ألغت وكالات السياحة والأسفار الجزائرية 50 بالمائة من برامج رحلاتها السياحية نحو تونس والمغرب وأوروبا ودول آسيا، بفعل تراجع الزبائن عن الحجز الذي كان مبرمجا لشهري مارس وأفريل خوفا من تبعات انتشار وباء كورونا، وما قد يترتب عن السفر والتجمعات الكبرى من انتشار للفيروس، في حين أعلنت الوكالات أن توقعات إلغاء البرامج بفعل عدم اكتمال أعداد الوفود وتراجع الزبائن عن طلبات التسجيل قد يستمر طويلا.
وكشف رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية إلياس سنوسي عن إلغاء أزيد من 50 بالمائة من الرحلات المبرمة مع الوكالات السياحية لشهر مارس وأفريل للزبائن المتجهين نحو أوروبا وتونس والمغرب ودول آسيا خوفا من توسع رقعة الفيروس وأن ينتقل إلى السياح الجزائريين، وهو ما يكبد الوكالات السياحية خسائر مالية باهظة، مشددا على أن الوضع بات صعبا بالنسبة للوكالات التي ستضطر لإعادة أموال المعتمرين وخسارة تذاكر الرحلات التي اقتنتها في إطار سياسة “غلق المقاعد” لشركات الطيران الجوي.
وقال سنوسي في تصريح لـ”الشروق” الجزائرية إن الوضع بات لا يطاق بالنسبة للوكالات السياحية التي اضطرت لإعادة الأموال وحل الرحلات وإلغاء البرنامج لشهري مارس وأفريل، فيما توقع أن يستمر الوضع طويلا وأن لا تتحسن الأوضاع في القريب العاجل مصرحا “حتى إن اختفى فيروس كورونا من الواجهة خلال الأيام المقبلة، فالوضع سيزداد سوءا بسبب تخوفات المواطنين من السفر والهلع الإعلامي الذي يرافق الوباء، ما سيجعل حركة السفر شبه متوقفة”.
ويؤكد ممثل الوكالات السياحية أنه بأوروبا تم إلغاء كافة التجمعات التي يحضر فيها 5 آلاف شخص على الأقل، وهو ما أدى إلغاء كل التظاهرات الثقافية والاقتصادية والفنية والرياضية المنظمة على المدى القصير، الأمر الذي ينذر بكارثة بالنسبة لوكلاء السفر الذين يعيشون ظروفا مالية صعبة وأزمة خانقة منذ بداية العام وحتى منذ سنة 2015 بفعل تراجع أزمة البترول وتأثيرها على المستوى المعيشي للجزائريين، فالذين كانوا يسافرون عدة مرات في العام باتوا يسافرون مرة واحدة أو أقل في السنة، كما تم تسجيل تراجع في نسبة الحجز للعمرة، وأصبح السفر منتوجا أكثر من كمالي، وغير متاح إلا للأثرياء والمرتاحين ماليا، وهو ما يثير قلق الوكالات السياحية التي انهار رقم أعمالها بنسبة 80 بالمائة خلال الـ5 سنوات الأخيرة.
الشروق الجزائرية