في الوقت الذي تشير الأرقام إلى أن الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا تسبب بانهيار 10 آلاف مبنى على الأقل في الولايات العشر المنكوبة ظهرت صورة لمبنى غرفة مهندسي الإنشاءات في مدينة كهرمان مرعش وقد بدا صامدا ثابتا، فيما تحولت بقية المباني حوله إلى حطام.
هذه الصورة أثارت عاصفة من الغضب لدى الأتراك تجاه المقاولين ومهندسي الإنشاءات، في وقت تتزايد الاتهامات ضدهم بالمساهمة في مضاعفة النتائج الكارثية للزلزال، بسبب عدم التزامهم بمعايير البناء التي وضعتها السلطات التركية في أعقاب الزلزال الذي ضرب البلاد عام 1999 وأودى بحياة نحو 17 ألف شخص.
وفي هذا السياق، أعلن وزير العدل التركي بكر بوزداغ أن الوزارة فتحت تحقيقا خاصا بعملية الغش في مواد البناء.
وأشار بوزداغ إلى إنشاء مكاتب خاصة للبحث عن المسؤولين عن انهيار المباني في الزلزال الأخير، وأن دور هذه المكاتب سيكون إجراء التحقيقات العدلية بشكل قانوني وتحديد المهملين أو المستغلين أو المستخدمين للمواد الرديئة.
وأوضح أنه تم التحقيق ودراسة ملف 134 مشتبها بهم بالإهمال في بناء المباني، حيث تم إيقاف 3 منهم واعتقال 7 آخرين.
بدورهم، تفاعل الأتراك بشدة مع صورة مبنى مهندسي الإنشاءات، وتساءلوا عما إذا كان المبنى قد صمد بسبب التزام المتعهد بمعايير البناء المقاوم للزلازل الذي فرضته الحكومة؟
ومن التغريدات التي رصدتها حلقة “شبكات” بتاريخ 2023/2/13 تغريدة لشرف الدين هوشباشي صب فيها جام غضبه على كل المتهاونين بالالتزام بتطبيق معايير السلامة في البناء، وقال “هذه جريمة البلديات والمسؤولين عن الفساد، فهم يتغاضون عن شهادات السلامة ويمنحون المتعهدين تراخيص بناء رغم عدم التزامهم بمعايير البناء”.
بدوره، قدم الناشط أوغور زفتشي احتمالات أخرى لصمود المبنى، فكتب “وفق دراستي وخبرتي هناك عوامل كثيرة يمكن أن تسبب هذا المشهد، من بينها ارتفاع المبنى وعمره وحجمه، وواضح أن المبنى جديد ولا يحتوي على طوابق مرتفعة، لذلك صمد بشكل جيد”.
أما سلجوق كولاكسيز فرأى أن المباني المشيدة بشكل جيد تكون تكلفتها عالية، وهو أمر ليس باستطاعة الجميع، فغرد “هذا بناء قائم على الصلب وليس الخرسانة، لذلك لم يتأثر، وواقعيا لا يمكن أن يكون هذا نموذجا سكنيا، لن يستطيع أحد شراء مسكن قائم على الصلب”.
ودافع غوكهان بياض عن المهندسين، ورفض تحميلهم مسؤولية النتائج الكارثية للزلزال، فقال “للعلم فقط، المهندس غير مسؤول قانونا عن عملية الغش، المهندس يقوم بالرسم والتخطيط، ومتعهد البناء هو الذي ينفذ، لا تشتتوا الأمة وركزوا على المتهم الحقيقي”.
أما حقان بيلان فذهب إلى اعتبار الأمر أنه مجرد أقدار على الجميع القبول بها، وجاء في تغريدته “لم أدرس الهندسة، لكن يجب أن يكون هناك عقل، الزلزال الذي حرك الجغرافيا التركية كلها 3 أمتار ليس له مقاييس في الاختيار، إنها الأقدار فقط”.