أكّد وزير التجارة وتنمية الصادرات سمير عبيد، اليوم الإثنين 18 نوفمبر 2024، أن الإقليم الثالث، والّذي يضمّ ولايات سليانة وسوسة والقصرين والقيروان والمنستير والمهدية، قد شهد ديناميكية تصديرية إيجابية الآونة الأخيرة إذ بلغت عائدات صادرات الثماني أشهر الأولى من هذه السنة 8.6 مليار دينار دون احتساب عائدات قطاع الطاقة مما حقق تطورا قدّر بنسبة 3.6 % مقارنة بالسنة الفارطة.
وأوضح الوزير في كلمته خلال إشرافه صباح اليوم بأحد نزل مدينة سوسة على ملتقى الإقليم الثالث حول ” التصدير الواقع والتحديات”، بأن هذا الإقليم هو أحد الأعمدة الأساسية للاقتصاد التونسي إذ يعدّ من الأقاليم الرائدة في القطاعات التصديرية الجهوية سواء في المجال الصناعي مثل الصناعات الميكانيكية والكهربائية والنسيجية أو في القطاع الفلاحي والمنتجات ذات القيمة المضافة العالية ومنتجات الصناعات التقليدية إلى جانب مساهمته في التصدير غير المباشر فضلا عن موقع الإقليم الاستراتيجي وبنيته التحتية المتطورة ما يجعل منه منصة واعدة لتعزيز الصادرات نحو الخارج.
وأفاد الوزير بأنّ الوزارة عملت على تنفيذ استراتيجيات شاملة تهدف إلى تنويع الأسواق الخارجية من خلال البحث عن أسواق جديدة في أفريقيا وآسيا والاستفادة من الاتفاقيات المبرمة مع دول الجوار والشركاء الدوليين.
وأضاف أنه يتم العمل أيضا على تحسين تنافسية المؤسسات التونسية من خلال وضع برامج دعم للتصدير ومرافقة المؤسسات لتحسين جودة منتجاتها وخدماتها.
وبيّن الوزير أن القطاع التصديري يتطلب تطويرا مستمرا للمنتجات والابتكار في العمليات الإنتاجية والاستثمار في التكنولوجيا أين يكمن دور الفاعلين الاقتصاديين لافتا إلى أنّ نجاح استراتيجية التصدير لا يمكن أن يتحقق الا بتظافر الجهود بين جميع الأطراف.
وأكد الوزير التزامه بتقديم الدعم لغرف التجارة والصناعة باعتبار دورها المحوري في منظومة التصدير الوطنية.
وأشار إلى أنّ الوزارة تعمل في إطار مقاربة تشاركية على إعادة النظر في دور الغرف وتموقعها وإعادة هيكلتها تطابقا مع إعادة تقسيم الأقاليم .
كما تعمل وفقه أيضا على مراجعة وتطوير عدد من الاتفاقيات التجارية بهدف تحسين الامتيازات التعريفية التي تمنحها هذه الاتفاقيات ومزيد حماية النسيج الاقتصادي الوطني، وفي هذا السياق قامت الوزارة بتفعيل مراجعة اتفاقيات التبادل الحر المبرمة بين تونس وتركيا.
وأبرز الوزير أنّ التعاون التونسي الإفريقي قد عرف نشاطا متميزا خلال الفترة الأخيرة وأنّ المشاركة التونسية حظيت بصدى كبير في أهم المحافل الإفريقية وخاصة الاجتماعات الوزارية للمنطقة القارية الإفريقية للتبادل الحر والتي تبنت المقاربة التونسية الرامية إلى التسريع في تعميق التكامل الإفريقي وتطوير التجارة البينية الإفريقية وتمهيد الطريق لتبادل المنافع بين المؤسسات الاقتصادية الإفريقية.
ولفت إلى أنّ تونس كانت في طليعة الدول المنخرطة في مبادرة التجارة الموجهة حيث نجح عدد من المؤسسات التونسية في الاستفادة من التخفيضات على المعاليم الديوانية في إطار الاتفاقية وتم منذ ماي 2023 إلى اليوم تسليم أكثر من 130 شهادة منشأ zlecaf بقيمة صادرات تجاوزت 2 مليار دينار.