أعلنت الرئاسة الجزائرية، اليوم الأحد، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أحال الفريق محمد مدين المدعو “توفيق” رئيس جهاز الاستخبارات منذ عام 1990 إلى التقاعد والذي يعد أكثر جنرالات البلاد نفوذا، حسب مراقبين، وعيّن مكانه مستشاره للشؤون الأمنية عثمان طرطاق.
وقال بيان للرئاسة نشرته وكالة الأنباء الرسمية، إن رئيس الجمهورية “أحال الفريق محمد مدين على التقاعد وقد عين اللواء بشير طرطاق وهو مستشار الرئيس للشؤون الأمنية على رأس مديرية الأمن والاستعلام (المخابرات)”.
ويقود الفريق محمد مدين المعروف أيضا باسم “توفيق”(76 سنة) جهاز المخابرات منذ 1990، وهو رجل يوصف بـ”الخفي” حيث لا يظهر على الاعلام أو في المناسبات الرسمية، حتى أن معظم الجزائريين لا يعرفون شكله.
ويعد الفريق محمد مدين حسب الصحف والمراقبين في الجزائر أكثر ضباط المؤسسة العسكرية نفوذا في البلاد خلال العقدين الماضيين.
وكان عمار سعداني الأمين العام لحزب “جبهة التحرير الوطني” الحاكم قد شن هجوما عير مسبوق على قائد المخابرات مطلع عام 2014 ودعاه في تصريحات إعلامية إلى “الاستقالة واتهمه بالتدخل في شؤون الأحزاب والإعلام والمؤسسات الرسمية الأخرى”.
ودعا سعداني وهو أحد داعمي بوتفليقة إلى “تأسيس دولة مدنية بعيدا عن تدخل جهاز المخابرات”.
وجاء قرار إحالة قائد المخابرات إلى التقاعد ضمن سلسلة تغييرات أجراها بوتفليقة منذ العام 2013 داخل المؤسسة العسكرية في البلاد، وأكدت تصريحات رسمية أنها “عملية إعادة هيكلة للجيش في إطار تجسيد مبدأ الاحترافية”، فيما قالت صحف ومراقبون محليون أنها جاءت لـ”إضعاف قائد جهاز المخابرات بإنهاء مهام مقربين منه”.
ومسّت هذه التغييرات بالدرجة الأولى جهاز المخابرات حيث طالت جهازي الأمن الداخلي والخارجي فيه والأمن الرئاسي، كما تم نهاية أوت الماضي سجن القائد السابق لجهاز مكافحة الإرهاب في المخابرات الجنرال عبد القادر ايت أوعرابي (أحد المقربين من الفريق محمد مدين) وأحيل إلى القضاء العسكري حسب صحف محلية، دون الكشف عن التهم الموجهة إليه رسميا، وحولت إدارة عدة أجهزة ومصالح كانت تابعة للمخابرات إلى قيادة الأركان، كما تم تغيير كل من قائد الحرس الجمهوري وقائد جهاز الدرك الوطني.
الأناضول