اعتبر منسق شبكة أمان للبحوث والدراسات الإستراتيجية المفكر العربي أنيس النقاش انه “من خلال التصريحات الروسية هناك ثلاث أبعاد دائما كان الرئيس بوتين يتحدث عن ضرورة احترام القانون الدولي وشعر الروس أن للغرب والولايات المتحدة نوايا لتجاوز القانون الدولي لتقرير مصائر الشعوب والدول
النقطة الأولى عند الروس هي الدفاع عن القانون الدولي، والنقطة الثانية في الموقف الروسي هي أنّ الغرب لم يعد يستطيع أن يقلب الأنظمةبالانقلابات العسكرية بل بالثورات الملونة أو الوردية بل يتحرك من خلال دخوله عبر منظمات غير حكومية وتيارات فكرية ودعم إعلامي ومالي وقوي ويقلب نظم لمصلحته وهذا مورس مع دول فدرالية قريبة من الروس لمحاولة ضعضعة الوضع الداخلي في روسيا”،والنقطة الثالثة تفجير الأوضاع عبر السلفية والتكفيريين وتعميم منهج الحرب الشيشانية على باقي الجمهوريات الإسلامية كداغستان ووادي فرغان لتتفكك الفدرالية الروسية وتتورط بالحروب الداخلية وهذا أسلوب يستخدم لتفجير الأمن الداخلي والإقليمي في العراق وغيرها وضمن هذه المحاور كانت تتحرك روسيا للدفاع عن نفسها، والرابح بالحرب ينظم العلاقات الدولية الجديدة وشاهدنا بأم العين كيف أن في معركة سوريا أصبح العالم في قطبية متعددة وسقطت القطبية الواحدة ولم يظهر أن هناك تفاهم بين التعددية القطبية وهناك تفاهم وصراع على بعض الملفات ولا نستطيع أن نقول أنّ ملامح النظام الدولي الجديد اكتمل بل هو في طور التبلور”.
ولفت النقاش في حوار على قناة توب نيوز الفضائية في برنامج الحوار السياسي الأسبوعي “نقاط على الحروف” ” أنّ من القائلين بأن الولايات المتحدة الأميركية لن تقدم على حرب على سوريا لان موازين القوى الحالية لا تسمح لها ذلك وكانت تحصل بان توافق عليها روسيا وإيران وتنقذ ماء وجه اوباما وتكون مدخل للحوار ولكن روسيا وإيران رفضوا ذلك والمبادرة الروسية في الكيماوي اقتراح روسي بموافقة سريعة سورية وإيرانية والسبب أنّ السوري يعرف أن هذا السلاح ليس له أيّ أهميّة ولا يمكن استخدامه وحصلنا على ما يمكن استخدامه وسلاح استراتيجي والسوري اخذ سلاح استراتيجي وفعال ويمكن استخدامه أهمّ بكثير من الكيماوي”.
وأضاف النقاش ” أنّ كلام الرئيس الأسد عن الجبهة الأردنية من درعا وجبهة حلب يعني انه يجب أن تغلق هذه الجبهات في أي تسوية سياسية قادمة،والدور الأردني هو مزدوج وهو لا يمكنه التورط بسوريا ولا يريد أن يسقط النظام السوري لأنه يعرف إن سقط النظام في سوريا سيؤثر على الداخل الأردني ولكن ضغوطات دول الخليج على الأردن أجبرته وهو في حيرة واتخذ سياسة انه بشكل علني ضد ما يجري في سوريا وتقنيا قدم للمسلحين السلاح والدعم اللوجستي”
وأضاف النقاش ان “معلوماتي انه من الآن الإدارة في سوريا تدرس عمليات البناء وإعادة الاعمار بعيدا عن تدخل شركات الهدر التي تشبه شركات السوليدير، مضيفا ان ما لم يتوقعه المسلحون ردة الفعل وصمود الجيش السوري وقوى الدفاع الوطني وواحد من أهم المعلومات في سوريا وثبت صحتها ان الولايات المتحدة أخرجت في احد الأيام 400 سجين من العرب في العراق وقالت سأفرج عنكم مقابل ان تذهبوا للقتال في سوريا واستخدم القوى الجهادية التي كانت تقاتل في العراق إلى سوريا وهذا ربط نزاع ما كان يحصل في العراق ونقل نفس الأساليب العسكرية والتوجهات السياسية إلى سوريا وتمثلت في معركة جسر الشغور وكان دخول المقاتلين من تركيا ولكن أبيد جزءاً كبير منهم والمعلومات تقول ان فرار الـ 1000 سجين من سجن ابو غريب في العراق كان الهدف إرسالهم إلى سوريا وكان هدف هذه المجموعات توسيع الجبهة من العراق و سوريا وجاؤوا بفكرهم التكفيري كداعش وشكلوا مشكلة للجهات المعارضة السورية وما يسمى المعارض السورية ولا يمكنهم الدفاع عن معتقداتهم الفكرية وممارساتهم ولهذا يدمرون بعضهم البعض وهناك من يعتبر أن التسوية ستضر به فسارعت إلى احتلال المناطق والمراكز ومناطق الثروات كداعش، والجيش السوري اشتبك معهم في مناطق بريف دمشق وفي القصير اشتبك معها وفي القلمون سيكون خلال أيام اشتباك كبير معها والجيش السوري يشتبك حيث المناطق الإستراتيجية وحيث يوجد ضرورة والجيش السوري يتمركز ويأخذ بقعة تلو البقعة وتنظيفها وتضع فيها قوى حليفة ولكن ان ينتشر الجيش السوري على كامل الأراضي السورية غير واقعي وهو يشتبك مع المسلحين في ريف حلب وحلب وادلب”
واعتبر النقاش في الشأن التركي ان “تركيا لا تستطيع أن تلعب بنار الإرهاب والذي حصل في الموقف التركي هو تباين بوجهات النظر بين أركان النظام التركي وبالتالي أصبح هناك وضوح بالتباين بين الرئيس التركي ورئيس الحكومة وحتى هناك تباين بداخل الحزب والآن لم يأخذ القرار في تركيا اذا نحمل المسؤولية لبعض الأفراد آو نتحمل المسؤولية جميعا واعتقد ان القرار لم يتخذ بعد، وكل ما يجير في سوريا هو بعد اجتبي ويوجد صراع داخلي لكن الفظاعات التي ارتكبت هي من مقاتلين من الخارج”
وأضاف النقاش ان الولايات المتحدة الأميركية أصبحت من اكبر الدول المنتجة للنفط في العالم لأنه بحسب الدراسات الأخيرة استطاعت الولايات المتحدة أن تطور أدوات ووسائل لاستخراج النفط من المناطق الصخرية وبالتالي لم تعد مضطرة لان تحمي حليفتها إسرائيل ودول الخليج لتحمي مصالحها النفطية لان أصبح لديها اكتفاء ذاتي في النفط والغاز وهذا ما سيترك دول الخليج لوحدها دون حماية وكذلك إسرائيل وهذه الدول الخائفة تشكل جبهة وتتحد بين بعضها للدفاع عن نفسها بعد انكفاء الولايات المتحدة الأميركية”.
وأضاف “المشكلة ان يكون القرار بالسعودية عقلاني وهل تستطيع ان تجد معه منطق للحوار ورأيي الشخص ان لدينا مشكلتين الأولى هذه الدول تابعة للولايات المتحدة والثاني ان مستوى العقل لديها منخفض ومتدني جدا لأنها لا تعرف كيف تحدد المصالح القومية بل تعرف كيف تحدد مصالح العائلة والكرش والعرش والفرش ولا يمكنه بناء منظومة فكرية تقدر ان تبني مع غيرها من الدول شيء وإيران دولة لها سياسة قومية امن قومي وسوريا لها امن قومي والعراق له تفسير للأمن القومي ولكن آل سعودي كيف يفسرون الأمن القومي ولذلك ليس لديهم دساتير ولا معايير والسعودية لا تغير سياستها إلا بالضغط ولكن هذا التغيير لا ينفع بل ان يشارك ومشكلة السعودية لا تقدر ان تشارك معها بالمنطق العقلي والمشكلة بالحقد الشخصي بالتعامل في السعودية والعراق يحتاج إلى حل سياسي وليس فقط امني والحل السياسي مزدوج داخلي وإقليمي ويجب ان يكون هناك مشروع إقليمي يستوعب كل الظواهر السيئة بالعراق وحل سياسي يستوعب التشنجات والعراق إذا استمر بهذا النهج لا تسير الأمور جيدا لان العراق يحتاج إلى غسل جماعي من نجس ما بقي من نتائج الحرب الأميركية على العراق ويجب على القائمين على العراق رفع شعار لموت لأمريكا وان تتصالح مكونات العراق الفكرية ولا يصبح ان يكون هناك عميل أميركي وان نتخلص من الاتهامات وسيبقى الإرهاب قائما ويهدد امن العراق والمنطقة إما في ليبيا الخطير ان ليبيا تحولت إلى مجموعة من القبائل والميليشيات والعشائر المتناحرة ولا يوجد مشروع واحد يوحدها ولا أفق مستقبلي وكل هم الغرب ان يستمر تدفق النفط إلى دولها من ليبيا ويجب ان تبحث ليبيا عن حل لها، واما مصر هي ضحية من ضحايا هذه المؤامرات والفوضى الخلاقة وهناك قوى وصلت إلى السلطة في مصر لم تصل بقدراتها بل بقدرات الغير لا تؤيدها والأكثرية الشعبية انقلبت على الحكم اعتبروا ذلك مؤامرة وهذا نتيجة الضعف في القراءة السياسية ولم يقرؤوا واقع مصر الحقيقي وراهنوا على الدور الأميركي ولم يقرؤوا موقف الشعب المصري وشعار التمكين التي بلعته حماس والإخوان المسلمين لتخفيف الصراع مع إسرائيل وأميركا لنتمكن ولم تخفف الصراعات الداخلية الثانوية وسال النقاش انه لو جاء الإخوان المسلمين وقادوا الصراع مع إسرائيل وأميركا لكان الشارع العربي التحق بهم واخذوا المنطقة وأخذت حماس بغباء وجمدوا دورها واخذوا مصر إلى صراعات ثانوية بدل ان تكون قائدة الصراع المركزي وفي لبنان دائما عندما كانوا يريدون تقوية المحكمة وتعويم المحكمة يأتون بمتهم ليقولوا ان المحكمة تعمل اما فيما خصال شبكة الارهابية في جبل محسن كما زعمت شعبة المعلومات سال النقاش كيف يذاع ويسرب أسماء متورطين بجريمة معينة! وهل لعاقل ان يضع منطقة بأكملها في دائرة الاتهام والهدف من ذلك توتير الأجواء بعقل سخيف “.
أوفات الشام