ذكرت صحيفة “الجمهورية” اللبنانية أنّ حزب الله يمتلك معلومات حول تفخيخ السيارات المرسلة إلى لبنان في منطقة القلمون ومن ثم يتم إرسالها إلى لبنان وتحديداً الضاحية الجنوبية لبيروت عبر عرسال.
وقالت الصحيفة انه تردّد بقوة أنّ “حزب الله” أنجز استعداداته للمشاركة في هذه العملية لأسباب عدّة، أبرزها تحقيق التواصل البرّي الآمن والكامل ما بين البقاع الشمالي والداخل السوري، وثانياً لحتميّة السيطرة على منطقة القلمون حيث تشير المعلومات المؤكدة التي يمتلكها الحزب إلى أنّ تفخيخ سيارتَي الضاحية الجنوبية حصل في هذه المنطقة، إضافة إلى احتضانها بنية تحتية كبيرة للتنظيمات المتطرّفة المناهضة لـ”حزب الله”، وثالثاً لأنّ تغيير الواقع الميداني في هذه المنطقة يُعزّز أوراق النظام السوري في المفاوضات المنتظَرة، والتي باتت تعرف بـ”جنيف – 2″.
لكنّ هذه المعركة الحيوية والمهمة للنظام السوري و”حزب الله” على حدّ سواء، لن تحصل في السرعة التي تتحدث عنها وسائل الإعلام. ذلك أنّه فور الحديث عن احتمالات مهاجمة هذه المنطقة، انتقلت أعداد من المقاتلين المتشدّدين في سوريا إلى القلمون، حيث جرى تنظيم خطة دفاعية وحشد قوات كبيرة لمنع الجيش السوري النظامي و”حزب الله” من تحقيق انتصار ميداني كبير يوازي انتصار القُصير إذا لم يكن اكبر منه.
ومن الطبيعي أنّ استطلاع الجيش السوري كشف مدى استعداد التنظيمات المتطرّفة والمعروفة بقدرتها القتالية، خصوصاً في المناطق الجبلية الوعرة، لذلك قد تكون القيادة السورية فضّلت إدخال تعديلات على خطتها تقضي أولاً بانتظار قدوم “الجنرال ثلج” القادر على تحطيم القدرات الدفاعية للإسلاميين قبل المباشرة بالهجوم، وثانياً باستغلال الوقت لتحقيق مزيد من التقدم في مناطق ريف دمشق حيث غادرها كثير من الكادرات العسكرية للمتشدّدين بعدما انتقلت إلى القلمون. أي في اختصار اعتماد خطة القضم عسكرياً.