يُصرّ الشاب الفلسطيني لؤي النجار “28عامًا”، أن يساعد ذويه وأقربائه في معظم أعمالهم، التي تتركز في مجال الزراعة، في بلدة خزاعة الحدودية، جنوبي قطاع غزة، رغم مشقة العمل في ذلك.
ويُحافظ “النجار”، الذي فقد قدميه، في قصف إسرائيلي تعرض له في بلدته (خزاعة)، قبل نحو ثماني سنوات، على المشاركة في المواسم السنوية مع المزارعين، خاصة موسم قطف الزيتون، وحصاد القمح والشعير والعدس، الذي بدأ قبل أيام.
كان النجار يهم لحظة تعرضه للقصف من طائرة إسرائيلية، بإنقاذ امرأة جريحة، (قُتلت قبل أن يصلها)، في 11 جانفي 2009.
وأسفرت الغارة، عن فقدان النجار لطرفيه السفليين (من منطقة فوق الركبة)، والدخول في غيبوبة، استيقظ منها بعد 25 يوما.
ويقول “النجار”، لمراسل وكالة الأناضول، إنه تعرض لصدمة قوية بفقدانه طرفيه، لكنه تقبّل الأمر فيما بعد.
ويقول إنه يمتلك “عزيمة وإرادة تُمكنه من التغلب على مصاعب الحياة، والقيام بالأعمال المنزلية، وتسلق الأشجار، والمصاعد الخشبية (السلم)، والعمل في مجال الزراعة، مُستعينًا بدراجة نارية قام بشرائها، وتزويدها بإطارات مطاطية، على الجانبين، كي يصعد وينزل عنها بسهولة.
ومنذ نحو أسبوعين، يخرج النجار من منزله يوميًا، مُتجهًا مع اثنين من أقربائه على دراجته، نحو حقل أهل زوجته المزروعة بالقمح، ويعمل بالحصاد معهم لأكثر من 10 ساعات يوميًا.
ولا تبعد الأرض التي يقوم بحصادها عن الحدود الفاصلة مع إسرائيل، سوى 400 متر تقريبًا. ونظرا لصعوبة تحركه، فإن تواجده في المكان يعرضه للخطر، حيث تقوم قوات الجيش الإسرائيلي بين الفينة والأخرى بإطلاق النار بهدف إجبار المزارعين على المغادرة. لكنه يتلقى الدعم الكبير من زملاءه وأقاربه الذين يساعدونه على المغادرة بصحبتهم، في حال حدوث أي إطلاق للنار.
ويُشير “النجار”، بعد أن جلس لينال قسطًا من الراحة ويشرب الماء، بينما التصق غبار المحصول بوجهه بفعل العرق، إلى أنه تعرض لإطلاق نار في موسم قطف الزيتون، برفقة مجموعة من أسرته، فاختبأ خلف أحد الأشجار، حتى توقف إطلاق النار، وانسحب على دراجته من المنطقة.
ويعيش “النجار”، مع زوجته، وأطفاله الخمسة، الذين يقول إنهم “أنسوه المأساة التي تعرض لها بفقدان قدميه”.
الأناضول