نجح عدد من الشبان التونسيين في تطوير وابتكار مجموعة من التطبيقات الجديدة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لتوظيفها في مختلف الأنشطة الفلاحية.
وترتكز هذه التطبيقات، التي تم تقديمها، الجمعة، في اطار معرض انتظم بمدينة الثقافة بالعاصمة، على هامش احتفال تونس بالعيد الوطني للفلاحة، على ابتكار تطبيقات مرتبطة بالهواتف الذكية بإمكانها الإنذار المبكر عن اندلاع الحرائق او التحكم في الري الزراعي وتثمين المياه وعدم اهدارها علاوة على تطبيقات أخرى تتصدى لبعض أنواع العصافير الضارة بالمحاصيل او ابعاد الحيوانات.
وانتظم المعرض، الذي افتتحه وزير الفلاحة والصيد البحري والموارد المائية، عبد المنعم بلعاتي، تحت شعار « المبادرة الخاصة والتجديد والمنتجات الفلاحية من اجل فلاحة مستدامة ».
وشدّد مبتكرو هذه التطبيقات الذكية والجديدة، في تصريحات لوكالة تونس افريقيا للأنباء « وات »، على ضرورة تطوير منظومات عصرية تواكب مختلف التحديات التي يواجهها القطاع الفلاحي في تونس.
وأبرزوا ان الذكاء الاصطناعي بإمكانه ان يكون في خدمة الفلاحة التونسية ويساعد على تعصير القطاع حتى يواكب مختلف التطورات التكنولوجية.
وتحدث عبد المنعم كوكة، شريك في شركة ناشئة تختص في الحلول المبتكرة في المجال الفلاحي، عن منظومة مراقبة شاملة للمنظومات الفلاحية باستعمال لاقطات مرتبطة بكاميرات مجهزة بالذكاء الصناعي، والتي تساعد الفلاح على القيام بأنشطته اليومية بطريقة سهلة لا سيما وان النشاط الفلاحي مضني ويتطلب مجهود بدني وتوفر يد عاملة.
وتتمثل المراقبة عبر التطبيقة التي تم تطويرها، في رصد الحرائق بصفة مبكرة والسرقة وإبعاد الحيوانات الضارة (إطلاق أصوات لإبعاد العصافير الضارة بالمحاصيل الزراعية) وكذلك الخنازير.
واكد ان التطبيقة لا تزال في طور التجربة لكنه شدد على وجود سوق هامة في تونس لتعميم مثل هذه التطبيقات المتطورة والعصرية والتي من شانها ان تسهم في ادخال التكنولوجيا الحديثة وخاصة الذكاء الصناعي في القطاع الفلاحي في تونس.
وأبرز وجود وعي كبير لدى الفلاحين التونسيين خاصة الشباب منهم بضرورة التعويل على الذكاء الصناعي في الأنشطة الفلاحية.
وطوّر الباعث الشاب إسماعيل ثابت، من جهته، مشروعا تكنولوجيا يعتمد على تطبيقة تحمل اسم « ارويني »، ترتكز على نظام ريّ ذكيّ تمت تجربته في واحات الجنوب في مرحلة أولى على ان يتم تعميمه لاحقا.
وقال ثابت إنّ التطبيقة التي تمّ ابتكارها تتمثل في نظام ريّ تدريجي اذ بإمكان الفلاح تركيب الجهاز في البئر او في مصادر المياه التي يستعملها ثم تركيز آلات أخرى تتولى التحكم في عملية الريّ وقيادتها وتوجيهها بالتوازي مع رفع حالة التربة ودرجة الرطوبة لأخذ القرار المناسب في استعمال الريّ في التوقيت المناسب من دون إهدار للموارد المائية.
وأفاد ان له عدّة حرفاء في كل من ولايات قفصة وتوزر وقبلي لافتا الى ان النتائج تعد مشجعة ما يحفزه على مزيد العمل لتعميم المشروع في عدد من مناطق البلاد. ولاحظ بخصوص ثمن التطبيقة و الآلات المصاحبة للقيام بالريّ انها لا تتجاوز 1500 دينار.
واوضح المتحدث بشان النية في التوجه الى السوق المغاربية، ان الهدف الرئيسي هو تركيز المشروع على الصعيد الوطني والتعريف بالتطبيقة على نطاق واسع في البلاد.
وقدم كريم فتح الله، حاصل على دكتوراه في الإعلامية، مشروعه الذي طوره رفقة عدد من الطلبة والمتمثل في نظام انذار مسبق للحرائق في شكل شركة ناشئة تحصلت على عدة جوائز ابتكار.
واكد ان التطبيقة التي لا تزال في الطور المخبري والتجريبي تتمثل في الإنذار المسبق للحرائق في حقول الزراعات الكبرى والغابات.
واضاف ان التطبيقة تتعلق بتركيز لاقطات ذكية ترسل معطيات حينية حول قابلية تعرض الغابة، بحكم الحرارة والجفاف ونوعية النباتات، الى حريق وفق درجة الاشتعال للمكان المعني.
وأشار الى انه تم تطوير كاميرا ذكية عبر الذكاء الاصطناعي قادرة على مشاهدة انطلاق الشرارة الأولى للحريق عبر ارسال رسالة الى مركز التحكم لإعلامه ببداية ظهور نار.
ولاحظ انه تم الانتهاء من الصيغة القانونية للشركة الناشئة في وقت لا يزال يبحث عن التمويل الضروري لتحويل الفكرة الى مشروع حقيقي يتم ترويجه في السوق التونسية وحتى في الخارج.
ولفت فتح الله بخصوص أهمية التطبيقة الجديدة، الى ان هناك أطراف من الجزائر مهتمة بدعم هذه التطبيقة الذكية
وأردف انه سيتم بداية من هذه الصائفة الشروع في تجربة التطبيقة المنبهة للحرائق في عدد من غابات ولايتي بنزرت والكاف إثر تلقيه وعودا من الادارتين الجهويتين للغابات بالكاف وبنرزت للقيام بالتجارب الميدانية.
يذكر ان وزير الفلاحة امتنع عن الادلاء بتصريحات إعلامية للصحفيين التونسيين.
وات