زيارة رئيس الدولة إلى ليبيا: رغبة في الـتأسيس لرؤى وتصورات غير تقليدية للتعاون بين البلدين

يؤدي رئيس الجمهورية قيس سعيد يوم غد الأربعاء زيارة رسمية إلى دولة ليبيا تندرج في إطار مساندة تونس للمسار الديمقراطي في هذا البلد الشقيق وربط جسور التواصل وترسيخ سنة التشاور والتنسيق بين قيادتي البلدين وللتعبير عن الرغبة في الـتأسيس لتصورات غير تقليدية للتعاون.

ووفق بلاغ لرئاسة الجمهورية فان هذه الزيارة التي تستغرق يوما واحدا ، تمثّل “مناسبة لإرساء رؤى وتصورات جديدة تعزز مسار التعاون المتميز القائم بين تونس وليبيا وتؤسس لتضامن شامل يلبي التطلعات المشروعة للشعبين الشقيقين في الاستقرار والنماء”.

وقال المكلف بالملفات العربية والإفريقية بالديوان الرئاسي، وليد الحجّام، لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات) ان زيارة رئيس الدولة الى ليبيا هي “زيارة سياسية بامتياز” مشددا على ان هذه الزيارة تهدف الى “ابراز الرغبة في الـتاسيس لرؤى وتصورات غير تقليدية للتعاون بين البلدين الشقيقين ” فضلا عن التأكيد على “استعداد تونس لوضع تجربتها وخبرتها على ذمة السلطات الجديدة في ليبيا”، حسب تعبيره.

واضاف الحجّام ان من اهم محطات هذه الزيارة إجراء لقائين مع كل من رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفّي و رئيس الحكومة الليبية، عبد الحميد الدبيبة على ان يتم لاحقا عقد ندوة صحفية مشتركة.

ويرافق رئيس الدولة خلال هذه الزيارة وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج.

وتعدّ هذه الزيارة الأولى لرئيس دولة إلى ليبيا بعد انتخاب المشاركين في ملتقى الحوار السياسي الليبي الذي عقد بجينيف (سويسرا) مطلع فيفري الماضي لأعضاء السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا والتي نالت ثقة البرلمان الأربعاء الماضي 10 مارس الجاري وأدت اليمين الدستورية أمامه أمس الإثنين وتسلمت مهامها رسميا، اليوم الثلاثاء.

وكان رئيس الدولة ،قيس سعيّد، قد اعرب الاربعاء الماضي في اتصال هاتفي مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفّي، عن “يقينه التام بقدرة الأشقاء في ليبيا على تثبيت دعائم السلم والاستقرار وتتويج المرحلة الانتقالية بإرساء مؤسسات دائمة وفتح آفاق أرحب أمام البلدين للتعاون والشراكة المتكاملة والمتضامنة”.

وهنأ رئيس الجمهورية أيضا رئيس الحكومة الليبية الجديدة عبد الحميد الدبيبة ، اثر نيل حكومته لثقة البرلمان الليبي مؤكدا له ” أن هذه الخطوة التي قطعها الشعب الليبي من شأنها أن تمهد لخطوات أخرى، معربا عن عزمه الصادق على فتح آفاق واسعة في كل المجالات “.

وكانت تونس قد رحّبت يوم 5 فيفري المنقضي بنتائج التصويت الذي تم في ختام اجتماع التأم في مدينة جنيف (سويسرا) لملتقى الحوار السياسي الليبي واعتبرت في بيان آن اختيار أعضاء السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا تعد “خطوة ايجابية وحدثا تاريخيا يؤشّر لإنهاء الانقسام وتعافي ليبيا وخروجها من الأزمة التي عاشتها لعقد من الزمن وشروعها في بناء مرحلة جديدة من تاريخها”

وإحتضنت تونس من 9 إلى 17 نوفمبر 2020 فعاليات الاجتماع الأول لملتقى الحوار السياسي الليبي والتي أسفرت عنه مخرجات إيجابية وملموسة تم البناء عليها في الاجتماعات اللاحقة لتحقيق تقدّم في مسار التسوية السياسية.

وتعوّل تونس و ليبيا على استعادة التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين لنسقه السابق وقد انتظمت يوم 11 مارس الجاري في مدينة صفاقس الدورة الثالثة للمنتدى الاقتصادي التونسي الليبي، والتي نظمها مجلس الأعمال التونسي – الإفريقي، بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين ورجال الأعمال من البلدين والذين عبروا عن عزمهم المشترك  على إعادة دفع العلاقات الاقتصادية بين البلدين ورفع العراقيل والصعوبات.

وشارك في المنتدى أكثر من 200 رجل أعمال تونسي و100 رجل أعمال ليبي من قطاعات مختلفة على غرار البناء والتجارة والصناعة والخدمات، إضافة إلى عدد من الوزراء ووكلاء الوزراء ورؤساء المنشآت الحكومية ورؤساء الغرف التجارية من مختلف المناطق الليبية.

وتشير إحصائيات قدمها مجلس الأعمال التونسي الإفريقي، منظم المنتدى، إلى أن حجم المبادلات بين تونس وليبيا انخفض من3.5 مليار دينار في سنة 2010 إلى ما دون مليار دينار.

وكان نائب رئيس هذا المجلس، عصام بن يوسف، قد صرّح قبل ايام لوكالة “وات” أن الحكومة الليبية  تدعو الشركات التونسية، التي كانت متعاقدة في إطار برنامج ” ليبيا الغد “، والذي توقف منذ سنة 2010 ، إلى تفعيل العقود والتفاوض معها للرجوع الى العمل مضيفا ان هذه العقود، التي تمت في إطار البرنامح، الذي انطلق العمل به منذ سنة 2006 ، ستمكن من تحقيق رقم معاملات يتراوح بين 3 و4 مليار دينار خاصة مع احتساب الأسعار الجديدة .

وات

تعليقات

عن Houda Karmani

شاهد أيضاً

رئيس الجمهورية يستقبل وزير الشؤون الاجتماعية

-استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيّد، امس الخميس بقصر قرطاج، عصام الأحمر، وزير الشؤون الاجتماعية. وأكد …