موقع بلادي نيوز
تجددت المواجهات، اليوم الاربعاء، في مدينة عقارب بين المحتجين على قرار إعادة فتح مصب « القنة » وعناصر الأمن المتمركز في محيط المصب والذين استعملوا الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين وذلك أثناء الحراك المتزامن مع الإضراب العام الذي دعا اليه الاتحاد المحلي للشغل بعقارب.
وقد اندلعت المواجهة بشكل مفاجئ وأحدثت حالة من الفوضى والهلع في وسط المحتجين بعد ان وصلت المسيرة السلمية من وسط مدينة عقارب إلى المصب الذي يبعد عنها قرابة 3 كيلومترات، وذلك على إثر إلقاء مقذوفات على وحدات الامن من بعض المحتجين تم وصفهم بالمندسين بحسب شهود عيان.
وكانت المعتمدية استفاقت اليوم على وقع إضراب عام شل كل المصالح العمومية والأنشطة الاقتصادية ومرافق النقل والسوق الاسبوعية، وذلك احتجاجا على قرار إعادة فتح مصب « القنة » من طرف وزارة البيئة وعلى توخي الخيار الأمني في مجابهة احتجاجات المواطنين الرافضة للقرار.
وقال الاتحاد في بيان أصدره امس الثلاثاء ان « يوم الإضراب هو يوم حداد على روح الشاب عبد الرزاق لشهب » الذي توفي في خضم الاحتجاجات ووري الثرى بمقبرة السوالم في عقارب وسط أجواء امتزج فيها الحزن بالغضب في صفوف الاهالي.
وانتظمت في بداية الحراك الاحتجاجي ليوم الإضراب العام وقفة للمواطنين والنقابيين وأبناء المنطقة من مختلف الفئات والاعمار امام مقر المعتمدية قبل الانطلاق في مسيرة سلمية نحو المصب المراقب حيث تتمركز وحدات أمنية منذ إعلان وزارة البيئة قرار إعادة الفتح ومطالبة رئيس الجمهورية وزير الداخلية بإيجاد حل لأزمة النفايات في ولاية صفاقس.
ورفع المحتجون ثلاثة مطالب أساسية كان تضمنها « بيان الحداد » الذي أصدره الاتحاد المحلي للشغل أمس وهي على التوالي « الرفع الفوري للحصار الأمني المضروب على البلدة » و »تفعيل القرار القضائي بالغلق النهائي للمصب مع ضمان حقوق الشغالين » وفتح تحقيق جدي للوقوف على ملابسات جريمة القتل العمد ومحاسبة مرتكبيها » بحسب نص البيان.
يذكر في هذا الصدد أن التقرير الأولي على اثر تشريح جثة الفقيد عبد الرزاق لشهب من طرف طبيبين شرعيين خلص إلى أن « الوفاة من الأرجح ان تكون طبيعية من جراء انسداد تام بالشريان التاجي الأيسر تسبب في قصور حاد بوظائف القلب » بحسب ما أفاد به الناطق الرسمي باسم محاكم صفاقس القاضي مراد التركي امس الثلاثاء.
وشجب الكاتب العام للاتحاد المحلي للشغل بعقارب فتحي مبارك التدخل الأمني معتبرا ان معتمدية عقارب التي تعيش حدادا على فقد أحد أبنائها الذين تعلقوا بحقهم في الحياة وفي العيش في بيئة سليمة لا تزال مصرة ومتمسكة بغلق مصب القنة نهائيا.
من جهته، قال عضو المجلس البلدي بعقارب إبراهيم الحفيان أن غضب أهالي هذه المعتمدية مرده « عدم اكتراث الدولة لحقوقهم الدنيا في الحياة في بيئة سليمة وفق ما يضمنه لهم الدستور وما كرسه لفائدتهم حكم قضائي يقضي بغلق المصب بعد معاينة الأضرار الجسيمة على المواطنين وصحتهم وانتشار عديد الامراض والعاهات مثل أمراض التنفس والحساسية والجلدية وامراض القلب وامراض السرطان ».
وات
