موقع بلادي نيوز
هدى القرماني
بعد غياب لخمس سنوات يعود كرنفال “أوسو” بسوسة مجددا في دورته الستين ليزيّن، الإثنين 24 جويلية 2023، كورنيش بوجعفر وشارع الحبيب بورقيبة المؤدية له وسط حضور جماهيري فاق الستين ألف متفرج، وفقا لمصادر أمنية أمنت هذا الكرنفال، وإشراف لوزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي ووزير السياحة محمد المعز بن حسين.
وتضمّن هذا الكرنفال لوحات استعراضية راقصة وفولكلورية وعرضا لدمى ومجسمات عملاقة وفقرات تنشيطية ومرورا لعربات ضخمة مزوّقة من ابداعات حرفيين وطلبة من معهد الفنون الجميلة بسوسة وفرقا شبابية تونسية وأجنبية من الجزائر وليبيا ومصر وسوريا وبولونيا وبوركينافاسو.
وقد تفاعل مع مختلف هذه العروض الحضور الذي قدم بكثافة من ولاية سوسة وخارجها متعطشا لمشاهدة هذا المهرجان العريق بتأمين مكثف من الوحدات الأمنية بالجهة.
وأفاد والي سوسة نبيل الفرجاني أنّ هذا المهرجان عاد من بعيد بعد قطيعة لخمس سنوات وأن الجهود تظافرت لإرجاع “مهرجان الشعب مهرجان التراث مهرجان الثقافة في ولاية سوسة” كما جاء على لسانه.
من جهته أشاد وزير السياحة محمد المعز بن حسين، في تصريح إعلامي، بنوعية العروض وحسن التنظيم. وأضاف أنّ مهرجان “أوسو” عريق عراقة مدينة سوسة ويتزامن مع الاحتفال بعيد الجمهورية وله أبعاد ثقافية وسياحية وحضارية واقتصادية آملا في أن تساهم هذه الدورة في إحياء النشاط الثقافي والسياحي وخلق حركية خاصة على مستوى السياحة الداخلية.
وأكّد الوزير أنّ هذا الكرنفال يؤشر لموسم سياحي واعد في تونس وفي ولاية سوسة.
أغلب العربات المشاركة صنعت بأياد تونسية
وأعلن وليد بن حسن، رئيس جمعية استعراض أوسو، في تصريح لـ “بلادي نيوز” عن مشاركة 13عربة في هذا الاستعراض لكل منها محور خاص بها على غرار عربات السياحة والثقافة والصناعات التقليدية وغيرها وجميعها تحمل رسائل توعوية للجماهير التي تتابع هذا المهرجان حسب قوله.
وأشار بن حسن إلى أنّ أغلب العربات المشاركة في هذا الكرنفال صنعت بأياد تونسية وهو تمشّ توخته الجمعية ضمانا لعدم انقطاع المهرجان.
كما عرّج محدثنا على اختيارهم تغيير علامة “أوسو” وذلك مسايرة للتطورات التي يشهدها العصر قائلا “من غير المقبول أن نواصل بنفس الصورة التي مرّ عليها نصف قرن من الزمن”.
وتابع بالقول “نحن نعمل من أجل التطوير ومازالت الطريق أمامنا طويلة وهذه ليست سوى بدايتنا الأولى في هذا المهرجان”.
غياب بارز للوحيشي مجسّد شخصية “بابا أوسو” لـ 23 دورة
سعت هيئة المهرجان منذ تأسيسه سنة 1958 إلى تجسيد شخصية “أوسو” لتضفي على المهرجان أكثر روحا ومشهدية.
وكان أول من تقمص هذه الشخصية حامد زغدان وتتالت الشخصيات إلى أن استقر الأمر في الأخير على الفنان المسرحي بوراوي الوحيشي والذي استمر في تجسيد هذه الشخصية طيلة 23 دورة كانت آخرها سنة 2018 تاريخ توقف هذا المهرجان لأسباب تعود بدابة إلى وفاة الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي سنة 2019 تلتها جائحة كورونا ثمّ أسبابا مادية أعاقت قيام هذا الكرنفال خلال السنة الفارطة. .
ولئن تمكّن كرنفال “أوسو” من العودة في دورته الستين إلا أنّ الوحيشي غاب هذه السنة عن الظهور ومرّت عربة “أوسو” دون شخصيّة “بابا أوسو” التي ألفها الجمهور وتفاعل مع ما تقدّمه من مشاهد استعراضية، غياب استغربه عدد من أهالي مدينة سوسة والمتابعين لكل دوراته.
وفي حوار خاص مع الوحيشي سجله معه موقع “بلادي نيوز” أفادنا محدثنا بأنه قد تمت دعوته فعلا من قبل الهيئة المديرة الحالية للمهرجان لتقمص شخصية “أوسو” إلا أنه خيّر عدم المشاركة والاعتزال قليلا.
وقال “يحز في نفسي عدم تواجدي اليوم في الكرنفال لكني خشيت عودتي من جديد، وكفنان يثمّن ما يقوم به من عمل أردت أخذ قسط من الراحة وربما أعود للتفكير من جديد في العودة إذا ما نجح هذا الكرنفال”.
وأضاف الوحيشي “أنا سعيد بعودة المهرجان وأتمنى له النجاح لأن في ذلك نجاحا لسوسة ولمنطقة الساحل ولتونس ككل”.
وأّشار محدثنا إلى إمكانية تغيير الفقرات الاستعراضية إلا أنّ شخصية “أوسو” حسب تأكيده تبقى محورية وأنّ الفنان الذي يتقمصها يمنحها في كل مرة رونقا وروحا وهيبة حسب تعبيره.
وأوضح الوحيشي “عند تقمصي للشخصية أضفيها روحا وأختار الطريقة التي سأتناولها بها، في كلّ دورة، وكذلك اللباس الذي سأرتديه وقد اخترت في آخر مشاركاتي تكريم فريق النجم الرياضي الساحلي بارتداء زيّه الرياضي”.
يذكر أنّ فعاليات الدورة 60 لمهرجان “أوسو” قد انطلقت يوم 16 جويلية بأنشطة شاطئية تمثلت في تنظيم مسابقة للقصور الرملية بشاطئ بوجعفر وعرض للفروسية وتواصلت بسهرة فنية لأمير الطرب صابر الرباعي.
وسيكون أهالي مدينة سوسة وزوارها على موعد مع عرض للشماريخ وسهرة فنية بوم 25 جويلية تليها سهرة فنية كبرى يوم 26 جويلية اليوم الختامي لهذا المهرجان.
