أكّد اليوم السبت 06 جانفي 2024، مدير مساعد الحياة المدرسية بالإعدادي والثانوي بالمندوبية الجهوية للتربية بسوسة، فتحي يوسف، استشراء العنف بأنواعه داخل المؤسسات التربوية وفي محيطها لافتا إلى بروز العنف الالكتروني كظاهرة جديدة خطيرة يطغى عليها التهديد والتشهير والابتزاز بين التلاميذ في ما بينهم وبين التلاميذ والمربين وفي حالات أخرى بين بعض المربين أنفسهم ومقّرا بتعهّد القضاء ببعض هذه الحالات.
وشدّد، خلال اليوم العلمي التحسيسي حول الأيام الوطنية للتثقيف الصحي بالوسط المدرسي تحت عنوان “الوقاية من العنف”، على ضرورة إيجاد حلول جذريّة لهذه الظاهرة وأساسا توعية التلاميذ وتأطيرهم لاستعمال الالكترونيات في مجالات هادفة كصناعة المحتوى الالكتروني الجيّد.
واستعرض يوسف احصائيات متعلقة بالعنف داخل الوسط المدرسي في ولاية سوسة تعود للسنة الدراسية 2022-2023 كاشفا عن تسجيل 847 حالة عنف داخل المدارس الإعدادية (610 ذكور و337 إناث) من ضمنها 375 حالة في صفوف تلاميذ السابعة أساسي، و197 حالة عنف داخل المعاهد (143 ذكور و54 إناث) من بينها 87 حالة ارتكبها تلاميذ في الأولى ثانوي.
أمّا حالات العنف تجاه التلاميذ فقد بلغت 784 حالة في المرحلة الإعدادية و50 حالة في المرحلة الثانوية فيما تمّ رصد 63 حالة عنف تجاه الأساتذة في المدارس الإعدادية و24 حالة في المعاهد الثانوية.
وفي ما يتعلّق بحالات الرفت فأشار يوسف إلى معاينة 1462 حالة رفت مؤقت في المدارس الإعدادية من بينها 710 حالة بالسابعة أساسي و455 حالة في المعاهد الثانوية، و67 حالة رفت نهائي في المدارس الإعدادية (42 حالة بالسابعة أساسي) و13 حالة مثلها في المعاهد الثانوية.
كما سجّلت حالات رفت من جميع المؤسسات التربوية تمثلت في 3 حالات في المدارس الإعدادية و13 حالة في المعاهد الثانوية.
وبخصوص حالات العنف اللفظي والمادي في المدارس الابتدائية، فأكّد يوسف أنّه لا تتوفّر لديهم الكثير من الإحصائيات مشيرا إلى أنّه قد تمّ الإبلاغ عن 197 حالة من بينها 91 حالة عنف تجاه تلميذ و106 حالات تجاه مربي بالإضافة إلى حالتا تحرّش.
وذكر أنّ تشكيات يومية ترد المندوبية الجهوية للتربية حول تهجّم عدد من الأولياء على مربين أو على مؤسسات تربوية لافتا إلى وجود 183 مؤسسة بولاية سوسة.
ولاحظ يوسف ما وصفه بمعضلة الانتقال من مرحلة تعليمية إلى أخرى معترفا بانتشار ظواهر العنف والهروب والانقطاع المدرسي في سنوات السابعة أساسي والأولى ثانوي بدرجة ملفتة داعيا إلى ضرورة التهيئة المعرفية والنفسيةّ للتلاميذ مع كل مرحلة.
وبيّن المتحدث أنّ وزارة التربية تعمل بالشراكة مع وزارة الصحة على وضع استراتيجية لمقاومة العنف داخل الوسط المدرسي مثلما تربطها شراكة أيضا مع وزارة الداخلية.
وأوضح يوسف أنّ من أسباب العنف الموجودة في هذا الوسط المدرسي غياب الاهتمام بالجانب النفسي للمتعلّم قائلا “هنالك هوّة كبيرة جدا في الاهتمام بهذا الجانب خاصة بين الفترات التعليمية من المرحلة الابتدائية إلى الإعدادية ومن الإعدادية إلى الثانوية…يوجد إشكال حقيقي من حيث الاندماج ومن حيث القبول والتقبل ويجب تكثيف حضور الأخصائيين النفسيين من أجل مرافقة هؤلاء التلاميذ والاستماع إليهم” حسب تعبيره.
ومن الأسباب الأخرى وفقه ما هو متعلّق بالبنية الاجتماعية وبالبنية التحتية للمؤسسات التربوية وأيضا الشعور بالظلم.
وقدّم فتحي يوسف جملة من المقترحات للحدّ من ظاهرة العنف تتمثّل في ضرورة تحسين النشاط الثقافي والرياضي داخل المؤسسات التربوية، نشر ثقافة التسامح ضدّ العنف من خلال تسليط الضوء عل رسائل أخلاقية وصناعة محتوى احترافي وتعزيز ثقة المتعلّمين من خلال ثقافة الاستماع لهم.
إلى جانب تنظيم لقاءات دورية مع الأولياء وضرورة الرقابة المستمرة من قبل المشرفين والأطباء والأخصائيين النفسيين للحالات التي تعاني من هذا الإشكال.
أخصائية نفسية وحيدة في مندوبية التربية بسوسة
من جانبها أكّدت الأخصائية النفسية بالمندوبية الجهوية للتربية بسوسة، أميرة عدوز، كونها الأخصائية النفسية الوحيدة في المندوبية يجعل من طلبات التدّخل لفائدة التلاميذ من مدارس ابتدائية واعدادية ومعاهد ثانوية في الولاية أكثر ضغطا مشيرة إلى ورود عشرات الطلبات أسبوعيا ووصول حوالي ألف طلب خلال الثلاثي.
وأبرزت الأخصائية النفسية أنّ أغلب طلبات التدخّل التي ترد على المندوبية هي لفائدة تلاميذ من ذوي الاحتياجات الخصوصية أساسا في المرحلة الابتدائية ثمّ بدرجة أقلّ لتلاميذ يعانون من اضطرابات المزاج واضطرابات التأقلم والسلوك وأيضا ممن تعرضوا إلى أحداث صادمة.
هدى القرماني