هدى القرماني
أكّد كريم الجزيري رئيس الجامعة الجهوية لوكالات الأسفار بالساحل-الوسط (سوسة-المنستير-المهدية والقيروان) عودة الأسواق السياحية التقليدية إلى تونس على غرار الفرنسية، البلجيكية، الإيطالية، الهولندية وهي أسواق لها عاداتها في السياحة وحريف استثنائي وصعب ومتطلّب حيث يولي أهمية كبرى لمسألة النظافة والأمن ويجب المحافظة عليه لأنه يبقى الحريف الأكثر سفرا حسب قوله.
وفي تصريح لموقع “بلادي نيوز” على هامش اجتماع، يوم الجمعة، للمجلس الجهوي للسياحة بسوسة أشار الجزيري إلى أنّ حضور السوق الجزائرية، كسوق هامة جدا لتونس، يطرح نقاط استفهام هذا الموسم في ظلّ تواصل القرار الجزائري بغلق حدوده البرية منذ بداية جائحة كوفيد 19.
وأضاف أنّ الرحلات الجوية بين البلدين قليلة الأمر الّذي جعل أسعار التذاكر باهظة والسائح الجزائري غير قادر على المجيء إلى تونس.
ولفت إلى أنّ نسبة كبيرة من السياح الجزائريين يتنقلون إلى تونس برّا سواء على متن الحافلات أو في رحلات منظمة أو عائلية قادمين بواسطة وسائل تنقلهم الخاصة، وكذلك نفس الشيء بالنسبة للتونسيين.
ودعا الجزيري المسؤولين في الدولة التونسية وعلى أعلى مستوى إلى التحرك والتحاور مع الطرف الجزائري من أجل إيجاد الحلول خاصة في ظل تحسن الوضع الصحي وتراجع جائحة كوفيد بشكل كبير في منطقتنا وفتح الحدود في جل العالم حسب قوله، مبينا أنّ إعادة فتح الحدود من شأنها تنشيط الحركية الاقتصادية التونسية.
يذكر أنّ الرئيس الجزائري قد وافق مؤخرا بإعادة فتح الحدود البرية لأغراض تجارية فقط، وكان قد أصدر قرارا بغلقها منذ مارس 2020 لأسباب قال أنها صحية مرتبطة بالتوقي من انتشار فيروس كورونا المستجد.
كما أعلنت وزارة النقل الجزائرية، الخميس، عن برنامج إضافي للرحلات الجوية مع تونس تعزيزا للنقل الجوي والبحري للمسافرين خلال موسم الاصطياف 2022، حيث تقرر إضافة 14 رحلة أسبوعية مقسمة بين 7 رحلات بين مدينة وهران وتونس و7 رحلات بين العاصمتين الجزائر وتونس.
وكانت السلطات الجزائرية قد فتحت حدودها الجوية بشكل جزئي في مفتتح جوان 2021.
وذكر رئيس الجامعة الجهوية لوكالات الأسفار بالساحل-الوسط أنّ شهر ماي يعّد شهر زيارات وكلاء الأسفار والصحفيين المختصين في المجال السياحي من كل الوجهات للاطلاع على وجهتنا السياحية ومدى استعدادها لاستقبال السياح ومن الضروري جدا التسويق لصورة جيدة عن بلادنا على مستوى النظافة والأمن وتنوع المنتوج السياحي.
وأشار الجزيري إلى وجود جيل جديد من وكلاء الأسفار الذين باشروا عملهم مؤخرا أو خلال فترة جائحة كوفيد والتي شهدت فيها بلادنا ركودا سياحيا لذلك هم يجهلون الوجهة التونسية ويجب العمل على إعطائهم صورة إيجابية عن بلادنا.
ودعا إلى تكاتف كل الجهود بين المهنيين والإدارة والمسؤولين على المستوى الجهوي من أجل فضّ الاشكاليات والمحافظة على الحريف وتجنب مسألة التعطيل في المطارات والاكتظاظ المروري الذي تعاني منه مدينة سوسة خاصة في فترة الصيف.
وإلى جانب النظافة وتوفر الحماية والإنارة في المدينة العتيقة نادى الجزيري بالتركيز على مسألة التنشيط وتوفير الفضاءات لذلك والاستعانة بأفكار الشباب المبدع مشيرا “نحن لم نعد نتحدث عن سياحة الفندقة فقد تغيرت انتظارات وتطلعات السائح وأصبح يبحث عن اكتشاف بلادنا والاطلاع على موروثها والتجوّل بمفرده في شوارعها”.
ومن بين أهمّ الإشكالات الكبرى التي تعاني منها وكالات الأسفار اليوم وفقا لمحدثنا، النقص في الحافلات المخصصة لنقل السياح وتهرّم أسطول النقل السياحي بصفة عامة.
وكانت ولاية سوسة عقدت، يوم الجمعة، المجلس الجهوي للسياحة في دورته الأولى، تحت إشراف كاتب عام الولاية ومندوبي السياحة في كل من سوسة وياسمين الحمامات ومهنيين وإطارات ومسؤولين جهويين، لمتابعة الوضع العام في علاقة بالقطاع السياحي وأهم المؤشرات السياحية اليوم إضافة إلى التنسيق وضبط أهم الاستعدادات من أجل خلق أفضل الظروف لإنجاح الموسم السياحي الحالي.