بين تقدير وإشادة وتحفظ وصمت.. تتباين ردود أفعال العواصم العربية من خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، المقترحة لتسوية النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والمعروفة إعلاميًا بـ”صفقة القرن”.
ومن اللافت أن مطلب القدس الشرقية عاصمًة للدولة الفلسطينية المأمولة غاب عن معظم البيانات العربية، عقب إعلان خطة ترامب، التي تقترح عاصمًة في أجزاء من المدينة المحتلة.
وأعلن ترامب، الثلاثاء، الخطوط الرئيسية لخطته وهي من 80 صفحة، وتتضمن إقامة دولة فلسطينية “متصلة” في صورة “أرخبيل” تربطه جسور وأنفاق بلا مطار ولا ميناء بحري، وعاصمتها “في أجزاء من القدس الشرقية”، مع جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة مزعومة لإسرائيل.
وفيما أجمع الشعب الفلسطيني والسلطة والفصائل على رفض هذه الخطة، تعقد جامعة الدول العربية، بطلب من فلسطين، اجتماعًا وزاريًا طارئًا، في القاهرة السبت، لبحث سبل مواجهتها.
** القاهرة.. حوار برعاية أمريكية
قالت الخارجية المصرية، في بيان، إنها “تقدر الجهود المتواصِلة التي تبذلها الإدارة الأمريكية للتوصُل إلى سلام شامل وعادل للقضية الفلسطينية، بما يُسهم في دعم الاستقرار والأمن بالشرق الأوسط، وينهي الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي”.
وشددت على “أهمية النظر لمبادرة الإدارة الأمريكية من منطلق أهمية التوصُل لتسوية القضية الفلسطينية، بما يعيد للشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة من خلال إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفقًا للشرعية الدولية ومقرراتها”.
ودعت الفلسطينيين والإسرائيليين إلى دراسة متأنية للرؤية الأمريكية والوقوف على كافة أبعادها، وفتح قنوات الحوار لاستئناف المفاوضات، برعاية أمريكية، لطرح رؤية الطرفيّن الفلسطيني والإسرائيلي إزاءها.
** أبوظبي.. مبادرة جادة
قالت السفارة الإماراتية في واشنطن، في بيان، إنها “تقدر الجهود الأمريكية المستمرة للوصول إلى اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني”.
وأشادت بخطة ترامب، معتبرة أنها “مبادرة جادة تتناول العديد من القضايا، التي أثيرت على مر السنين”.
وأضافت أن “الطريقة الوحيدة لضمان حل دائم هي التوصل إلى اتفاق بين جميع الأطراف المعنية”.
وتابعت أنها “تؤمن أنه يمكن للفلسطينيين والإسرائيليين تحقيق سلام دائم وتعايش حقيقي، بدعم من المجتمع الدولي”.
واعتبرت أن هذه “الخطة المعلنة تقدم نقطة انطلاق مهمة للعودة إلى المفاوضات، ضمن إطار دولي تقوده الولايات المتحدة”.
** الرياض.. مفاوضات مباشرة
فيما أعلنت الخارجية السعودية، في بيان، أنها اطلعت على إعلان الإدارة الأمريكية عن الخطة، وهي بعنوان “رؤية السلام والازدهار ومستقبل أكثر إشراقًا”.
وأضافت أنه في ضوء ما تم الإعلان عنه فإن المملكة تجدد التأكيد على دعمها لكافة الجهود الرامية للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
وتابعت: “تقدر المملكة الجهود التي تقوم بها إدارة الرئيس ترامب لتطوير خطة شاملة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتشجع البدء في مفاوضات مباشرة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية”.
كما تشجع “معالجة أي خلافات حول أي من جوانب الخطة من خلال المفاوضات، للدفع بعملية السلام قدمًا للوصول إلى اتفاق يحقق للشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه المشروعة”، وفق البيان.
** المنامة.. إشادة بواشنطن
قالت الخارجية البحرينية، في بيان، إنها “تشيد بالجهود الحثيثة التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية لدفع عملية السلام”.
وأعربت عن تطلعها بأن تقوم الأطراف المعنية بدراسة ما تقدمت به الولايات المتحدة الأمريكية، وبدء مفاوضات مباشرة بين الجانبين برعاية أمريكية، للتوصل إلى اتفاق يلبي تطلعات الشعبيّن الفلسطيني والإسرائيلي في تحقيق السلام الشامل والعادل فيما بينهما، ويؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
** الدوحة.. الشرعية الدولية
فيما قالت الخارجية القطرية “نقدر المساعي الأمريكية لإيجاد حلول للصراع العربي الإسرائيلي، طالما كان بإطار الشرعية الدولية”.
وأضافت في بيان: “سبق لجميع الدول العربية تبني مبادرة للسلام (منذ 2002)، وضعت مجموعة من الأسس لإحلال السلام العادل، لا يمكن تحقيق سلام دون صون حقوق الفلسطينيين بإقامة دولة ذات سيادة على حدود 1967”.
وأعربت عن استعدادها لتقديم الدعم المطلوب لأية مساعي ضمن هذه الأسس لحلّ القضية الفلسطينية.
وشددت على أنه “لا يمكن للسلام أن يكون مستدامًا ما لم تتم صيانة حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة ذات سيادة على حدود 1967، بما في ذلك القدس الشرقية، وفي العودة إلى أراضيه”.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، بينامين نتنياهو، الذي حضر مع ترامب مؤتمر إعلان الخطة، أن العاصمة الفلسطينية ستكون في بلدة “أبوديس” (لا تتجاوز 4 كيلومترات مربعة) شرقي القدس المحتلة.
ويتمسك الفلسطينيون بكل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استنادًا لقرارات الشرعية الدولية.
وتابعت الخارجية القطرية أن “رفاه الشعب الفلسطيني مشروط بتحقيق السلام العادل وأن دولة قطر لن تتأخر عن تقديم العون لمؤسسات دولته واقتصاده.”
** عمّان.. قضايا الوضع النهائي
أكد الأردن، في بيان، أن حل الدولتين الذي يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل والدائم.
وأضاف أنه يدعم كل جهد حقيقي يستهدف تحقيق السلام العادل والشامل الذي تقبله الشعوب.
وشدد على “ضرورة إطلاق مفاوضات جادة ومباشرة تعالج جميع قضايا الوضع النهائي”.
** تحفظ
قالت الخارجية العراقية، في بيان، إن العراق “يُؤكّد وُقوفه مع إخوانه الفلسطينيّين في دفاعهم عن حُقوقهم المشروعة، ومنها: حقُّ العودة، وإقامة دولتهم المُستقلة، وعاصمتها القدس الشريف”.
ووفق نتنياهو، ثمة شروط تفرضها واشنطن على الفلسطينيين لبدء المفاوضات، وهي “الاعتراف بدولة يهودية تشمل المناطق (المستوطنات) التي سيتم ضمها، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على القدس، والتنازل المطلق عن حق العودة”.
وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن القراءة الأولى لخطة ترامب تشير إلى إهدار كبير لحقوق الفلسطينيين المشروعة.
وأضاف: “نعكف على دراسة الرؤية الأمريكية بشكل مدقق، منفتحون على أي جهد جاد يبذل لتحقيق السلام”.
وذكرت الجامعة أن الخطة غير ملزمة، وأن تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين مرهون بإرادة الطرفين.
وشددت على أن الموقف الفلسطيني هو الفيصل في تشكيل الموقف العربي الجماعي من الخطة، وهو ما سيتبلور في اجتماع السبت.
وردًا على خطة ترامب، قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إنه لا يمكن القبول بدولة فلسطينية دون القدس، مشددًا على أن “القدس ليست للبيع”.
وأردف: “لن نركع، ولن نستسلم، المؤامرات والصفقة إلى الفشل والزوال، ولن تخلق حقًا ولن تنشئ التزامًا”.
** بيروت.. المبادرة العربية
وفي اتصال هاتفي مع عباس، قال نظيره اللبناني، ميشال عون، إن “لبنان متمسك بالمبادرة العربية للسلام، التي أُقرت في قمّة بيروت (2002)، لا سيما حق عودة الفلسطينيين إلى أرضهم، وقيام دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس”.
وشدد عون على “أهمية وحدة الموقف العربي حيال مسألة صفقة القرن”.
** صمت
وبينما أعلنت هذه العواصم العربية عن مواقفها من خطة ترامب، التزمت بقية العواصم العربية الصمت.
الأناضول