كشف بحث حول استهلاك الشباب للشريحة العمرية بين 18 و35 سنة أعده المعهد الوطني للاستهلاك خلال شهر نوفمبر 2017، أن 8ر43 بالمائة من الشريحة التي لا تشتغل، يرون أن مصروف الجيب الكافي لهم يبلغ حوالي 400 دينار في الشهر.
وأظهر البحث، الذي شمل عينة تمثيلية تتكون من 2023 من الشباب والفتيات موزعين على كامل تراب الجمهورية، أن الشريحة التي تعمل تعتبر أن معدل الدخل الشهري الذي يمكنهم من مجابهة المصاريف اليومية بأريحية يقدر بحوالي 1400 دينار مع معدل إنفاق سنوي على اللباس يصل إلى 838 دينارا.
ولاحظ المدير العام للمعهد الوطني للاستهلاك طارق بن جازية في حوار مع (وات) بشان نتائج هذا البحث، وجود نقص ملحوظ في الدراسات والبحوث المتعلقة باستهلاك الشباب خاصة الشريحة العمرية 18/35 سنة.
واشار الى ان الدراسات المنجزة حول الشباب طالما ركزت على المسائل المتصلة بالمشاركة في الحياة السياسية والانتخابات والشأن العام أو استهلاك المخدرات والتدخين دون التطرق الى هذه الفئة الشبابية كعنصر اقتصادي فاعل وعلاقته بالثقافة أوالرياضة والترفيه والمظهر الخارجي.
وارتكز البحث، الذي شمل شريحة لا تزال تدرس وتحتاج إلى مساعدة مالية من الأولياء وشريحة تشتغل ولها استقلالية مالية، على جملة من المحاور تتصل بعلاقة الشباب بالتغذية ووسائل الاتصال الحديثة والثقافة والترفيه والرياضة إلى جانب علاقته بالمظهر الخارجي.
وبالنسبة للوضعية المادية، يرى 51 بالمائة من المستجوبين المنتمين إلى الشريحة التي تعمل، أن دخلهم الحالي يتيح لهم مجابهة مصاريفهم اليومية في حين أن 48 بالمائة منهم يرون عكس ذلك. ويقدر الدخل الشهري الذي يمكن من مجابهة المصاريف اليومية بأريحية بحوالي حدود 1400 دينار، حسب هذه الشريحة.
وبخصوص الشريحة التي لا تعمل، فان مصدر التمويل يظل العائلة في 76 بالمائة من الحالات المستجوبة وهناك مداخيل أخرى متأتية من الأعمال الحرة الظرفية (الأعمال الموسمية) بنسبة 39 بالمائة و5ر7 بالمائة من المنح (الطلبة عموما).
وتعتبر 56 بالمائة من العينة المستجوبة أن مصروف الجيب كاف لتغطية النفقات اليومية بينما ترى نسبة هامة من الشريحة التي لا تشتغل، أن مصروف الجيب الكافي في حدود 400 د في الشهر.
وبالنسبة إلى المعاملات المالية، يمتلك 48 بالمائة من هذه الشريحة العمرية (18/35 سنة) حساب جاري و31 بالمائة لهم دفتر ادخار و24 بالمائة لهم بطاقة بنكية و 22 بالمائة يعتمدون آلية الدفع الالكتروني و35 بالمائة لا يمتلكون أي وسيلة من وسائل التعامل المالي.
وأكد بن جازية أن الفئة التي تشتغل تبدو متفائلة، إذ أن 63 بالمائة منهم يتوقعون تحسن وضعهم المادي على المدى المتوسط فيما يرى 30 بالمائة منهم عكس ذلك.
أما في ما يخص الشباب والتغذية فان 67 بالمائة يتناولون فطور الصباح بانتظام أو غالبا في المنزل و23 بالمائة يتناولونه خارج المنزل و9 بالمائة لا يعتمدون هذه الوجبة وان 24 بالمائة متعودون على الوجبة الوسيطة (التحريشة) و32 بالمائة بصفة مناسباتية وإجمالا فان حوالي 56 بالمائة من الشباب يتناولون التحريشة.
ويقبل الشباب على محلات الأكلات السريعة وان الأكلات الأكثر إقبالا من هذه الشريحة هي البيتزا ثم السندويتش. وينفق الشباب معدل 5ر20 دينارا في الأسبوع على الأكل خارج المنزل ليصل إلى أكثر من 30 دينارا (1ر25 بالمائة من المستجوبين).
وقال المدير العام للمعهد الوطني للاستهلاك أن الفئة العمرية 18/35 سنة تعرف تغيرا كبيرا في نمط استهلاكها معبرا عن تفاجئه من ضعف الإقبال على الأنشطة الثقافية والترفيهية مقابل الاهتمام بالمظهر الخارجي حيث أن 84 بالمائة من الشباب يولون أهمية كبرى للمظهر الخارجي، وحتى مستويات الإنفاق كبيرة في هذا الباب سواء التجميل أواللباس ويصل المعدل السنوي للإنفاق في هذا الباب إلى معدل 838 دينارا.
ويعتمد الشباب في التسوق على المساحات التجارية الكبرى أكثر من الفضاءات الأخرى، كما أصبح يقبل بنسبة كبيرة على الملابس المستعملة (فريب).
وفي علاقة باستعمال وسائل الاتصال الحديثة اظهر البحث أن 7ر69 بالمائة من المستجوبين يستعملون هواتف ذكية وحوالي 48 بالمائة لهم حاسوب محمول وان 85 بالمائة لديهم حساب على وسائل التواصل الاجتماعي (فايسبوك) و 6ر14 بالمائة لديهم حساب تويتر و 6ر44 بالمائة للانستغرام.
من جهة أخرى يتواصل الشباب بنسبة 61 بالمائة منهم عبر المكالمات، في حين يتم استعمال الإرساليات القصيرة من طرف 1.6 بالمائة فقط من العينة.
وتقضي 32 بالمائة من الشريحة العمرية 18/35 سنة أكثر من 3 ساعات تتحاور على الفايسبوك.
واظهر البحث، في ما يخص الترفيه، انه خلال 12 شهرا الأخيرة تمتع 6ر45 بالمائة من الشباب المستجوب بالسياحة الداخلية و35 بالمائة قرأ كتابا أو جزءا منه بما في ذلك القرآن الكريم إلى جانب مواكبة 4ر31 بالمائة منهم للمهرجابات و6ر27 بالمائة فقط اقتنوا جريدة.
وخلص المسؤول إلى ضرورة تطوير الدراسات التي تهتم بتغيرات النمط الإستهلاكي للشباب وخاصة وضعه المادي لان الطلبات تنمو مقابل دخل متواضع.
يذكر ان عدد الشباب التونسي للفئة العمرية بين 20 و34 عاما، تبلغ حوالي 1 مليون و407 آلاف شاب في 2016 ومن المرجح أن يرتقي العدد إلى مليونين و287 ألفا في أفق سنة 2040 بحسب المسؤول.
وات