سوسة: مشاركون من 17 دولة عربية في دورة تدريبية للاستئناس بالتجربة التونسية في الفلاحة البيولوجية

تتواصل فعاليات الدورة التدريبية حول تقنيات الإنتاج العضوي والتسويق التي انطلقت منذ 22 أكتوبر وتمتد إلى غاية 30 من نفس الشهر بأحد نزل مدينة سوسة بمشاركة إطارات وفنيين من 17 دولة عربية على غرار الجزائر وليبيا ومصر ولبنان وجزر القمر وغيرها من الدول.

وأشار مدير إدارة البرامج الفنية في المنظمة العربية للتنمية الزراعية، رائد فائز حتر، أنّ هذه الدورة ستغطي مجالات عديدة من عملية إنتاج المحاصيل العضوية وتقنياتها إلى عملية تسجيل هذه المحاصيل وتسويقها وكيفية المراقبة والمتابعة وتشخيص واقع الأسواق العالمية والعربية لهذه الزراعة مع التركيز على التجربة التونسية فضلا عن التعريف بالمواصفات العالمية والمقاييس والقوانين المتعلقة بهذا المجال والقيام بزيارات ميدانية وحصص تطبيقية.

وكشف حتر في تصريح لموقع “بلادي نيوز” أنّه قد تمّ اختيار تونس لعقد هذه الدورة التدريبية من أجل نقل التجربة التونسية المتميزة في مجال الإنتاج الزراعي العضوي لباقي الدول العربية وتبادل الخبرات بين المشاركين.

وبيّن أنّ الدول العربية تتفاوت فيما بينها في مجال استخدامها للزراعة العضوية مؤكدا انخراط عدد منها مبكرا في هذا الصنف على غرار تونس والأردن ومصر.

وأشاد محدثنا بهذا النوع من الزراعة قائلا إنّها هامة وضرورية لأنها تؤدي إلى إنتاج منتجات سليمة غذائيا وإنّ الأمن الغذائي لا يتحقق إلا إذا كان الغذاء سليما ومناسبا لصحة الإنسان.

وتابع حتر أنّ مؤشرات الزراعة العضوية واعدة جدا وهي من الزراعات المطلوبة في كل دول العالم ولها أسواقا واسعة وأسعارها أكثر ارتفاعا من الإنتاج العادي نتيجة للإقبال المطّرد عليها لسلامتها من النواحي الغذائية.

وأقرّ حتر بوجود صعوبات عدّة خاصة في ما يتعلّق بعملية تسجيل المنتج كمنتج قابل لعملية التسويق مشيرا إلى وجود خطوات يجب اتباعها والتقيّد بها.

وبيّن أنّ المواصفات الأوروبية سواء المتعلقة بالإنتاج العضوي أو غيره من المنتجات مواصفات حازمة وأحيانا تستخدم كعائق فني أمام تدفق المنتجات من الخارج لحماية المحلي مشيرا إلى أنّ الاتحاد الأوروبي سيتجه نحو الزامية مطابقة المنتوج للمواصفات البيئية.

تونس قطعت أشواطا متقدمة في الفلاحة البيولوجية

من ناحيته اعتبر رئيس مجلس إدارة المركز الفني للفلاحة البيولوجية بشط مريم، حسان اللطيف، أنّ تونس قطعت أشواطا متقدمة جدا في الفلاحة البيولوجية النباتية منها والحيوانية وهو ما خوّلها لتوقيع اتفاقية شراكة وتعاون بين المركز والمنظمة العربية للتنمية الزراعية التابعة لجامعة الدول العربية لتكوين إطارات وفنيين للاستفادة من الخبرة والتجربة التونسية.

ولفت اللطيف إلى أنّ الزراعات البيولوجية في تونس تمتد على حوالي 300 ألف هكتار معتبرا إياها بالمهمة على أمل مزيد من التوسع.

وأشار إلى أنّ من أهمّ هذه المنتجات نجد الزيتون والتمور والتين الشوكي والخضروات والعسل البيولوجي مؤكدا أنّ مواصفات المنتوج التونسي تتطابق والمواصفات العالمية.

وأبرز اللطيف أنّ المركز الفني للفلاحة البيولوجية بشط مريم يعدّ المركز الوحيد في تونس المتعهد بهذا الصنف من الزراعة وذلك بالتنسيق مع وزارة الفلاحة مؤكدا علاقة المركز اللصيقة بالفلاحين من أجل مزيد تشجيعهم على الإنتاج البيولوجي.

وبيّن المتحدث أنّ الفلاحة البيولوجية تحظى بمكانة هامة على المستوى العالمي مضيفا أنّ الإنتاج البيولوجي من شأنه أن يرفّع من الاقتصاد التونسي خاصة مع الاقبال المتزايد نحو هذا النوع من الفلاحة.

واعتبر اللطيف أنّ النقص في الموارد البشرية يعدّ أهمّ المعوقات التي تعترضهم في عملهم مشيرا إلى جاهزية مخبر التحاليل بالمركز بنسبة تصل إلى 95 بالمائة إلا أنّه يفتقر إلى وجود مهندسين.

وتابع اللطيف أنّ هذا المخبر من شأنه توفير الوقت إذ يمكّن الفلاح من تحليل منتوجه محليا بدل تحليله في أوروبا، كما من شأنه أن يدعم تونس بالعملة الصعبة وأن يتحوّل كذلك إلى نواة في كامل إفريقيا.

هدى القرماني

تعليقات

About Houda Karmani

Check Also

وزير الصحة: برمجة 3500 خطة انتداب جديدة وتخصيص 150 مليون دينار لدعم المستشفيات الجهوية

أفاد وزير الصحة مصطفى الفرجاني الاثنين 18 نوفمبر 2024، أثناء الجلسة  المشتركة لمجلس نواب الشعب …