قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن رئيس الوزراء الإسرائيلي المُكلّف بنيامين نتنياهو “لا يؤمن بالسلام”، لكن الفلسطينيين “مُجبرين على التعامل معه”.
جاء ذلك في مقابلة مع قناة “القاهرة الإخبارية” المصرية، نشرت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) نصها في وقت متأخر من مساء الأحد.
وأضاف عباس: “أنا أعرف نتنياهو منذ زمن (..) تعاملت معه كثيرا، إنه رجل لا يؤمن بالسلام لكنه يؤمن ببقاء الاحتلال إلى الأبد”.
وأوضح الرئيس الفلسطيني أنه “مجبر على التعامل مع نتنياهو بحيث لا يتوفر له خيار آخر”.
والأحد، منح الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتصوغ زعيم حزب “الليكود” (يمين) بنيامين نتنياهو (73 عاما) تفويضا بتشكيل الحكومة المقبلة، بعد فوز معسكره في انتخابات الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
وجدد عباس تمسّكه بالمقاومة الشعبية، قائلا: “أصبح اليوم من غير الممكن استخدام الكفاح المسلّح، وأصبحنا بحاجة لاستخدام الأدوات السياسية”.
وتابع: “بعد أن اعترفت منظمة التحرير بالشرعية الدولية أصبح من واجبنا أن نتعامل مع الشرعية الدولية وأصبحت طريقنا”.
وذكر أن “الملف الفلسطيني لم يتقدم خطوة واحدة منذ أن وضعت الولايات المتحدة الأمريكية يدها عليه عام 1993 (توقيع اتفاقية أوسلو للسلام بواشنطن)”.
وقال: “هناك اتصالات مستمرة مع مسؤولين أمريكيين وحديث مع الإسرائيليين، وأبلغناهم أن اتفاق أوسلو يمنع الأعمال أحادية الجانب وأنتم (في إسرائيل) تقومون بهذه الأعمال وعليكم إيقافها”.
ومنذ عام 2014، توقّفت عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لرفض تل أبيب وقف الاستيطان وتنكرها لفكرة “حل الدولتين”.
وعن الموقف الأمريكي في ظل إدارة الرئيس جو بايدن، قال عباس: “ماذا ينقص أميركا حتى تعترف بالدولة الأُخرى وهي فلسطين، بعد الاعتراف بإسرائيل؟”.
وفي السياق، طالب عباس إسرائيل بـ “الإفراج عن الأموال الفلسطينية المُحتجزة لديهم (المقاصة)”.
و”المقاصة” هي أموال ضرائب وجمارك على السلع الفلسطينية المستوردة، تقوم وزارة المالية الإسرائيلية بجبايتها على أن تحولها شهريا إلى رام الله، لكن يتم الخصم منها.
وفيما يتعلّق بملف المصالحة الفلسطينية، قال عباس إن “المطلوب من حركة حماس الاعتراف بمنظمة التحرير كممثل الشعب الفلسطيني فضلا عن اعترافها بالشرعية الدولية”.
وأضاف: “كل الأبواب مفتوحة للمصالحة، في الجزائر تم اتفاق (13 أكتوبر) والآن بقي التطبيق”.
وتابع: “سنجلس لنُطبق ما اتفقنا عليه، بالتأكيد هناك جهات هامة في العالم لا تريد لهذه المصالحة أن ترى النور”.
وعن إجراء الانتخابات، قال: “لدينا مشكلة واحدة تتمثل في رفض إسرائيل السماح بعقدها في القدس (..) وأنا لا أستطيع أن أَعقد أي انتخابات دون القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين”.
ومنذ صيف 2007، تعاني الساحة الفلسطينية من انقسام سياسي وجغرافي، حيث تسيطر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قطاع غزة، في حين تُدار الضفة الغربية من جانب حكومة شكلتها حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بزعامة الرئيس محمود عباس.
من جانب آخر، أعرب الرئيس الفلسطيني عن “فقدان الأمل بالأمم المتحدة فيما يتعلق بتنفيذ القرارات المتعلقّة بفلسطين، قائلا: “الأمل يكاد يكون مفقودا بالأمم المتحدة، لم ينفّذ أي قرار من قراراتها حيث صدر 754 قرارا عن الجمعية العامة، و94 قرارا عن مجلس الأمن”.
وأشار عباس إلى استمرار المساعي الفلسطينية في “الحصول على العضوية الدائمة في الأمم المتحدة، والوصول إلى محكمة العدل الدولية رغم الضغوط”.
وأردف: “سنستمر في ذلك مهما كانت الضغوط التي نعيشها، مستمرون وبإلحاح ولا أملك التردد (..) نحافظ على ثوابتنا، نحافظ على قرارنا المستقل، ولن نتلقى تعليمات من أحد”.
الأناضول