شدد رئيس الجمهورية قيس سعيّد، خلال زيارة أداها عشية الأربعاء، إلى الفضاء المخصص لبناء مركز التكوين المهني بجبل الجلود (ولاية تونس)، ومقر الشركة التونسية للصناعات الصيدلية ببن عروس، على ضرورة تحميل المسؤولية لكل من يسعى الى تخريب الوطن والتنكيل بالمواطنين.
وعاين قيس سعيّد، وفق مقطع فيديو نشرته رئاسة الجمهورية على صفحتها الرسمية بشبكة التواصل الاجتماعي « فايسبوك »، توقف أشغال بناء مركز التكوين المهني بجبل الجلود، الذي كان من المقرر أن تنتهي أشغاله منذ 13 سبتمبر 2021 ، ليتحول إلى خراب ومرتع للمشبوهين، وفق توصيفه.
وقال إنه أراد من خلال هذه الزيارة، أن يبين للشعب « أن الأموال موجودة، غير أن إرادة تعطيل أي مشروع يساهم في الخروج من الوضع المتردي منذ عقود، حالت دون استكمال بناء المركز »، داعيا إلى التعجيل بحل الإشكاليات مع المقاولين في مثل هذه المشاريع.
كما استمع رئيس الجمهورية الى مشاغل المواطنين الذين اشتكوا من البطالة رغم وجود عديد المؤسسات بالجهة.
أما بخصوص الزيارة التي أداها إلى مقر الشركة التونسية للصناعات الصيدلية ببن عروس، فقد عاين سعيّد عددا من مخازن الشركة التي تكدست فيها الأدوية منتهية الصلاحية، مشيرا إلى أن « بعض الأشخاص انتهت صلاحيتهم ويريدون العودة، لذلك يطلقون حملاتهم المسعورة بالتعاون مع جهات مشبوهة لضرب الدولة ».
واعتبر أن هذا الأمر « غير مقبول » في ظل فقدان عديد الأدوية بالصيدليات، متهما بعض اللوبيات ب « السعي الى الاستحواذ على قطاع الأدوية والعبث بصحة المواطنين »، داعيا القضاء الى القيام بدوره في تطبيق القانون وتحميل المسؤوليات، لان البلاد تعيش « حرب تحرير وطني ممن يحملون الفكر الإجرامي لتحطيم الدولة وضرب الوطن »، وفق تعبيره.
وأكد أن تونس تتوفر على الإمكانيات والكفاءات القادرة على صناعة الأدوية، داعيا إلى تكاتف الجهود لإنقاذ الدولة والوطن وجعل الشركات الوطنية مؤسسات مربحة ومتوازنة ماليا، مشددا على أن الوصول إلى التوازنات المالية الحقيقية وتمكين الشعب من حقه في الصحة والسكن والتعليم والحياة الكريمة « لا يمكن تحقيقه إلا بتطهير الإدارة والبلاد من العملاء للخارج واللوبيات، وممن يسعون إلى ضرب الدولة والتنكيل بالمواطنين ».
وأشار إلى وجود مجموعات تحتكر الأدوية بفضل قوانين تم سنها في السنوات الأخيرة « على المقاس » لخدمة بعض العائلات واللوبيات، التي وصفها ب « السرطان الذي ينخر في جسم الدولة ».
كما انتقد رئيس الجمهورية الداعين الى حوار وطني، حيث تساءل عن الجدوى من اطلاق حوار بعد تنظيم الانتخابات التشريعية، داعيا اياهم الى الاطلاع على وضعية الشعب التونسي من فقر وبؤس وتهميش، « في حين يتحدثون الى وسائل الاعلام ويتمتعون بالملايين »، على حد قوله.
وات