مشاعر النخوة والاعتزاز تغمر فريق المهندسين بعد نجاح عملية إطلاق القمر الصناعي التونسي “تحدي واحد”

تعالت أصواتهم، وصفقوا بحرارة مهنئين أنفسهم بانجازهم الأول في تونس في مجال تكنولوحيا الفضاء، فلقد تمكنوا وهم عشرون مهندسا تونسيا نشأة وانتماء وتكوينا، من ارسال القمر الصناعي التونسي تصميما وانجازا الذي اشتغلوا عليه، دون هوادة، لنحو خمس سنوات متتالية.

يقول عدد منهم تحدثت إليهم موفدة (وات) إلى تظاهرة مواكبة إطلاق القمر الصناعي “تحدي واحد”، إن إرسال هذا القمر التونسي إلى الفضاء كان لوقت قريب حلما يصعب تصديقه، كان مجرد فكرة تطورت شيئا فشيئا، ثم أصبحت بمثابة التحدي الذي يتعين رفعه رغم الصعوبات والعراقيل، وقد تسلحوا في ذلك كمهندسين بالاصرار والرغبة في إيجاد حلول لكل المشاكل الطارئة.

المهندسة في الإلكترونيك، مريم خليفي، قدرت أن هذا الانجاز فخر لشباب تونس ولشباب التعليم  العمومي، لافتة إلى أن الفريق المشتغل على هذا المشروع بدأه، دون أي تجربة في المجال، وهو أول تحد واجههم ما دفع الجميع إلى العمل والمثابرة والتعلم قائلة: ” عملنا بعقلية الفريق الواحد، ومنذ البداية تمسكنا بالنجاح، ومن خلال الاختبارات على طول مرحلة الانجاز كنا نتأكد يوما بعد يوم أن المشروع سينجح، وتزداد ثقتنا في كفاءاتنا”.

وأوضحت المهندسة الشابة أن ” العمل على مشروع ” تحدي واحد ” تم في شكل مجموعات تتكون من فريق الالكترونيك وفريق الميكانيك والاتصالات،” وكان اسهمامنا في المشروع يتمثل في تصميم البطاقات الالكترونية التي تم وضعها في القمر الصناعي، ونحن الان بصدد انتظار أول اتصال بالقمر الصناعي، حتى نتأكد من نجاح مشروعنا 100 بالمائة”.

إذا أصبح الحلم واقعا بالنسبة لمجموعة الشباب المهندسين المساهمين فيه وولّد أحلاما أخرى وأهدافا أكبر من ضمنها إرسال كوكبة من الأقمار الصناعية، وفي هذا الخصوص تقول المهندسة هيفاء التريكي التي بدأت العمل في الشركة مع انطلاق تنفيذ المشروع سنة 2018، أنها لم تصدق عندما تم إعلامها مع مهندسين أخرين ان الاشتغال سيكون على مشروع قمر صناعي إلا بعد عقد أول اجتماع تم فيه تفسير تفاصيل العمل.

وتضيف: ” ثلاث سنوات من العمل مرت في لمح البصر، كالحلم الجميل، ورغم الصعوبات التي اعترضتنا، فإن الاصرار كان قويا، وتوصل فريق المهندسين إلى ايجاد حلول لكل العقبات أولا بأول”، ومن بين هذه العقبات، تقول المهندسة هيفاء، “حداثة هذا الاختصاص في تونس، إذ انطلق العمل بمرحلة الاكتشاف فالتجربة ثم التصنيع، في سابقة أولى في البلاد”، وفق قولها.

وتابعت قائلة: ” لم نشعر يوما بأننا لن ننجح، لأن عملنا كمهندسين يفرض علينا أن نجد حلولا لأي مشكل مهما كانت درجة تعقيده، وكان طموحانا أن نواصل في ميدان الفضاء لأنه مجال مغر جدا وآفاقه رحبة، ونطمح كفريق إلى العمل في مشاريع كبيرة وأكثر تعقيدا “.

 محمد جعيدان وهو مستشار أول في ” تحدي واحد” تحدث ل(وات) عن تطور هذا المشروع، فبين أنه اشتغل بداية من سبتمبر 2019 على الجانب الالكتروني، وعلى تجميع وتصنيع القمر الصناعي، وكان من بين أفراد الفريق الذين تنقلوا إلى روسيا ،وبقوا هناك سبعة أشهر لتجميع وتركيب القمر الصناعي.

وقال إن عملية التطوير تواصلت على مدى سنتين ونصف قبل المرور إلى مرحلة التصنيع التي تم فيها اللجوء إلى بعض المزودين المحليين، وإلى باحثين في الجامعات التونسية بهدف تنمية المعارف والقيام بالدراسات الضرورية في المجال، ومن ثمّ المرور إلى التطبيق حيث تم تصنيع المكونات والبطاقات الخاصة بالقمر الصناعي كلها في تونس ونقلها إلى روسيا لانهاء عملية التركيب هناك، مبرزا أن عملية التحضير كانت جيدة واعتمدت على كفاءات كبيرة في مجالات تخصصها، كما تم التشاور مع عديد الكفاءات الأخرى.

أما المهندس نزار شعبان  الذي اشتغل على الاتصال بين القمر  الصناعي ” تحدي واحد” والمحطة الأرضية وتبادل المعلومات والتفاعلات بينهما، فقد أكد أن نجاح إطلاق “تحدي واحد” هو ثمرة جهد وتعب متواصل لمجموعة من المهندسين والشباب والكفاءات التونسية طيلة عدة سنوات ممن آمنوا بهذا الحلم، ورفعوا تحدي صنع أول قمر صناعي تونسي، وبالتالي دخلوا مع تونس في نادي الدول المصنعة لتكنولوجيا الفضاء .

وقال :”في لحظة إطلاق القمر ودخوله إلى الفضاء الخارجي، اختلطت الاحاسيس بين الفخر بالنجاح وبين زخم من الذكريات حول المراحل التي مر بها تصنيع القمر مع شعور بالاعتزاز بما تم إنجازه”، مضيفا قوله: ” تمكنا من اجتياز جميع المراحل بنجاح، وهناك مراحل تمت إعادتها عدة مرات حتى حققناها بنجاح، وهناك عديد الصعوبات التي مررنا بها، وخاصة على مستوى تحقيق الانسجام بين فريق متعدد الاختصاصات، ولكنه يعمل على مشروع واحد”.

المهندس نزار شعبان أكد أن المشروع مكن كامل الفريق من مزيد توسيع خبراته في مجال الفضاء والاقمار الصناعية ، كما بعث برسالة إلى الشباب مفادها أنه قادر على تنفيذ مشاريع في مختلف المجالات إذا توفرت الكفاءة والإرادة”.

وقد بلغ القمر الصناعي التونسي مداره على بعد 550 كلم وذلك عند حدود الساعة الحادية عشر و25 دقيقة و52 ثانية كما كان مبرمجا له، حسب ما أكدته وكالة الفضاء الروسية للرئيس المدير العام لمجمع تلنات صاحب المشروع.

وات

تعليقات

عن Houda Karmani

شاهد أيضاً

رئيس الجمهورية يسدي تعليماته بتبسيط الإجراءات لبعث الشركات الأهلية وإيجاد سبل تمويل جديدة

استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيّد، يوم الخميس بقصر قرطاج، كلاّ من وزير التشغيل والتكوين المهني، …