موقع بلادي نيوز
انطلقت الجمعة 10 مارس 2023، بمدينة سوسة، فعاليات المؤتمر الوطني حول الآلام في دورته السابعة “آلام 2023” لتتواصل على مدى يومين بحضور إطارات تونسية طبية وشبه طبية في اختصاصات متعددة من مختلف المؤسسات الاستشفائية بالجمهورية.
وحضر هذا المؤتمر في يومه الأول، والذي تنظمه الجمعية التونسية للطب الاستعجالي، 420 بين إطارات وخبراء لمشاركة المعارف والخبرات في هذا المجال والتعرّف على الإمكانيات والوسائل المتاحة للتخفيف من آلام المريض، من بينهم مختصون في طب الأورام، طب النساء والتوليد، طب أمراض تقويم الفيزياء، الطب الاستعجالي، طب الأمراض النفسية وغيرها من الاختصاصات كما أفادنا رئيس هذه الدورة والأستاذ الجامعي بكلية الطب بسوسة، رياض بوكاف.
ويتضمن برنامج هذه الدورة ورشات ومحاضرات تتناول بالطرح زوايا مختلفة كالآلام المزمنة والانتقال من الآلام الحادة إلى الآلام المزمنة، الآلام في مواقع العمل، تحديات آلام السرطان، الصدمة النفسية والأمراض المزمنة، دور الرعاية الأولية في إدارة الألم، ما الجديد في العلاج الدوائي لألم الأعصاب، كيفية الابتكار في التدريس بالكلية في مجال الألم، أنظمة الرعاية الصحية وإدارة الألم في الأماكن منخفضة الموارد.
ولفت بوكاف إلى أن تونس لازالت متأخرة في هذا المجال مقارنة بالبلدان المتقدمة التي تفوتنا بالإمكانيات ولها ثقافة وتقاليد في العناية بالمريض “وهو ما نسعى إليه اليوم كأولوية من خلال هذا المؤتمر لتغيير الثقافة السائدة عند أغلب أطبائنا وإطاراتنا شبه الطبية وترسيخ ضرورة التوجه مباشرة نحو تخفيف وإزالة الألم لدى المريض قبل الذهاب نحو تشخيص المرض” وفق قوله.
وتابع بوكاف أنّ هذا يتطلب جهدا واستخداما لوسائل علاج متنوعة لا تقتصر على الأدوية التقليدية من حبوب وحقن بل تتجاوز ذلك إلى آليات أخرى كالتنويم المغناطيسي والتنويم الذاتي والمداواة بالشم ورياضة اليوغا وغيرها من الوسائل.
وشدّد بوكاف على أنهم منفتحون على جميع الاختصاصات ويجب أن تتكاتف جميع الجهود من أجل كسب المعركة ضد “الألم” بمختلف الوسائل الممكنة والمتوفرة.
من جهته ثمّن الطبيب المختص في العلاج بالتنويم بالإيحاء، صبري الزغلامي، تقنية التنويم المغناطيسي في مواجهة الآلام.
وأشار الزغلامي إلى أنّ 80 بالمائة من الإحساس بالألم هو نفسي بالأساس في حين أنّ الألم العضوي لا يمثّل سوى 20 بالمائة.
ولفت محدثنا إلى أنّ طريقة التنويم خلال العمليات يمكنها تعويض عملية التخدير عبر البنج وأنها تلاقي نجاحات كبرى في مختلف أنحاء العالم مشيرا أنّ فرنسا تعدّ من البلدان الرائدة في هذا المجال حيث أنّ 30 بالمائة من العمليات في مستشفياتها الصحية تتمّ عبر آلية التنويم المغناطيسي.
وأفاد الزغلامي أنه قد تمكن رفقة زملائه من انجاز 10 عمليات جراحية في مستشفيات تونسية باستخدام هذه التقنية معتبرا إياها طريقة ناجعة وطبيعية في علاج الآلام سواء المزمنة أو الحادة و تمكّننا من التسريع في شفاء المريض والتقليل من الأدوية الموصوفة له وبقائه مدة أقل في المستشفى وفق قوله.
وتابع الزغلامي أنهم قاموا أيضا بتكوين أطباء في هذا المجال من بينهم أطباء عامون ونفسانيون ومبنجون.
هدى القرماني
