من ضمنها الذكاء الاصطناعي…أحدث الطرق العلاجية في المؤتمر التاسع لمكافحة الأوجاع بسوسة

هدى القرماني

بحضور أكثر من 400 مشارك من إطارات طبية وشبه طبية وطلبة، انطلقت الجمعة 21 فيفري 2025، بأحد نزل مدينة سوسة، فعاليات المؤتمر الدولي التاسع لمكافحة الأوجاع «douleur 2025» لتتواصل على مدى يومين من تنظيم جمعية التوعية والتثقيف في الطب الاستعجالي.

ويتضمن هذا المؤتمر مجموعة من المحاضرات يقدمها محاضرون متخصصون في هذا المجال من تونس والجزائر والمغرب وفرنسا فضلا عن 8 ورشات تطبيقية، تمتد على مدى اليومين، تسلط الضوء على تقنيات علاجية مبتكرة للتخفيف من آلام المريض على غرار العلاج بالموسيقى والتنويم المغناطيسي والتبنيج الموضعي بالصدى والوخز بالإبر في الأذن بصفة خاصة وهو علاج صيني أكدت عديد الدراسات نجاعته في علاج الأمراض المزمنة بصفة خاصة وفي بعض الآلام الحادة أحيانا ويقع تدريسه في كليات الطب التونسية ويعتمده الأطباء في بلادنا بشكل متصاعد.

ومن بين الورشات الأخرى أيضا في هذا الملتقى نجد كيفية استخدام العلاج النفسي للمرضى الذين يعانون من الآلام المزمنة وكذلك كيفية تخفيف حدّة الآلام المتعلقة بالعضلات وبالأورام السرطانية وتوظيف تقنية الذكاء الاصطناعي كطريقة علاجية مستحدثة خاصة مع الأطفال باستخدام نظارات ثلاثية الأبعاد، كما أوضح ذلك رئيس قسم الاستعجالي بالمستشفى الجامعي سهلول ورئيس هذا المؤتمر، رياض بوكاف.

وقال بوكاف في تصريح لموقع “بلادي نيوز” “نسعى من خلال هذا المؤتمر إلى تغيير ثقافة الإطارات الطبية وشبه الطبية بتركيز الاهتمام بداية على تمكين المرضى، لدى استقبالهم، من علاج لتخفيف آلامهم ثمّ التوجه، في مرحلة ثانية، نحو تشخيص المرض، وهو ما أثبتت جدواه الأبحاث العلمية”.

وأضاف نهدف كذلك إلى تبادل الخبرات والمعرفة وإرساء قواعد علمية طبية تضاهي المعمول به في الدول المتقدمة عبر تقديم المستجدات حول محور هذا المؤتمر وتسليط الضوء على وسائل متعددة وناجعة نخوض بها “حربنا ضدّ الأوجاع” وفقا لتعبيره.

تكثيف الطرق العلاجية من شأنه تسهيل عملية مكافحة الأوجاع

وأشار بوكاف إلى التطورات التكنولوجية التي أصبح يشهدها العالم مشيدا بأهميتها وبضرورة إلمام الإطارات الطبية وشبه الطبية بها من أجل مكافحة آلام المرضى في كامل مستشفياتنا.

وأكّد رئيس المؤتمر أنّ الأقراص المخففة للآلام والحقن كوسائل تقليدية في العلاج قد عرفت هي الأخرى تطورات وبحوثا جديدة ولكن تكثيف الوسائل من شأنه تسهيل عملية مكافحة الأوجاع حسب قوله.

الذكاء الاصطناعي لتخفيف الأوجاع

وتابع بوكاف أصبحت التكنولوجيا اليوم داعمة لمقدمي الرعاية فالذكاء الاصطناعي مثلا أصبح يساعد في تشخيص المرض وفي تخفيف الآلام ومعاضدة الدواء كأداة تكميلية.

وأفاد بأنّ هناك توجها في تونس نحو اعتماد الذكاء الاصطناعي لفائدة القطاع الصحي مشيرا إلى انطلاق مؤسستين ناشئتين في العمل على توظيف هذه التقنية في خدمة المجال الطبي الأمر الذي سيمكّن من الرفع من مستوى البحوث وتحسين رضا المرضى على الخدمات المقدمة.

آلام المفاصل والعضلات في صدارة الآلام

وذكر بوكاف أنّ 80 بالمائة من المرضى الذين يستقبلهم القسم الاستعجالي يعانون من أوجاع وبأنّ أكثر الآلام ازعاجا هي المزمنة.

وتعدّ الآلام المتصلة بالمفاصل والعضلات في تونس وفي سائر العالم أكثر الآلام شيوعا وهي تصيب بنسبة أكبر الكهول وكبار السن.

وهذه الآلام قد تصبح مزمنة ما يؤثر على جودة حياة هؤلاء وعلى العمل والعلاقات الاجتماعية والشخصية والعائلية وقد تتسبب بدورها في حالة اكتئاب نفسي مزمن، كما أوضحت ذلك الطبيبة بقسم علاج الآلام في مستشفى الرابطة بتونس ومن بين المنظمين لهذا المؤتمر، سنية خلبوس لموقع “بلادي نيوز”.

وتأتي في مرتبة موالية آلام الرأس على غرار المرتبطة بالصداع النصفي “الشقيقة” أما الآلام المؤثرة على الأعصاب فتمثّل ما بين 7 و8 بالمائة وأكثرها شيوعا المرتبطة بمرض السكري وبما نطلق عليه “العنقود”.

وتشير خلبوس إلى توفّر العلاج وبطرق ناجعة لنسبة هامة من حالات الألم في حين تكون بعض الحالات الأخرى مستعصية لأسباب مختلفة إما متعلقة بالشخص ذاته أو خاصة بعدم نجاعة الدواء في الحالات الخطيرة، وحينها تصبح أكثر صعوبة، مستدركة بأنه يمكن الالتجاء، في هذا الوضع، إلى طرق أخرى متوفرة مع أطباء مختصين.

تشخيص المرض وفق شخصية المريض

وذكرت خلبوس أنهم سعوا من خلال هذا المؤتمر إلى تأكيد أساليب علاج مختلفة، من أدوية ووسائل تكميلية غير دوائية، فضلا عن طرق علاجية لأطباء مختصين في جراحة الأعصاب والأشعة وغيرها والذين يمكنهم استخدام بعضها في علاج الآلام المستعصي بالطرق المعتادة.

ولفتت إلى أنّ التدخلات ستكون في مختلف الاختصاصات بالتركيز على نوعية الألم وكيفية التعرف عليه عند المريض وهي الخطوة الأولى في علاجه، وفقها.

وأوضحت خلبوس بأننا نجد اليوم أنواعا متعددة من الآلام ترتبط بالضرر الحاصل منها ما هو متعلق بعضو مصاب أو بالأعصاب أو آلام غير مرتبطة بكليهما وهي تؤثر بصفة كبيرة في جودة الحياة.

وتابعت “نحن نقوم بتشخيص ذلك بالاستماع لشكوى المريض وبالفحص الكامل له ويجب التمييز بين هذه الأنواع وبأن يكون العلاج خاصا ومناسبا بكل نوع من أنواع هذه الآلام، وهو ما نؤكد عليه في كل مؤتمراتنا”.

وأشارت الطبيبة إلى أنها ستتقدّم بمداخلة في هذا الإطار تبيّن خلالها أهمية تشخيص المرض وفقا لشخصية المريض نظرا لاختلاف طريقة التفاعل مع الألم ومع العلاج بين الأشخاص والناجم عن اختلاف الوضع الاجتماعي والثقافي والتنشئة والخاصيات الجينية.

ودعت خلبوس إلى ضرورة تشخيص الحالات والتمييز بينها ما يسمح بإعطاء المريض الدواء المناسب له والناجع من أجل تحقيق أفضل النتائج لعلاج الآلام وتوفير الراحة للمرضى وتحسين جودة الحياة لديهم.

الآلام العصبية المرتبطة بالأورام السرطانية…آلام خاصة وجب تشخيصها بدقة

وتطرقت المتحدثة إلى الآلام العصبية والمرتبطة بمرض السرطان قائلة إنها نوعية خاصة من الآلام يجب تشخيصها بدقة لأنّها مختلفة تضغط على الأعصاب بصفة مباشرة وتعطي شكلا خاصا للآلام وأسبابها مرتبطة بالمرض السرطاني في حد ذاته أو بعلاج المرض.

ولفتت إلى أنّ علاج هذا المرض خاص كذلك ومختلف عن سائر علاجات الآلام الأخرى مبيّنة أنّ الهدف من مداخلتهاّ حثّ الأطباء على تشخيص هذه الآلام بالشكل الصحيح لتقديم العلاج المناسب من أجل تقليص حدة الألم من ناحية وتحسين جودة الحياة لهؤلاء المرضى من ناحية ثانية.

وأفادت بأنّ هناك علاجات دوائية لهذه الآلام وأخرى مختصة كالعلاج بالأشعة وجراحة الأعصاب كما توجد علاجات تكميلية على غرار الوخز بالإبر والتنويم المغناطيسي والعلاجات الطبيعية بالحركات الطبيعية.

تعليقات

عن Houda Karmani

شاهد أيضاً

الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ينطلق اليوم في صرف جرايات التقاعد

انطلق الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي CNSS، اليوم الخميس 20-02-2025، في صرف جرايات شهر فيفري الجاري، …