موقع بلادي نيوز
أصدر الكاتب الصحفي محمد علي خليفة مؤخرا إصدارا جديدا بعنوان ” زهر تشرين” (حكايات من غزة) وهو مجموعة قصصية من الحجم المتوسط (143 صفحة)، تضم 32 قصة قصيرة، صادرة عن دار الوطن العربي للنشر بتونس وقدّم لها الدكتور توفيق بن عامر.
وأوضح الكاتب أنه حاول في هذه القصص نقل بعض من الواقع الفلسطيني أيام الحرب، من رحلات النزوح المريرة إلى وجع الفقد ومرارة الأيام التي فقد فيها أهل غزة كل مظاهر الحياة من مأكل وملبس وأسقف تأويهم وصولا إلى الأزمة الإنسانية غير المسبوقة في القطاع، من خلال تسليط الضوء على تفاصيل دقيقة لحياة الغزيين اليومية.
ونجد في الكتاب أيضا صدى لبعض الشخصيات التي عرفت على مستوى الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي من خلال قصصها التي تمس الوجدان العربي كقصة الطفلة هند رجب والمقاتل صاحب المعطف الأنيق والطفلة دانا التي استشهدت دقائق بعد خروجها للعب أمام المنزل وغيرها من الشخصيات.
ويشير الكاتب أنه حاول الاستفادة من هذه الشهادات وإعادة صياغتها بقالب قصصي سردي يحتوي جانبا وصفيا وآخر حواريا.
وأضاف أنّ هذه القصص التي تم استلهام كثير منها من الواقع الفلسطيني هي حكاياتُ فقْد وصمود تحاول أن تنقل إلى العالم بعين أخرى وبأسلوب مختلف بعضًا من الأسئلة الحائرة التي رافقت اندلاع الحرب واستمرارها، على غرار كيف اضطرّ هذا الشعب إلى حزم حياة كاملة في بضع حقائب وبعض الصناديق أو الأكياس؟ كيف اضطرت عائلات إلى أن تعيش ممزّقة بدافع الترحيل القسري؟ كيف أعادت هذه الحرب قطاع غزة عقودا كاملة إلى الوراء؟ وكيف استهدفت المباني والديار والآثار واستهدفت الأرواح والعقول ولم تذر شيئا صالحا للحياة؟
واستدرك الكاتب الصحفي أنّ هذه الحكايات تحاول في الوقت ذاته أن تبعث شيئا من الأمل تبثّه بين الكلمات والأسطر وتحاول أن تنبش بين الخراب والركام عن قصص مختلفة ترى الكون بعين جميلة رغم كل شيء وتسلط الضوء على رسائل مفعمة بالتفاؤل من شباب يدرك يقينا أنّه قادر على طرد هذا الملل الذي يجتاح النفوس والقلق الذي يرافق أيام أهل غزة، فتراه مثلا ينظم ورشات رسم للأطفال وحلقات تحفيظ للقرآن داخل المخيمات المتهالكة وغيرها من الأنشطة.
ومما جاء في تقديم الدكتور توفيق بن عامر لهذا الكتاب:
“وغني عن البيان ما لهذا الحدث من وقع في ضمير القارئ العربي وفي ضمير الأمّة العربية وفي ضمير الإنسانيّـة جمعـاء، وغني عن البيان أيضا ما يقتضيه الالتزام الأدبي من ضرورة التفاعل مع هذا الحدث وواجب التعاطي معه والمساهمة في توثيقه وتخليده واستخلاص العبرة منه.
وهذه الرسالة الأدبية قد اضطلع في القيام بها “زهر تشرين” على نحو روائي بالغ الأثر، فقد جاء هذا الإنتاج الروائي في شكل مجموع لوحات فنية ومشاهد سردية رُسمت بريشة قصّاص ذي مهارة نادرة في تصيّد المشهد بمختلف جزئياته وتلويناته ووصف دقائقه الظاهرة منها والخفية، وفي الحفر بعمق في أغوار المشاعر ومكامن الأحاسيس والانفعالات حتى لكأنّه قد عايشها وعاناها، وذلك لأنه قد استبطنها في ذاته وتعاطف مع من كابدها تعاطفا نشعر معه بما في مقاله من صدق وما في عباراته من شفافية.”
هدى القرماني
