قالت نائبة مدير المتحف القومي السوداني اليوم السبت إن قوات الدعم السريع سيطرت على المتحف في الخرطوم، وطلبت من القوات شبه العسكرية الحفاظ على القطع الأثرية الثمينة الموجودة داخل المتحف التي تشمل مومياوات.
وقالت إخلاص عبد اللطيف إن عناصر من قوات الدعم السريع، التي تخوض قتالا مع الجيش على السلطة منذ منتصف أفريل، دخلت المتحف أمس الجمعة.
وأضافت أن العاملين بالمتحف ليسوا على علم بالوضع داخله لأنهم توقفوا عن العمل هناك بعد اندلاع الصراع فجأة في 15 أفريل، مما أجبر الشرطة التي تحرس المنشأة على الانسحاب.
ونشرت قوات الدعم السريع مقطعا مصورا من داخل المتحف ظهر فيه أحد الجنود وهو ينفي إلحاق أي ضرر بالمتحف أو إمكانية حدوث ذلك، ويدعو أي فرد أو منظمة لزيارة المتحف للتحقق من صدق حديثه.
وأظهر المقطع بعض مقاتلي قوات الدعم السريع وهم يغطون مومياوات مكشوفة بملاءات ويغلقون الصناديق البيضاء التي كانت بداخلها المومياوات. ولم يتضح بعد متى جرى الكشف عن المومياوات وسبب ذلك.
ويقع مبنى المتحف على ضفة النيل وسط الخرطوم بالقرب من مبنى البنك المركزي في منطقة تشهد بعضا من أعنف معارك الصراع.
ومن بين آلاف القطع الأثرية التي لا تقدر بثمن مومياوات محنطة تعود إلى 2500 عام قبل الميلاد، مما يجعلها من بين أقدم القطع الأثرية في العالم وأكثرها أهمية.
وقال حاتم النور المدير السابق للمتحف القومي إن المبنى يحتوي أيضا على تماثيل وأوان فخارية وجداريات قديمة وكذلك قطع أثرية تعود إلى فترات مختلفة بداية من العصر الحجري إلى العصرين المسيحي والإسلامي.
وقالت روكسان تريو العضو بفريق آثار فرنسي كان يعمل في السودان إن الفريق يتابع أوضاع المتحف عبر الأقمار الصناعية ورصد بالفعل علامات يحتمل أنها تشير إلى أضرار وقعت قبل أمس الجمعة، مع وجود علامات على اندلاع حريق.
وأضافت « لا نعرف مدى الضرر في الداخل ».
واستمر القتال على الرغم من إعلان وقف إطلاق النار عدة مرات، بما يشمل هدنة بوساطة السعودية والولايات المتحدة اتفق عليها الجيش وقوات الدعم السريع وينتهي سريانها الليلة.
وأشار سكان إلى وقوع اشتباكات بعد ظهر اليوم من بينها قصف جوي ومدفعي في جنوب الخرطوم والمناطق الشمالية للمدينتين المجاورتين أم درمان وبحري وكذلك منطقة شرق النيل في الجانب الشرقي من البلاد.
وبعد استمرار الاشتباكات والقصف واحتلال المباني المدنية، علقت واشنطن والرياض المحادثات وأعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على مصالح تجارية لطرفي الصراع.
ومنذ الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في 2019، ترأس الحكومة السودانية مجلس سيادي برئاسة قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان الذي عين قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، نائبا له.
ويقود الجانبان الآن قوتين متناحرتين في صراع دموي على السلطة وأقال البرهان حميدتي من منصبه الشهر الماضي.
ودعا مجلس الأمن الدولي أمس الجمعة الطرفين إلى وقف الأعمال العدائية للسماح بوصول المساعدات الإنسانية.
وقال سامي الطيب (47 عاما) من سكان أم درمان « الجيش يقصفنا بالمدفعية وقوات الدعم السريع منتشر في الشوارع والمواطن هو من يدفع ثمن الحرب ».
وأدت الحرب بالفعل إلى نزوح 1.2 مليون داخليا وفرار 400 ألف آخرين إلى دول مجاورة، مما يدفع السودان إلى حافة كارثة ويثير مخاوف من اندلاع صراع أوسع نطاقا.
وات