الأربعاء , 18 ديسمبر 2024

سوسة: نحو تثمين سبخة حلق المنزل ووادي السد وإدراجهما ضمن مسلك سياحي إيكولوجي

تمّ خلال ورشة عمل تحت عنوان “السياحة الايكولوجية” نظمتها، مؤخرا، جمعية البحوث والدراسات في ذاكرة سوسة، بأحد نزل المدينة، امضاء ميثاق تلتزم فيه مختلف الأطراف الموقعة بتطوير السياحة المستدامة في منطقة سبخة حلق المنزل ووادي السد الراجعة بالنظر لبلديتي هرقلة وسيدي بوعلي، لما تتميز به من ثراء بيئي وثقافي.

وينص هذا الاتفاق على 6 بنود تتمثل في تعزيز الحفاظ على النظم البيئية الطبيعية، ابراز التراث الثقافي والتاريخي للمنطقة، تطوير مسارات سياحية بيئية مستدامة، التوعية والتثقيف، التعاون وتبادل أفضل الممارسات ومتابعة وتقييم الأعمال المنجزة.

وتأتي هذه الورشة في اختتام المشروع الذي قامت به، على مدى سنتين، جمعية البحوث والدراسات في ذاكرة سوسة بدعم من الاتحاد الدولي لصون الطبيعة في برنامج شمال افريقيا، والمتمثل في المحافظة على سبخة حلق المنزل ووادي السد وتثمين هذا الموقع المصنف “رامسار”.

وتمت العودة، خلال هذا الملتقى الذي جمع الأطراف التي سهرت على إنجاح هذا المشروع من مسؤولين محليين وممثلين عن المجتمع المدني وعن الإدارات المتدخلة من فلاحة وبيئة وسياحة ومؤسسات تعليمية، على الأبعاد الجغرافية والتاريخية والسياحية والبيئية لهذا الموقع الذي قال عنه المؤرخ سفيان موسى بأنه الوحيد الذي تمت فيه عديد الحفريات والأكثر شهرة وهو مصنّف كتراث وطني ويعود إلى فترة ما قبل التاريخ.

وشدّد رئيس الجمعية، خالد عيسى، على أهميّة هذا الموقع وثرائه البيئي الطبيعي مناديا بإدراج هذه المنطقة الرطبة ضمن خارطة السياحة للحفاظ عليها والبحث عن سياحة مستدامة صديقة للبيئة.

ولمعرفة وإبراز الثروات الطبيعية التي تزخر بها هذه المنطقة، قامت جمعية البحوث والدراسات في ذاكرة سوسة بـ 72 زيارة ميدانية وتعداد 140 صنفا من الطيور المهاجرة إلى جانب إزالة 4540 مترا مربعا من الأوساخ وبقايا البناء وغراسة ما يقارب 550 شجرة على ضفاف السبخة بالتعاون مع بلديتي هرقلة وسيدي بوعلي.

كما تمّ وفقا لرئيس الجمعية إحداث 3 مسالك سياحية مع تعليق لافتات تحسيسية للمحافظة على الموقع وإبراز التنوع الايكولوجي به فضلا عن القيام بتظاهرات توعوية وأبحاث علمية.

وأشار عيسى إلى سعيهم من خلال هذا المشروع إلى رفع هدف أكبر يتمثّل في تحويل منطقتي سيدي بوعلي وهرقلة إلى مدينة إيكولوجية.

نحو احداث مسلك سياحي بمنطقتي هرقلة – سيدي بوعلي

من جانبها لفتت، إيمان قدرية، ممثلة عن المندوبية الجهوية للسياحة بسوسة، خلال حضورها هذه الورشة وتقديمها لعرض حول أثر التنمية المستدامة في تطوير القطاع السياحي، إلى توّجه المندوبية نحو احداث مسلك سياحي بمنطقة هرقلة – سيدي بوعلي ذا أبعاد اقتصادية واجتماعية وبيئية، يضمّ سبخة حلق المنزل ووادي السد كموقع إيكولوجي وإحدى دور الضيافة بالجهة والمتحصلة على ترخيص قانوني من وزارة السياحة أين ستقدّم للسياح أطباق تقليدية خاصة بالجهة تبرز المخزون الغذائي لها مع ادماج حرفيات الجهة في هذا المسلك عبر عرض منتوجهن وبيعه للسياح.

ويندرج احداث هذا المسلك، كما بينت المتحدثة، ضمن التوجه الجديد للمندوبية نحو سياحة إيكولوجية بديلة تماشيا مع استراتيجية الوزارة الداعمة لتنويع المنتوج السياحي منوهة كذلك بالتخطيط لإحداث مسلك سياحي ثان بالمدينة العتيقة بسوسة.

وأوضحت المتدخلة أنّ السياحة المستدامة لم تعد خيارا بقدر ما هي ضرورة ملّحة، في عالم يواجه تحديات مناخية واجتماعية واقتصادية، لضمان التوازن بين النمو الاقتصادي والمحافظة على المحيط ورفاهية المجتمع.

وتابعت أنّ السياحة المستدامة تفرض الانتقال من الاقتصاد الخطي الأفقي إلى نمط الاقتصاد الدائري أين تعود أرباحه بالنفع على المجتمع المحلي مع المحافظة على المحيط لفائدة الأجيال القادمة.

الاستراتيجية الوطنية للانتقال الإيكولوجي:

تتمثّل الاستراتيجية الوطنية للانتقال الايكولوجي، كما شرحت إيمان قدرية في عرضها، في المرور إلى منوال اقتصادي واجتماعي جديد يحمل حلا شاملا لمواجهة التحديات المناخية الكبرى وما يشهده كوكبنا من تهديدات مضيفة أنّها تهدف إلى وضع منوال تنموي مستدام وعادل اجتماعيا وشامل يغيّر من عادات الاستهلاك والإنتاج ويضمن العيش المشترك.

وترتكز هذه الاستراتيجية، وفقها، على 5 محاور تتصل بالحوكمة والتمويل والتأقلم مع التغيّرات المناخية، والتصرف المستدام في الموارد الطبيعية والنظم البيئية والإنتاج والاستهلاك ومكافحة التلوث، الى جانب تعزيز ثقافة الانتقال الايكولوجي.

وأشارت المتدخلة إلى أنّ وزارة السياحة والصناعات التقليدية قد انخرطت في استراتيجية النهوض بالاستثمار في السياحة البديلة بوضع منظومة لتحسين الاستثمار وحث المتساكنين على ادماج السياحة البديلة على غرار احداث الاقامات الريفية ودور الضيافة والمخيمات السياحية.

ويهدف ذلك إلى التقليص من التأثيرات الموسمية ومن البطالة وتدهور مستوى المعيشة، المحافظة على حماية المحيط وخلق اقتصاد محلي مستدام ومتضامن يحمل مشاريع مستحدثة لفائدة المتساكنين المحليين الى جانب جذب فئة جديدة من السياح تهتم بما له علاقة بالبيئة والمحيط والابداع من أجل الرفع من الإيرادات لفائدة هؤلاء المتساكنين.

المسؤولية البيئية للمؤسسات السياحية:

تطرقت ممثلة المندوبية الجهوية للسياحة بسوسة في عرضها كذلك إلى مسألة المسؤولية البيئية للمؤسسات السياحية مؤكدة على توجّه المشغّلين في وكالات الأسفار نحو اشتراط احترام العنصر البيئي داخل المؤسسات لاستقطاب السياح.

ونادت بضرورة التحسيس المستمر للعاملين في هذه المؤسسات بأهمية المحافظة على المحيط وصيانته من أجل استدامة القطاع وحماية الثروات الطبيعية عبر ترشيد استهلاك الطاقة والحد من التلوث وإطلاق مبادرات خاصة تهدف الى مشاركة عدّة نزل في أنظمة عالمية بصفات بيئية خاصة على غرار ISO 14001 وTravel Life/ Green Key Global وWave oh Change.

وأعلنت المتدخلة عن انخراط ثلاث سلاسل لنزل سياحية في سوسة ضمن منظومة المحافظة على البيئة عبر الفرز الانتقائي للنفايات والعمل على تثمينها وقياس البصمة الكربونية لديها.

هدى القرماني

تعليقات

عن Houda Karmani

شاهد أيضاً

قيمة المحجوزات لدى الديوانة التونسية إلى موفى نوفمبر 2024 تناهز 513 مليون دينار

ناهزت قيمة البضائع المحجوزة، من قبل وحدات الحرس الديواني المختصة في مكافحة التهريب، 513 مليون …