قال رئيس قسم جراحة العظام بمستشفى “غزة الأوروبي”، الطبيب بسام مقداد، الاثنين، بعد ساعات من الإفراج عنه من السجون الإسرائيلية، إن “الأسرى معزولين تماما عن العالم الخارجي”.
وأضاف مقداد في تصريح لمراسل الأناضول: “كنا نعتقد أن إطلاق سراحنا جاء ضمن صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة”.
وصباح الاثنين، أفرج الجيش الإسرائيلي عن 50 معتقلا فلسطينيا عبر الحدود الشرقية لوسط وجنوب قطاع غزة، بينهم أطباء بعد احتجازهم لشهور.
وأردف مقداد: “كنا نسمع بعض الأخبار أثناء عمليات التنقل من سجن إلى آخر، والبعض كان يتعرض للتعذيب والتحقيق بسبب سؤال قد يوجهه إلى أسير آخر أثناء عملية النقل”.
وتابع: “كنا معزولين عن العالم الخارجي، ولا نعلم ما يدور في الخارج، وكنا نعتقد أن الحرب الإسرائيلية قد انتهت وأن إطلاق سراحنا جاء ضمن صفقة تبادل”.
وبين مقداد الذي اعتقل بمدينة خان يونس قبل نحو 6 أشهر، أن إسرائيل تعتقل في السجون مسنين تتجاوز أعمارهم 70 عاما، ومصابين، وأطفال لم تتجاوز أعمارهم 16 عاما.
وأشار إلى أن الأطفال كانوا يتعرضون لتعذيب وضرب شديد كالكبار والشباب، دون مراعاة صغر سنهم وضعف بنيتهم الجسدية.
ولفت إلى وجود معتقل فلسطيني في سجون إسرائيل من ذوي الإعاقة السمعية واللفظية، مبينا أنه “يتلقى معاملة سيئة للغاية أسوأ مما يتلقاه الحيوان وليس البشر، دون مراعاة لحالته”.
وأضاف: “في كل يوم يتجدد الأمل لدى الأسرى باقتراب لحظة الحرية، لكن للأسف طالت مدة الاعتقال والأسر، فجيش إسرائيل لا يحترم كبيرًا أو صغيرًا مريضًا أو سليمًا، حتى مبتوري الأقدام والأيدي لم يسلموا من الانتهاكات والتعذيب في السجون”.
وحول ظروف اعتقاله، قال: “عندما أحكم جيش الاحتلال حصار مدينة خان يونس في 24 جانفي الماضي، طلب من سكان المعسكر الغربي الخروج من المنازل، وأجرى تحقيقًا ميدانيًا مع الجميع، وعندما علم أنني أعمل طبيبًا في مستشفى غزة الأوروبي، قام باعتقالي على الفور”.
وأضاف أن إسرائيل لم توجه له أي تهمة منذ لحظة الاعتقال حتى إطلاق سراحه، وبقي مكبل الأيدي والأقدام لفترات طويلة وتعرض لأسوأ ممارسات كباقي الأسرى، كما وتنقل بين السجون الإسرائيلية.
وأوضح الطبيب الفلسطيني أن “إسرائيل تنظر إلى الفلسطينيين على أنهم ليسوا بشراً، وتتعامل معهم أسوأ مما يتخيل العقل البشري”.
ومنذ 7 أكتوبر تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلفت أكثر من 124 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، ما أدخل تل أبيب في عزلة دولية وتسبب بملاحقتها قضائيا أمام محكمة العدل الدولية.
وتواصل إسرائيل حربها رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.
الأناضول