ضمن نشرها لأسرار وخفايا ما قبل وبعد 14 جانفي في محاولة لفهم حقيقة ما جرى وحقيقة الفاعلين في الأحداث كشفت جريدة “الشروق” بعض تفاصيل وأسرار خروج عائلة الرئيس السابق بن علي وكيفية تصرف زوجته ليلى الطرابلسي وأبنائها في القصر قبل الصعود إلى الطائرة ..
ماذا قال بن علي وماذا قالت ليلى ؟ وكيف صرخت ابنته حليمة في وجه الطرابلسية..
يوم 17 ديسمبر 2011 كانت ليلى بن علي زوجة الرئيس السابق منشغلة بعملية جراحية تجميلية على كامل جسدها تتمثل في شفط الدهون وقد تمت تلك العملية بقصر سيدي الظريف وذلك بقاعة عمليات جراحية كائنة بقسم الجناح الشرقي اين ولد ابنها محمد بن علي وقد كانت عملية شفائها بطيئة مما جعلها تبرمج سفرة إلى ماليزيا إلا انه تم إلغاؤها وبما انها وعدت ابنها بها ولم توف بوعدها. غضب محمد ولإرضائه قامت بمأدبة عشاء في القصر حضرها الاصدقاء والاقرباء ثم سافرت إلى امارة دبي للتنزه يوم 23 ديسمبر 2011 وعادوا من السفر يوم 28 من نفس الشهر .
يوم 31 ديسمبر تم اجراء حفلة بالقصر الرئاسي بقرطاج وقد حضرت فيها عائلة بالقايد ومهدي ابنهم خطيب حليمة بن علي والمنصف الماطري وزوجته وتقول احدى الشاهدات على الاحداث انها لاحظت ان الرئيس السابق اصبح كثير التردد على القصر بالحصص المسائية ولم يكن من عادته ان يتحول للعمل مساء وكان يبدو عليه الاضطراب والتوتر .
وقد كانت ليلى الطرابلسي في تلك الفترة تغلق على نفسها باب غرفتها وتجري عديد الاتصالات الهاتفية بواسطة الهاتف القار المركزي بغرفتها والتي كانت تدوم لساعات طويلة حيث كانت تتصل بأشقائها ومحمد صخر الماطري واضافت انها كانت تشاهد الزر المضيء الاحمر التابع لرقمها الخاص المرتبط بأرقام هواتف القصر في حين ان لون الضوء الذي يستعمله الرئيس السابق بنفسجي .
يوم 11 جانفي تردد اشقاؤها على القصر الرئاسي بسيدي الظريف حيث شاهدت كما توافدت كل من اسماء محجوب وريم محجوب بنات شقيقاتها جليلة محجوب وكن خائفات من الاحداث التي شهدتها البلاد وتولت المشرفة استقبالهن واعلمتهن بان ليلى الطرابلسي موجودة في غرفتها.
اما في يوم 12 جانفي حوالي الساعة السابعة صباحا وحيث كان الرئيس بن علي يتناول فطوره اذ به يصرخ فجأة في الهاتف بغضب وتوتر «اضربوا اضربوا واحميوا المنشآت العمومية …الدولة في خطر»..
القصر كان يعج بالعائلة الحاكمة واقربائهم وفي الجهة الأخرى من الجناح التحقت باقي شقيقات واقرباء ليلى بن علي واعلموها ان الوضع خطير ولكنها كانت تعتقد ان الامور بسيطة .
حضور مريب
أما يوم 13 جانفي فقررت عائلة الطرابلسية المبيت بقصر قرطاج وفي منتصف النهار التحق الرئيس بن علي بالقصر برفقة ابنتيه سيرين وغزوة وهي حادثة سابقة فليس من عادتهما الحلول بالقصر ومقابلة ليلى الطرابلسي حيث كن يقمن بزيارة والدهما خلال فترات غياب ليلى الطرابلسي ولا تدوم الا بعض الدقائق ثم تناول الجميع الغداء ليغادر بن علي وابنتيه نحو مكتبه وطلبت ليلى بن علي من العاملين توفير ثلاث علب من الشمع واخذها إلى مكتب الرئيس.
كما طلبت ليلى بن علي حمل مجموعة من المفروشات إلى قصر قرطاج اين تتواجد عائلتها هناك وطلبت تحضير سيارتها من نوع «لينكون» وتوجهت مرفوقة بمجموعة من الحراس الشخصيين إلى مكتب الرئيس وبقيت هناك حتى تم انهاء الخطاب التلفزي الذي القاه بن علي للشعب التونسي.
توتر الرئيس
يوم 14 جانفي 2011 كان الرئيس السابق بن علي متوترا جدا واعترضه مسؤول كبير بالقصر ودار بينهما حوار سريع لم يتجاوز بعض الثواني حيث سأله عن حالته الصحية والنفسية قائلا» «لباس سيدي الرئيس» فأجابه «ان شاء الله لباس» وواصل طريقه ببطء والتعب واضح على ملامح وجهه ليتحول إلى القصر الرئاسي حوالي الساعة السابعة والنصف وقد تواجد شاب عمره 32 سنة غير معروف مما جعل العاملين بالقصر يتساءلون عن هويته ولم يجبهم احد.
وتسارعت الاحداث بالقصر حيث حل حسام الطرابلسي والذي كان يرتدي لباس النوم و«برنوس» فاتح اللون وكان مضطربا وعاجزا عن الكلام من شدة الخوف ثم بعد اقل من نصف ساعة استيقظت ليلى الطرابلسي وطلبت احضار فطورها إلى غرفتها وتم اعلامها من قبل الاعوان بحضور ابن شقيقتها للقصر
كانت زوجة عادل الطرابلسي حاضرة ايضا بالقصر وانهارت قائلة «اضربوهم اضربوهم اش عملنالهم يحرقوا في ديارنا علاش يحرقولنا اش عملنالهم» ثم خرج حسام الطرابلسي مسرعا في سيارته «الهامر» واثناء حالة الهيجان التي عاشتها العائلة كانت ليلى بن علي متواجدة بجامع القصر وتتصل بواسطة مضخم الصوت وتصرخ قائلة «كلموني كلموني على 501» وطلبت «اعطيني فليجة توة توة» وحين سألها أحد الخدام لشكون نعطيها فصرخت في «اش مدخلك فيها … جيبها لبيتي».
فرار الطرابلسية
كانت عائلة الطرابلسي تهم بالخروج وطلبوا توفير سيارات لنقلهم الى المطار رافضين استعمال سياراتهم الشخصية وتم اعلامهم بانه لا يوجد سيارات لان معظمها خرج في مهمات خاصة ثم تم ارسال 7 حقائب لليلى الطرابلسي و5 حقائب لابنتها حليمة بن علي وثلاث حقائب لـ«محمد» وفي الاثناء اتصل «بن علي» بنادل القصر واعلمه انه سيغادر مع زوجته وطلب توفير سيارة لنقل الأمتعة.
وفي هذه الاثناء كانت ليلى الطرابلسي تجمع ملابسها الفخمة وخاصة «القفاطن» وطلبت حمل باقي الملابس الى المنزل الخاص لاحد مساعداتها اما في اسفل القصر فتواجدت حليمة بن علي ابنة الرئيس السابق وكانت غاضبة جدا حيث قالت حرفيا «هاني خليتها للطرابلسية..» ثم توجهت إليهم بالكلام قائلة «هاني خليتهالكم واسعة وعريضة» وخرجت رفقة خطيبها في سيارة نوع «اودي» وعند نزول العون لينادي زوجة بن علي وجدها بغرفة ملابس بصدد غلق حقيبة مليئة بالمال .
نحو المطار
غادرت ليلى الطرابلسي غرفة الملابس نحو الطابق السفلي للقصر اين ينتظرها علي السرياطي الذي قال لها بانفعال «ماعادش وقت ما عادش وقت»….
يوم 15 حانفي تلقت احدى المسؤولات بالقصر الرئاسي مكالمة هاتفية من مهدي بالقايد خطيب حليمة بن علي ليطمئنها عن الاوضاع اما في حدود الساعة 14 فقد اتصل الرئيس السابق زين العابدين بن علي وقال لاحد الاعوان عبر الهاتف بغضب «شبيك متهزش التليفون فيسع ..انكرت العشرة هكة هكة» فقال له «راي تعدات علي ليلة صعيبة» وهنا رد بن علي بكل ثقة «انا راني بش نرجع مفماش كلام راني بش نرجع».
المصدر: الشروق