وصل الرئيس الأمريكي جو بايدن، ظهر اليوم الأربعاء، إلى إسرائيل -المحطة الأولى في زيارته للشرق الأوسط- ومن المقرر أن يوقّع مع رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لابيد بيانًا مشتركًا أطلِق عليه (إعلان القدس).
ويؤكد إعلان القدس التزام واشنطن بدعم أمن تل أبيب وعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وهذه هي الزيارة الأولى لبايدن إلى المنطقة منذ توليه الرئاسة.
ومن المقرر أن يزور بايدن أيضًا الأراضي الفلسطينية ويلتقي الرئيس محمود عباس، ثم يتوجه بعدها إلى السعودية حيث سيجتمع مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق.
وكان لابيد والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ورئيس الوزراء البديل نفتالي بينيت في استقبال الرئيس الأمريكي عند هبوطه من الطائرة بمطار بن غوريون في تل أبيب.
وخرج بايدن من الطائرة ومن خلفه وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، وامتنع بايدن عن مصافحة المسؤولين الإسرائيليين، كإجراء وقائي لتفادي الإصابة بفيروس كورونا.
“أقوى وأعمق” من السابق
وقال بايدن إن علاقة بلاده مع إسرائيل أقوى وأعمق مما كانت عليه في السابق، وقال “سنعمل مع إسرائيل على تعزيز منظومتها الدفاعية بما في ذلك القبة الحديدية”.
وأضاف “يشرفني أن أقف بين الأصدقاء لأزور دولة إسرائيل اليهودية المستقلة، وسنستمر في عملنا المشترك لمكافحة سموم معاداة السامية”.
وأوضح بايدن في كلمته بعد وصوله إلى مطار بن غوريون أنه سيبحث الدعم المستمر لحل الدولتين، وقال “نريد السلام ولا نريد لأخطاء الماضي أن تتكرر”.
“صهيوني عظيم”
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لابيد “إن هذه الزيارة تاريخية لأنها تؤكد الصلة الصلبة بين البلدين”، وأضاف مخاطبًا بايدن “ذات مرة عرّفت نفسك بأنك صهيوني، وأنت على حق، أنت صهيوني عظيم، وصديق لنا”.
وأكد لابيد أنه سيبحث مع الرئيس الأمريكي “مسائل الأمن الوطني والبناء على اتفاقيات إبراهام، ووقف البرنامج النووي الإيراني”.
بدوره، رحّب رئيس إسرائيل إسحاق هرتسوغ بالزيارة، وقال إنها تعكس عمق العلاقات والشراكة بين الجانبين، وسيتم خلالها بحث المخاطر التي تمثلها إيران.
وقال مخاطبًا بايدن “الشعب الإسرائيلي يرحب بك بأيادٍ مفتوحة، وزيارتك تمثل عمق علاقاتنا”. واعتبر الرئيس الإسرائيلي أن زيارة الرئيس الأمريكي “رحلة سلام”.
واطلع بايدن بعد ذلك على نموذج من النسخة الجديدة للقبة الحديدية الإسرائيلية للدفاع الجوي التي تعمل بالليزر.
جولة بالغة الحساسية
ويأتي وصول الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط في إطار جولة بالغة الحساسية تبدأ في إسرائيل التي يسعى قادتها إلى تشديد العقوبات على إيران، قبل أن يتوجه إلى السعودية.
وذكر مسؤولون أمريكيون أن زيارة بايدن ستركز على دمج إسرائيل بالكامل في المنطقة في إطار تحالفات إقليمية تسعى واشنطن وتل أبيب لتشكيلها، ومواجهة ما يوصف بالخطر الإيراني، وكانت إسرائيل قد تحدثت رسميًّا عن تأسيس تحالف للدفاع الجوي المشترك في الشرق الأوسط لمواجهة ما تصفه بالتهديدات الإيرانية.
وقبل أيام، كشف بايدن عن أهداف زيارته للشرق الأوسط، وتعهد بمواصلة الضغط على إيران حتى تعود إلى الاتفاق النووي لعام 2015. وقال في مقال بصحيفة “واشنطن بوست” إن جولته ستبدأ “فصلًا جديدًا وواعدًا” للدور الأمريكي في المنطقة.
ودعت الإدارة الأمريكية عائلة مراسلة الجزيرة الراحلة شيرين أبو عاقلة إلى زيارة واشنطن، وفق ما نقلت رويترز عن مسؤول أمريكي.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن تأكيد بايدن أنه “صهيوني” يكشف مدى الوهم الذي تعيشه قيادة السلطة بإمكانية الاستفادة من المواقف الأمريكية.
وفي طهران، اعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن زيارة بايدن الاقليمية لن تحقق “الأمن للدولة العبرية” العدو الاقليمي اللدود لإيران.