تم، السبت بالمنستير، تدشين مخبر اشهادي بالمطابقة لمراقبة المنسوجات الطبية بمؤسسة « تي تي اس » المتواجدة بالقطب التكنولوجي بالمنستير، وهو الأول في تونس في مجال النسيج التقني وهو ما يتيح للبلاد التموقع عالميا في هذا المجال.
وانجز المخبر الاشهادي بالمطابقة لمراقبة المنسوجات الطبية بمؤسسة « تي تي اس » صاحبة المبادرة والمتمركزة بالقطب التكنولوجي بالمنستير بتمويل من الوكالة الالمانية للتعاون الدولي يصل الى ما قدره 3ر1 مليون دينار.
ويتولى هذا المخبر مراقبة مدى مطابقة الكمامات الطبية للمعايير الوطنية والدولية وكذلك جملة من المنتوجات الصحية الاخرى الموجهة لحماية الاطار الصحي.
وقال منسق برنامج « تطوير » في تونس، جبران سلطاني، انه وقع الاختيار على هذا المخبر خلال مناظرة أفكار لينطلق تنفيذه في ديسمبر 2020 وسيوفر على امتداد 3 سنوات 65 موطن شغل مباشر وأخرى غير مباشرة حسب. ويستهدف هذا المشروع تحويل 5 مؤسسات مختصة في النسيج التقني نحو النسيج الطبي مما سيوفر مواطن شغل إضافية.
ويهدف برنامج « تطوير » الذي وضعته الوزراة الفدرالية الالمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية، الى دعم التعاون بين القطاع الخاص والمنظمات الدولية للتنمية وتسهر على تنفيذه الوكالة الالمانية للتعاون الدولي ويتوجه البرنامج الى المؤسسات المجددة في البلدان السائرة في طريق النمو والبلدان الصاعدة .
وأفاد المدير العام لمؤسسة « تي تي اس » الخاصة جلال عبد الرحمان، أنّ هذا المخبر هو الوحيد المعتمد في تونس في النسيج التقني بالنسبة إلى معدات الوقاية الذاتية وغيرها حيث تعدّ المؤسسة في مخبرها حاليا 548 اختبارا معتمدا في مجالات النسيج والجلد والتجميل والميترولوجيا وصناعة الأغذية مقابل 11 اختبار سنة 2006.
وابرزت وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة، نائلة نويرة القنجي، في كلمة لها خلال موكب تدشين المخبر، أهمية انجاز مخبر اشهادي بالمطابقة لمراقبة المنسوجات الطبية مثمنة الرؤية الاستشرافية لمبادرة مؤسسة « تي تي اس »، الى جانب القطب التكنولوجي للنسيج بالمنستير ومختلف الفاعلين في القطاع، عبر تطوير النسيج والنسيج التقني في تونس وقناعتها بمكانة تونس وامكانية التطور على الصعيد الدولي.
ولفتت الى ان هذا المخبر هو اليوم، الوحيد في تونس الذي يصدر خدماته نحو أوروبا وأسيا وأفريقيا إذ أنّ المؤسسة فتحت فرعا لها في بلجيكا، 90 بالمائة من الفريق العامل به من الكفاءات التونسية
واضافت القنجي ان ذلك يؤكد أنّ اليد العاملة التونسية والمهندس التونسي قادر على تقديم الإضافة والإبداع عند توفير ظروف العمل الملائمة له، مشيرة في الآن ذاته الى أهمية التعاون بين القطاعين العمومي والخاص للنهوض بالقطاع الصناعي وقطاع النسيج لخلق المزيد من الثروة والتنمية.
وقالت إنّ قطاع النسيج في البلاد يشهد انتعاشة هامّة، خاصة مع المؤسسات التي تعتمد على التجديد والكفاءات التونسية العالية والدليل اختيار الوكالة الالمانية للتعاون الدولي تمويل مشروع انجاز هذا المخبر خلال مناظرة أفكار شاركت فيها عدّة مؤسسات من العالم.
وكشفت الوزيرة في تصريح اعلامي، على هامش تدشينها للمخبر، انه سيتم يوم 6 جويلية 2022 الاعلان عن الانطلاق الرسمي للاستراتيجية الوطنية للصناعة والتجديد 2035، مشيرة الى ما تزخر به تونس من مقوّمات كبيرة ومنظومة اقتصادية بصدد التطور ملاحظة ان قطاع النسيج سيكون له موقع هام خاصة ضمن هذه الاستراتيجية..
وأفادت أنّ تونس تزخر بمادة الحلفاء التي تعدّ ذهبا، إذ لها قابلية كبرى لتحويلها نحو النسيج التقني مشيرة إلى أنّ معمل الحلفاء سيستأنف العمل به وسيكون المرجل جاهزا منتصف جويلية 2022.
كما أفادت أنّ الدراسات بالنسبة إلى الطاقة الخضراء شارفت على الانتهاء وسيقع تقديم مخرجاتها قبل موفي جويلية 2022 مشيرة إلى أنّ العديد من التونسيين والأجانب أبدوا رغبتهم في الاستثمار في الطاقة الخضراء خاصة أنّ توجه تونس اليوم هو استعمال الطاقات البديلة المتجددة ومن بينها الهيدروجين.
وات