هل انتهى دور آل سعود والإخوان؟

مع الصور والأنباء الآتية من نيويورك يبدو جلياً أن ثمة انقلاباً حصل أو سيحصل في السياسة الأميركية على الحلفاء القدامى مثل آل سعود وجماعة الإخوان المسلمين المتمثلين اليوم فقط بالعثمانيين الجدد وزعيمهم رجب طيب أردوغان.


مؤشرات عدة بدأت تظهر للعلن تدل على أن واشنطن وبالتشاور والتنسيق مع موسكو اتخذت قرارها بالتخلص من هؤلاء أو على الأقل وضع حد لهم ولسياساتهم بعد أن اتضح للعالم بأن مشروعهم للمنطقة لم يكن يوماً يدعم الحريات العامة أو الديمقراطية وحق الشعوب في تقرير مصيرها بل يقوم على تأسيس دويلات «إسلامية» متطرفة تهدد أمن واستقرار العالم وتنشر الفكر المتطرف وتشوه صورة الإسلام وتزرع الفتنة بين شعوب المنطقة وتدين في ولاءاتها لأمراء حرب تتحكم بهم وتوجههم أجهزة المخابرات التركية والسعودية، ما يتعارض مع مصالح الولايات المتحدة الأميركية التي كانت حتى قبل الحرب على سورية تتحكم بتلك الأجهزة وتسيطر على منابع الإرهاب.
إن الحقد الأعمى الذي أصاب آل سعود وآل ثاني وأردوغان وجماعته تجاه الشعب السوري، أفقد ليس فقط الولايات المتحدة الأميركية بل العالم أي سيطرة على منابع الإرهاب وساهم في تأسيس دولة إرهابية بكامل المقومات من مصادر تمويل وثروات نفطية وزراعية وصولاً إلى حدود واسعة تمكنهم من الوصول إلى قلب أوروبا وإلى المصالح الأميركية مباشرة.
من المؤشرات التي ظهرت خلال الساعات الأخيرة وتؤكد الانقلاب، ذلك التقارب الأميركي الإيراني التاريخي بحق، وغياب تركيا عن مشهد مجلس الأمن، وكذلك فرنسا التي فقدت سياستها الخارجية لمصلحة قطر والسعودية، وأيضاً بريطانيا، وإذا أضفنا قرار مجلس الأمن الذي ألزم الجميع بمقررات جنيف ووعد بمعاقبة كل من يعارض مسار الحل السياسي، والحضور الروسي القوي جداً على الساحة الدولية ليفرض توازناً يمنع أي هيمنة لأي جهة كانت على العالم، فكل تلك المؤشرات تبشر بقرب انتهاء الدور الدموي لكل من السعودية وتركيا في المنطقة وخاصة بعد أن تمت إقالة أمير قطر من منصبه وإخراج الإخوان المسلمين من الحكم في مصر.
كثير من الأسئلة يطرح حالياً على الساحة السياسية الدولية لكن الأكيد أن لا أجوبة واضحة قبل القضاء على الإرهاب في سورية وفي العراق وكامل المنطقة، وقبل أن تستسلم قوى الظلام، ويعود الأمن والأمان إلى سورية والشرق الأوسط، ويتم لجم التطرف والوهابية، ما يتطلب إعلان الحرب على الإرهابيين ومن يدعمهم والوقوف إلى جانب الجيش السوري في مهامه وتضحياته التي فضحت للعالم حقيقة الدور المناط بآل سعود ومن خلفهم وبأردوغان وجماعته.
قد نكون اليوم أقرب من أي وقت مضى لمشاهدة السقوط المدوي لرعاة الإرهاب العالمي، سقوط تكون دماء السوريين حرضته وسددت ثمنه وهذا ليس بجديد على السوريين الذين طالما ضحوا بأغلى ما لديهم لنشر ثقافة السلام والمحبة والتآخي بين شعوب العالم.


الوطن

تعليقات

About taieb

Check Also

ماذا لو كانت جذورُكَ عند عدوِّك؟

روزيت الفار-عمّان   تُعتبر شركتا  “ 23 and Me”و  Nebula Genomics” من أشهر  شركات اختبار …