هدى القرماني
تم يوم الخميس 15 جوان 2023 بأحد نزل مدينة سوسة الإعلان رسميا عن انطلاق النسخة الثانية من مشروع «نساء المدينة Femmedina» لفائدة أربع بلديات وهي سوسة ومساكن والمهدية والقيروان.
ويهدف هذا المشروع الذي سيتواصل على مدى سنتين بدعم من سفارة سويسرا (إدارة التنمية والتعاون، DDC) وتقوم بتنفيذه منظّمة تحالف المدن “Cities Alliance” إلى خلق وتهيئة فضاءات عامة آمنة وشاملة وقادرة على توفير فرص تمكين للمرأة داخل المدن العتيقة والأحياء التاريخية في البلديات الأربع الشريكة في المشروع.
وأشارت رئيسة المشروع، اقبال الدريدي، في نقطة صحفية، إلى أنّ ما لا يقل عن 500 امرأة في كل بلدية من هذه البلديات ستنتفع بهذا المشروع الذي سيمكنهن من تحسين جودة الحياة لديهن ومن خروجهن إلى الفضاء العام لممارسة حقوقهن الاقتصادية والاجتماعية وبالتالي تمتعهن باستقلاليتهن الاقتصادية والعيش الآمن وبفرص متكافئة مع رجال المدينة وفق قولها.
وتكمن قوة هذا المشروع الذي تبلغ قيمته مليون و600 ألف دولار وفق محدثتنا في مقاربته التشاركية وفي تصوّره الذي سيكون نابعا من مقترحات نساء المدينة انطلاقا من حاجياتهن ورؤيتهن لمدينتهن وتنفيذ مشاريع لتطوير وإعادة تأهيل الفضاءات العمومية المصممة معهنّ ومن أجلهنّ.
ولفتت الدريدي إلى أن تركيزهم على المدينة العتيقة والأحياء التاريخية جاء لخصوصية هذه المناطق التي وصفتها بالمحافظة وعدم تمتع النساء فيها بحظهن اقتصاديا واجتماعيا ما جعل المرأة دائما متواجدة في الصفوف الخلفية.
وأضافت أنّ اختيارهم لهذه البلديات جاء إثر مبادرة هذه الأخيرة بالانخراط في هذا المشروع وكذلك لاحتوائها على مدن عتيقة وأحياء تاريخية.
وأوضحت الدريدي أنّ من بين المشاريع التي ستحظى بها بلدية سوسة تهيئة السوق اليومية بمنطقة “القبادجي”، كحي تاريخي ذو موقع استراتيجي، وربطه مع مشاريع أخرى مضيفة “سنسعى إلى وضع تصوّر جديد للمنطقة غير متكرّر تحتاجه فعليا النساء والمواطنون في المدينة”.
ومن المشاريع الأخرى التي ستحظى بها بلدية مساكن تهيئة سوق النساء وكذلك زاوية “سيدي الشطي” لتعرض فيها نساء المدينة منتوجاتهن وتوفّر لهن بذلك مصاريف التنقل ومعاليم الكراء.
وأشارت الدريدي إلى أن الاعداد لمشروع “نساء المدينة” مع البلديات الشريكة انطلق منذ ستة أشهر حيث كانت لهم لقاءات مع المواطنين ومع المسؤولين في هذه البلديات مذكرة أنّ النسخة الأولى لهذا المشروع كانت لفائدة بلدية تونس وقد تمكنوا من إنشاء مكتبة خضراء وتهيئة مكان لعرض المنتوجات الحرفية الى جانب مركز تدريب متعدد الاختصاصات لفائدة النساء.
وبينت أنّ هذا المشروع يرتكز على 3 محاور أساسية تتمثل في الاستماع أولا إلى أصوات النساء وحاجياتهن وتصورهن لهذه الفضاءات العامة مع مساعدتهن تقنيا ثانيا تنفيذ المشروع على أرض الواقع وتحقيق الأثر والتغيير وثالثا مرحلة التشبيك بين البلديات فيما بينها ومع بلديات أجنبية تشتغل مع المنظمة مثل بلجيكيا وهولندا والأردن وفلسطين وغيرها قصد خلق فضاء للتحاور وتبادل الخبرات والآراء كما ورد على لسانها.
وسيستند المشروع على دراسات وتحليلات ورسم أمثلة وخرائط بيانيّة للمواطنين وسيكون مصدرًا للتكوين وتعزيز قدرات البلديات فيما يتعلق بالتخطيط والتدخل في المدن العتيقة والأحياء التاريخيّة.
من جانبه أكد والي الجهة، نبيل الفرجاني، أنّ هذا المشروع سيساهم في خلق ديناميكية لدى النساء في المدينة العتيقة وذلك من خلال ادماجهن في الحياة الاقتصادية مع مرافقتهن إضافة إلى المحافظة على كرامتهن من خلال توفير الأمن لهن في بعده الشمولي وخروجهن من العزلة.
وأضاف أن الانطلاقة الكبرى للمشروع ستكون من بلدية سوسة آملا في نجاحها لتعم الفائدة على جهة الساحل ككل وتكون فاتحة لمشاريع أخرى مستقبلا.