أعلن رئيس المعهد العربي لرؤساء المؤسسات، أمين بن عياد، في كلمة القاها بمناسبة افتتاح فعاليات الدورة 38 من أيام المؤسسة تحت عنوان “المؤسسة والتحولات الكبرى: التأقلم والفرص المتاحة” صباح هذا اليوم بأحد نزل مدينة سوسة، أن تنظيم هذه الدورة يأتي في ظرف عالمي غير مسبوق ورغم دقته الا أن المعهد يرى في كل تحد فرصة وفي كل أزمة إمكانية انفراج وأن العمل الجماعي من أجل المصلحة العامة هو السبيل لتحقيق مستقبل مثمر لبلادنا وفق قوله.
واعتبر رئيس المعهد أن اختيار موضوع هذه الدورة في ظل ما يشهده العالم اليوم من تحولات عميقة تشمل الجوانب الجيوسياسية والتكنولوجية والمناخية وعودة للحديث عن الحمائية الاقتصادية مشيرا إلى أن هذا الوضع يؤثر بشكل مباشر على بيئة عمل المؤسسات التونسية.
وأوضح أن المشاركين من تونس وخارجها سيتناولون بالنقاش كيفية التأقلم بشكل فعال مع هذه التغيرات المتواترة.
أما على المستوى المحلي فيقول بن عياد أننا أمام توجهات اقتصادية جديدة تترجم إلى مراجعة عميقة للترسانة القانونية المتعلقة بالشأن الاقتصادي على غرار تنقيح مجلة الشغل ومجلة الصرف والمجلة التجارية وغيرها من القوانين، ما يدفعنا للعمل على ضمان مواكبة المؤسسات الوطنية لهذه المستجدات والبحث عن سبل تعزيز تنافسيتها.
ولفت بن عياد إلى أن المعهد يحي هذا العام الذكرى الأربعين لتأسيسه على يد الوزير السابق منصور معلى مذكّرا بالتزام المعهد بدوره كمنتج للمعرفة يقدم رؤى وتحاليل لأبرز الأحداث الاقتصادية مع الحرص على تبسيط المفاهيم وتقديمها بأسلوب ميّسر لعموم المواطنين ويؤثث ندوات ودراسات وحوارات تفاعلية تسعى لتقديم حلول مبتكرة تعزز الاقتصاد الوطني.
وأبرز بن عياد أنّ المعهد يتطلع إلى توسيع دائرة شراكاته في إطار رؤية استراتيجية لتعزيز الحضور الإقليمي للمعهد وفي هذا الإطار سيشرع قريبا في الإجراءات لتسجيل مكتب للمعهد في العاصمة الليبية.
وحيّ بن عياد الحضور المتميز للوفد الليبي الحاضر في هذه الأيام وعلى رأسهم نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة في ليبيا، رمضان أبو جناح، معتبرا ذلك تأكيدا على عمق العلاقات الأخوية والاقتصادية المشتركة ودعم المؤسسات التونسية الليبية على حد سواء في اكتشاف آفاق جديدة في الاستثمار والتبادل التجاري.
وختم بن عياد كلمته بالإشارة إلى اختيار 39 أكاديمي تونسي يعملون في الجامعات التونسية في مختلف المجالات ضمن قائمة الـ 2 بالمائة من الباحثين الأكثر تأثيرا في العالم حسب تصنيف جامعة “ستانفورد” وفي ذلك إحالة على تأكيد التزام تونس الراسخ بالعلم والمعرفة كركيزة أساسية للتقدم وهو ما يمكننا من مواجهة التحديات وتجاوز العقبات مهما كانت حدتها حسب تقديره.
هدى القرماني