (الرئيس فلاديمير) بوتين وراءها”، مشددا على عدم امتلاكه في الوقت الراهن معلومات كافية لمعرفة الجواب.
وقد أتى تصريح بايدن بعيد إصدار مسؤولة رفيعة في البيت الأبيض بيانا قالت فيه إن احتمال مصرع بريغوجين في تحطم الطائرة “لن يفاجئ أحدا” نظرا للتباعد بينه وبين بوتين.
كما جاء في بيان للمتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون “لقد اطلعنا على التقارير”، مضيفة “في حال تأكد الأمر، فلن يفاجئ أحدا”.
وقالت واتسون أيضا إن “الحرب الكارثية في أوكرانيا دفعت جيشا خاصا للزحف إلى موسكو، والآن، على ما يبدو، إلى هذا” المصير.
وفي الوقت الذي كانت أجهزة الطوارئ تنتشل الجثث من موقع تحطم الطائرة، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلقي كلمة بمناسبة الذكرى الثمانين لمعركة كورسك أثناء الحرب العالمية الثانية.
وقد توجه بوتين إلى هذه المنطقة الواقعة جنوب غرب روسيا قرب الحدود مع أوكرانيا لإحياء هذه الذكرى أمام حشد من مواطنيه.
فيما لم يتطرق الرئيس الروسي في كلمته إلى تحطم الطائرة، مكتفيا بتوجيه تحية إلى الجنود الروس “المخلصين” الذين “يقاتلون بشجاعة وتصميم” في أوكرانيا.
هذا، وشدد الرئيس الروسي على أن “الإخلاص للوطن والولاء للقَسَم العسكري يوحّد جميع المشاركين في العملية العسكرية الخاصة”، الاسم الذي تطلقه موسكو على هجومها على أوكرانيا.
ويذكر أن بوتين كان قد وصف بريغوجين، من دون أن يسمّيه، بالـ”خائن” إثر التمرد الفاشل الذي قاده زعيم فاغنر ضد القيادة العسكرية الروسية في حزيران/يونيو الماضي.
وخلال ساعات التمرد القليلة استولى رجال بريغوجين على مواقع عسكرية جنوب روسيا قبل أن يزحفوا باتجاه موسكو.
لكن بريغوجين أوقف زحفه وأنهى تمرده مساء 24 حزيران/يونيو باتفاق مع الكرملين توسطت فيه بيلاروس.
ولأسباب لم تتضح، بدا أن زعيم فاغنر بقي يسافر من وإلى روسيا بعد انتفاضته على القيادة العسكرية، حتى أنه شارك بعد أيام قليلة من تمرده الفاشل في اجتماع عقد بالكرملين.
ويذكر أيضا أنه على الرغم من تمرده، فقد أفلت بريغوجين من كل الملاحقات القانونية.
وظهر بريغوجين مساء الإثنين، في مقطع فيديو نشرته مجموعات قريبة من فاغنر على وسائل التواصل الاجتماعي، قال فيه إنه موجود في أفريقيا ويعمل على “جعل روسيا أعظم في جميع القارات وضمان مزيد من الحرية في أفريقيا”.
وكان ذلك أول ظهور لبريغوجين منذ أن قرر وقف تمرده ضد الحكومة الروسية في حزيران/يونيو الماضي. إذ بدا بريغوجين في الفيديو مسلحا ويرتدي ملابس عسكرية في منطقة صحراوية.
وقال في الفيديو الذي تم بثه على حسابات في تطبيق تلغرام مقربة من مجموعته، “نحن نعمل! درجة الحرارة +50، مثلما نحبها تماما. مجموعة فاغنر تنفذ مهمة استطلاعية، وهذا يعزز عظمة روسيا في جميع القارات ويضمن مزيدا من الحرية لأفريقيا”.
وبعد أن قال إن مجموعته بمثابة “كابوس” لجهاديي تنظيم “الدولة الإسلامية” وتنظيم القاعدة، دعا بريغوجين إلى التطوع في صفوف مجموعته “لتحقيق المهام التي تمّ تحديدها والتي وعدنا بالوفاء بها”.
وتجدر الإشارة إلى أنه لم يذكر في أي بلد هو، فيما تتواجد المجموعة في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى.
وذكر أنه منذ انتهى تمرد الـ24 ساعة الذي نفذه في روسيا، لم يتواصل بريغوجين مع العالم سوى عبر رسائل صوتية بُثّت على تلغرام، وذلك خلافا لما اعتاد أن يفعل عندما كان في أوكرانيا حين كانت وسيلته المفضلة في التواصل الإعلامي هي تسجيلات الفيديو.
وإلى ذلك، فقد أضر تمرد فاغنر بهيبة روسيا، وانتهى مساء 24 حزيران/يونيو باتّفاق ينص على مغادرة بريغوجين إلى بيلاروس، وخُيّر مقاتلوه بين الانضمام إليه هناك أو الالتحاق بالجيش الروسي النظامي أو العودة إلى الحياة المدنية.
وبينما استقر بعض مقاتلي فاغنر في بيلاروس حيث عملوا خصوصا “مدرّبين” لجنودها، ظل مكان بريغوجين مجهولا.
هذا، ويأتي تحطم الطائرة في نفس اليوم الذي أعلنت فيه موسكو أن الجنرال سيرغي سوروفيكين، قائد القوات الجوية الروسية وأحد أبرز ضباط الجيش، أُعفي من مهامه.
وللعلم، جمعت صلات وثيقة بين الجنرال سوروفيكين الذي اشتهر بصلابته وقسوته، ومجموعة فاغنر. كما سرت شائعات منذ أسابيع عن عزله في أعقاب تمرد المجموعة.
ومن جهتها، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير نقلا عن مصادر في الاستخبارات الأمريكية، أن سوروفيكين كان على علم مسبق بتمرد بريغوجين وأنه قد يكون اعتُقل. لكن الكرملين نفى المعلومات الواردة في التقرير، من دون أن يلغي ذلك الغموض الذي يلف مصير الجنرال.
فرانس24/ أ ف ب/ رويترز