قدم وزير التربية، حاتم بن سالم صباح، اليوم الثلاثاء، اعتذاره لكل من الأساتذة والتلاميذ والأولياء عن اجراء تعليق الدروس بكافة الاعدادايات والمعاهد الثانوية العمومية بداية من اليوم بقرار من الجامعة العامة للتعليم الثانوي، وهو إجراء اعتبره كاتب عام الجامعة، لسعد اليعقوبي، “تحديا كبيرا وملحمة نضالية تاريخية وفريدة من نوعها يخوضها مربو التعليم الثانوي في ظل التعامل مع “حكومة تريد الدفع في اتجاه مربع الخطر والمساس بمستقبل أبناء التونسيين”، وفق تعبيره.
وقال وزير التربية في تصريح لاذاعة الواب “التنوير” التابعة لوزارة التربية، “آسف على هذا القرار وأقدم اعتذاري للأساتذة والتلاميذ والأولياء رغم ان الوزارة لم تختر هذه الوضعية ولم ترغب في الوصول الى مثل هذا الاضراب الذي يأتي في فترة حساسة جدا من السنة الدراسية وقبل انطلاق الامتحانات الوطنية ببضعة اسابيع، ورغم المجهودات المبذولة من اجل حلحلة الوضع واقناع الشريك الاجتماعي بان الطلبات مشطة وغير ممكنة”.
وأضاف قائلا: “الدولة قائمة ومتحملة لمسؤوليتها وموقف الحكومة موضوعي وواضح ويتمثل في عدم الرغبة في اقحام التلاميذ في نزاع شغلي نقابي مادي بين الوزارة وجامعة الثانوي”، مشددا على ضرورة ان تبقى ابواب الاعداديات والمعاهد مفتوحة.
وبعث الوزير برسالة طمأنة للأولياء والتلاميذ بخصوص الامتحانات الوطنية، مؤكدا الحرص على بذل كل الجهود خلال الساعات والايام القادمة لتغيير هذا الوضع على أساس احترام موقف الحكومة في هذا الشأن وأيضا مراعاة مصلحة التلميذ والمربين.
وأعرب عن الأمل في ان يتم “تحكيم العقل ووضع حد لهذه العملية التصعيدية لتعود الأمور الى مجراها الطبيعي وتتواصل الدروس والاستعدادات لاجراء الامتحانات الوطنية”، حسب قوله، مشددا على ان مصلحة التلميذ الفضلى يجب ان تكون فوق كل الاعتبارات.
ولفت الى ان هذا الوضع أربك المنظومة التربوية وعطل السير العادي للدروس ولمصالح التلاميذ، ومنها على سبيل المثال تعذر القيام بالتوجيه التمهيدي لتلاميذ سنوات 1 و2 ثانوي وحرمان العديد من تلاميذ الباكالوريا من التسجيل الاولي للدراسة بجامعات أجنبية.
وأوضح ان التشاور متواصل بين الحكومة وقيادة الاتحاد العام التونسي للشغل من اجل تذليل الصعوبات والوصول الى حل، كما ان ابواب الوزارة مفتوحة للحوار لكن دون املاءات، وفق تأكيده، مبينا انه لايمكن للوزارة القبول بالتفاوض والتلميذ في وضع الرهينة.
وفي المقابل قال لسعد اليعقوبي في كلمة توجه بها الى المربين عبر الصفحة الرسمية للجامعة العامة للتعليم الثانوي على موقع التواصل الاجتماعي “الفيس بوك”، ان “أساتذة الثانوي يخوضون اليوم تحديا كبيرا وملحمة نضالية تاريخية وفريدة من نوعها للقطاع في مواجهة حكومة تريد الدفع الى مربع الخطر والمساس بمستقبل أبنائنا”.
وأعرب عن ثقته في “قدرة مدرسي الثانوي على الصمود والوحدة الى حين التوصل الى تحقيق المطالب التي يناضلون من اجلها”، مشددا على ان “هذه الملحمة النضالية لن تنتهي الا بالاستجابة للمطالب المضمنة في اللوائح المهنية لجامعة الثانوي، بما فيها الجانب المالي وملف التقاعد وتحسين الوضع التربوي”.
واعتبر ان نقابة الثانوي بصدد “التعامل مع حكومة لا تعترف بالمفاوضات وتعتمد منطق العنتريات ووزير تربية يسعى الى التنكر للعمل النقابي ومحاولة ضربه”، وفق تعبيره، مضيفا ان “الحكومة تريد للمدرسة العمومية ان تنهار من خلال التخلي عن واجباتها الوطنية وفرض أجندة البنك الدولي وارتهان مستقبل البلاد واستقلالية قرارها لدى دوائر مالية دولية”.
وتجدر الاشارة الى ان الدروس واجراء الفروض العادية بكافة المدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية العمومية شهدت اليوم تعطلا شبه كلي بسبب تعليق الدروس بقرار من الجامعة العامة للتعليم الثانوي الى حين الاستجابة الى مطالب منظوريها.
وات