موقع بلادي نيوز
قال الدكتور محمد لطفي المرايحي، الأمين العام للاتحاد الشعبي الجمهوري إنّ الوزير سعيد العايدي، الذي ادعى أنّ ملف اللوالب منتهية الصلوحية ضاع في أروقة الوزارة، غالط نواب الشعب في جلسة مساءلته وأخفى معطيات أكثر خطورة تهم مافيا التوريد التي اشتبكت مصالحها بمصالح المصحات والأطباء وخاصة المديرين الجهويين للصندوق الوطني للتأمين على المرض “الكنام”.
وتابع المرايحي في تصريح لـ “الوطن الجيد” قائلا:” القضية التي كنّا أوّل من كشفها للرأي العام، لا تتعلق فقط بالتداعيات الصحية للمرضى الذين أجريت عليهم عمليات القسطرة بلوالب فاسدة، وانما بشبكة كاملة من المفسدين. من ذلك مثلاُ أن الكنام متورّطة في العملية من خلال أحد موظفيها، المدعو “م بن م”، الذي نصب نفسه وسيطا بين الأطباء والكنام. كلّ طبيب أجرى عملية قسطرة بهذه اللوالب، وهذه معطيات موثقة، كان يتصل بهذا السيد ويقدم له الملف ليقع امضاءه من طرف مديري الكنام، مقابل عمولة تتراوح بين 50 و100 دينار للملف، دون ان تمر العملية على المراقبة. الغريب أنّ المصحات أيضا تأخذ عمولة بـ 200 دينار على كل عملية أجريت بهذه اللوالب الفاسدة. وأنا كطبيب أعرف ما أقول جيدا. طبعا المسألة تتعلق هنا بخمسة مديرين جهويين للكنام تمتعوا هم أيضا بامتيازات مالية أو عينية من خلال المشاركة في مؤتمرات طبية عالمية يوفر المزودون الأجانب دعواتها”.
وأكد الأمين العام للاتحاد الشعبي الجمهوري لنفس المصدر على أن مزودا أجنبيا لهذه اللوالب، يحمل الجنسية اللبنانية نظم مؤخرا رحلة بحرية croisière لمجموعة من الأطباء إضافة إلى السهرات الفخمة التي تقدم فيها الأموال في علب “الويسكي” أو تحوّل مباشرة إلى حسابات خارجية، مقابل استخدام اللوالب التي يقوم المزود بإدخالها الى السوق التونسية. وبإمكان النيابة العمومية أن تتثبت من هذا ونحن نمتلك الوثائق التي تقرّ صحة ما نذكره”.
وتابع :” سعر اللولب يبلغ 2600 دينار أكثر من ثلثه يذهب رشوة للمتدخلين، ورغم أن أسعارها تراجعت بشكل كبير على السوق العالمية، الا انه الى الآن لم يتم مراجعة سعر هذه اللوالب في تونس، كما لم يمنح حق احتكار توريدها الى الصيدلية المركزية، لأن المافيا لا ترغب في أن يقع المساس بمصالحها”.
وختم لطفي المرايحي بالتأكيد أنه في صورة ما لم تتدخل النيابة العمومية وتفتح هذا الملف “فسنضطر إلى نشر قائمة المرضى الذين تعرّضوا إلى عملية تحيّل كبرى ولتتحمّل الدولة مسؤوليتها أمام الشعب بعد ذلك”.
