شوكت الياس البشارة
في برنامج على قناة روسيا اليوم ,حوار مع الدكتور قسطنطين سيكموف خبير عسكري والدكتور ديمتري جانييف خبير مختص بالشرق الاوسط .
محور الحلقة : رغبة مصر بالتزود بأسلحة من روسيا وما أبدته الأخيرة من رغبة في تلبية الطلب المصري.
كان رد الخبيرين متناسق ومتقارب جدا أبرز ما جاء فيه:
أن مَرد الرغبة المصرية في ذلك يعود لكسر الخيار الوحيد الذي كان متاح لمصر, آلا وهو الخيار الاميركي .بالاضافة إلى الرغبة في تَنَوع في الترسانة العسكرية المصرية بعد أن اثبتت الاسلحة الروسية تطورها وفعاليتها.
الباب الأهم هو الخروج نوعا ما وإن كان يشك بذلك الخبيران ولكنها تبقى رسالة وعلى الروس تلقفها الخروج من الإملاءات الاميركية.
اتفق الخبيران على ان الاسلحة ستكون : سلاح مدرعات تتوج بالدبابة ت 90 وطائرات سيخوي 27 وبعض من منظومات الصواريخ الدفاعية ,ولن تكون مصر بحاجة إلى منظومة صواريخ كالتي تملكها وستملكها في المستقبل القريب سوريا ,للقرب الجغرافي لمصر من عدوها بالاضافة إلى تكبُّلها باتفاقية عدم اعتداء مع اسرائيل بحسب كامب ديفيد ,بعكس سوريا التي تعد العدة دائما وحتى وهي في حالة الفوضى وتغلغل الارهاب بكيانها ,تعد نفسها للمعركة الكبرى والتي تتوقعها في حالة وصولها إلى مشارف نصرها على الاسلام السياسي .أو في حالة عدم ضبط نفس من جانب العدو الاسرائيلي.
وهي نفس الرؤيا الموجودة عند القادة السياسيين والعسكريين الروس .
وأضاف ديمتري معلقا أعتقد أن روسيا لا توجد عندها الرغبة في حرب مقبلة بين الجانب السوري والاسرائيلي ,إلا أن الرئيس بوتين تماشى مع الرغبة السورية في تزويدها بالاسلحة الحديثة ,وهي لأول مرة تخرج من روسيا . لثقته بالحكمة التي تتمتع بها القيادة السورية وهذا جانب جدا مهم في العلاقة بين الدولتين ,لما أبدته القيادة السورية من حكمة وثقة بالشريك الروسي بتعاطيها مع الاسلحة الكيميائية وهذا بدوره أكثر من سبب كاف لروسيا كي تمدها بالسلاح النوعي والجديد والمتطور.
أهم ما جاء في الحلقة أن المحاور الذكي لمح إلى إمكانية أن تكون هذه الرغبة المصرية هي مناورة سياسية بطابع عسكري, القصد منها احراج اميركا وتوجيه رسالة إلى السعودية ويعتقد ( المحاور ) أن هذه المناورة أتت بالاتفاق الروسي الاميركي لتوجيه رسالة قوية الى السعودية.
الذي أكده الضيفان : أن الغرب عموما و اميركا و روسيا قد أتفقوا على محاربة الاسلام السياسي على كامل الاراضي المتواجد عليها وفيها , و المعركة الاشرس بالطبع هي في سوريا.
ولكن لها أطراف وأفرع في كل من العراق ومصر و بعض دول المغرب العربي في طليعتها بالطبع ليبيا ثم الجزائر و تونس , وحاليا هذا الاسلام السياسي بدأ يتبلور في تركيا وما الزيارات التي يقوم بها أوغلو إلا تأكيد على الاتفاق الروسي الاميركي.
إن كل من يقرأ الموقف الحالي لمجموعة الدول التي صفقت للربيع العربي مطلوب منها الآن لعب دورا في محاربة الارهاب.
هذه وجهات نظر كنا قد اشرنا أليها في الفترة الماضية وقد أتت اليوم لكي تأكد ما ذهبنا إليه وأضيف:
مصر لن تكسر معاهدة الذل والعار ,ولكنها الآن تلعب دورا يجب الاستفادة منه. عندما تقوم مصر الكنانة بطرد السفير الصهيوني من أراضيها وإزالة علم الكيان الاسرائيلي وتوقف كل المعاهدات المنبثقة عن كامب ديفيد, نستطيع القول كما هلل الكثير للجنرال السيسي بأنه تلميذ جمال عبد الناصر ( مع التحفظ ).
مصر الآن تبحث عن مصلحتها كدولة وكأمة وهذا حق لها وببحثها هذا تقاطعت المصالح ,ومن هذه التقاطعات نحن في سوريا لنا دور فيه وهو محاربة الاسلام السياسي, وتكسير طوق التحالفات القديمة البائتة والوسخة على زمن المُهّين الاميركي, وبدأ تحالفات جديدة مع المُهّين الجديد الروسي .
نعم المُهّين أوليست هي لعبة أمم ألم نقل يجب على روسيا أن تقول شكرا سوريا لا العكس .والسياق نفسه يجري على الصين ولكن بسيناريو آخر .
أميركا تنسحب تدريجيا من منطقة الشرق الاوسط ,ويلزمها حتما مسمار جحا في المكان وأكيد هذا المسمار لن يكون الخليج العربي ,لأنه سقط سياسياً وأخلاقياً ستحتاج إلى مسمار بطبعة جديدة يصلح للطرق وبالطبع لن يجدوا اصلح من مصر.
روسيا لها مصلحة في فتح باب الحوار الجيد والبناء مع مصر ولكنها لن تحل محل اميركا . ( متفق عليه بين الكبار وأقصد أميركا و روسيا)
لروسيا حليفان من أقوى الحلفاء وأشرفهم وأصدقهم ( طبعا تم تجريبهم مسبقا ) هما إيران وسوريا .
ختاماً ,نكرر مؤتمر بطرسبوغ وقمة العشرين رسما خريطة جديدة للمنطقة نستطيع القول بأنه مؤتمر صورة طبق الاصل ( مع تغيير بأسماء الدول والجغرافيا السياسية ) عن مؤتمر يالطا اعقاب الحرب العالمية الثانية.
نعم إن سوريا سائرة وبقوة من نصر إلى نصر وروسيا قادمة من جديد ومعها الحلم القيصري إلى الوجود .
الحدث نيوز