تضمن دليل المربي « من أجل عودة مدرسية آمنة » جملة من التوصيات للمرافقة النفسية للعودة المدرسية 2020-2021 في إطار جائحة كوفيد 19، لدعم لاطار التربوي والأطفال على حد السواء. وأكد معدوه أن العودة المدرسية تعد من بين ضمانات التوازن النفسي والنمو المعرفي للأطفال، إذ تمثل المدرسة بالنسبة للطفل فضاء اجتماعيا يمكنه من التواصل والتعلم من أقرانه وتساهم إيجابيا في نمو شخصيته وشعوره بذاته لافتين إلى أنه يمكن أن تشهد السنة الدراسية الجديدة مستجدات في علاقة بكوفيد 19، يتوجب إعداد المربين والأطفال لها.
ونبه الدليل الذي تم اعداده خلال شهر أوت 2020 بالشراكة بين إدارة الطب المدرسي والجامعي والجمعية التونسية للطب النفسي للأطفال والمراهقين، ونشر أمس الثلاثاء على الصفحة الرسمية لوزارة الصحة عبر موقع التواصل الاجتماعي « فيس بوك » ، إلى ضرورة انتباه الاطار التربوي إلى مختلف التغيرات النفسية وإلى علامات تغير السلوك وعلامات الضغط النفسي والقلق وصعوبات التأقلم، والتي تزايدت لدى الأطفال خلال فترة العزل أو الحجر الصحي، خاصة لدى ذوي الاحتياجات الخصوصية.
وأشار الدليل إلى ضرورة إيلاء الاهتمام اللازم لتقييم العلامات النفسية السلبية خاصة لدى الأطفال الذين يعانون من القلق، و أساسا إلى الصعوبات الإضافية التي قد تطرأ على التعامل مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخصوصية والذين يكون التعامل معهم حالة بحالة بناء على توصيات الطبيب المباشر.
واعتبر الدليل في هذا السياق، التناسق بين معلومات وانتظارات وسلوكات الاطار التربوي محددا أساسيا لعودة مدرسية بأقل صعوبات ممكنة بالنسبة لبعض الأطفال الذين يعانون من اضطرابات النمو العصبي ( مثل التوحد) الذين يحتاجون إلى نمط روتيني مؤكدا أن العودة المدرسية في الظرف الحالي معقدة نظرا لتغير النقاط الدالة الاعتيادية ( repère ) وضرورة الكثير من الوقت لاحداثها.
وحث معدو الدليل في علاقة بالتعامل مع الأطفال ذوي الحركة المفرطة الذين قد يواجهون صعوبات في التأقلم مع قواعد التباعد الجسدي وما يتطلبه من استقرار نفسي – حركي مطول ومع من يعانون من عدم الاستقرار أو الاضطراب في الانتباه، على وضع الطفل في المقاعد الأمامية ومن الأفضل بمفرده وبعيدا عن النوافذ والأبواب ( للحد من تشتت الانتباه ) ووضع قواعد واضحة لسير العمل بالفصل منذ بداية السنة الدراسية فضلا عن السماح للطفل بممارسة بعض الأنشطة لتوجيه فرط الحركة ( توزيع وثائق، فسخ السبورة، ..) وتجنب تكليفه بمهام مضاعفة وتجزئة المهام المعقدة وعدم الصرامة في العقاب عند نسيان الأدوات.
ونبهوا إلى ضرورة الانتباه إلى تغير السلوكات لدى الطفل سواء في سن ما قبل الدراسة أو في المرحلة الابتدائية والاعدادية والثانوية، أثناء التعلم، وإلى السلوكات والمشاعر والنطق وكذلك إلى التغيرات التي قد تطرأ على القدرة على الاعتماد على النفس وفي علاقة مع الآخرين والتعامل معها من خلال استمرار ضمان التواصل الجيد عبر حث الأطفال على التحدث حول موضوع الكوفيد دون جبرهم على ذلك والاستماع اليهم وتصحيح المعلومات الخاطئة ومقاومة أشكال الوصم والنعت وشكر الأطفال والثناء عليهم عند احترام قواعد السلامة والوقاية واقتراح أنشطة وألعاب حول الوقاية فضلا عن تخصيص حيز زمني للنقاش حول الصحة النفسية من خلال التعبير الشفوي او الكتابي او التربية الفنية حسب المراحل الدراسية.
كما يجب العمل على والوقاية وتفسير القواعد الجديدة للتعامل دون التهويل وطمأنة الأطفال أن الشعور بالخوف إحساس عادي وطبيعي ومنح الطفل الذي يعبر عن خوفه وقتا خاصا به وعلى انفراد والحديث بصفة إيجابية عن الطفل وعن المؤسسة التربوية وتفهم وجود هذه العلامات عند الطفل بالإضافة إلى التواصل مع الأولياء حول هذه العلامات وتوجيههم الى الطبيب المختص في حال استمرار هذه العلامات فضلا عن تدارس هذه الوضعية مع المعنيين من الاطار التربوي والاخصائي النفي المدرسي والطبيب المدرسي.
وعلى مستوى آخر، أكد معدو الدليل، أنه على المربي الاستعداد من جانبه، لقاعات الدرس والأنشطة التي ستصبح مختلفة وذلك من خلال تهيئة الفضاء والمحتوى البيداغوجي وإعداد سيناريوهات التصرف عند الاقتضاء والمحافظة على التواصل الدائم والاهتمام الآمن بالطفل مع أكثر حزم فيما يتعلق بتدابير وإجراءات الوقاية.
أما عن التعامل مع الضغط النفسي لدى المربي الذي يمكن أن تولده مواصلة التدريس خلال الوضع الناتج عن كوفيد 19، فنص الدليل على ضرورة عناية المربي بنفسه ضمانا لكسب الارتياح عند العودة للعمل الحضوري وذلك من خلال أخذ قسط كاف من النوم ( 7-9 ساعات يوميا) وتناول غذاء صحي متنوع ومتوازن والمحافظة قدر الإمكان على نمط عيش يومي منتظم وممارسة نشاط بدني ( 20 دق من المشي يوميا على الأقل) فضلا عن الابتعاد عن متابعة الأخبار بصفة مسترسلة ( غالبا ما تسبب القلق والتوتر) والتفكير في الأشياء الإيجابية التي حصلت خلال اليوم
وحمل الدليل الأولياء والمربين مسؤولية التحدث إلى الأطفال في سن ماقبل الدراسة عن التغيير الذي سينتظرهم عند العودة ( مثال أن المربية سترتدي كمامة وأنها ستكون أكثر حرصا في تطبيق قواعد الصحة).
وأكد الدليل على أن التنسيق بين الاطار التربوي والفرق الصحية المدرسية منذ انطلاق السنة الدراسية والاعداد المشترك لاستراتيجية العمل على مستوى المؤسسة التربوية والبحث عن الدعم المتبادل، يساعد على توفير ضمانات عودة مدرسية آمنة.
وات