سوسة: الملتقى الجهوي الإعلامي حول المسالك الرسمية لهجرة العمل والتعريف بآليات الهجرة الدائرية

 ينتظم على مدى يومين، ابتداء من الثلاثاء 21 جانفي 2025، بأحد نزل مدينة سوسة، الملتقى الجهوي الإعلامي حول المسالك الرسمية لهجرة العمل والتعريف بآليات الهجرة الدائرية ببادرة من الديوان الفرنسي للهجرة والاندماج وبالشراكة مع وزارة التشغيل والتكوين المهني.

ويندرج هذا الملتقى، الذي ضمّ الهياكل الجهوية والمحلية في قطاع التشغيل، ضمن أنشطة الهدف الخصوصي الأول لمشروع “THAMM OFII” والمتمثل في الترويج لبرنامج التنقل الدائري.

ويسعى المنظمون من خلال هذا الملتقى إلى مزيد إعلام هذه الهياكل حول الآليات والمسالك النظامية للهجرة وتوفير المعطيات الضرورية والمستجدات لفائدتها وذلك من أجل التوجيه والتأطير الأمثل للمهتمين بموضوع الهجرة من أجل العمل.

وتضمن هذا الملتقى الإعلامي تقديما عاما حول هذا المشروع وعرضا موجزا لنتائج الدراسات التي أنجزت حول الهجرة في تونس إضافة إلى الاتفاقيات الثنائية وآليات الهجرة الدائرية.

كما شمل ورشات تركزت على تحليل ونقاش مسألة الهجرة للعمل والهجرة الدائرية إلى جانب مناهج ووسائل العمل لتنظيم حملات التوعية والتثقيف والتوجيه حول الهجرة.

ويندرج مشروع “THAMM OFII” في إطار تنفيذ برنامح “THAMM” نحو مقاربة شاملة لحوكمة الهجرة للعمل وتنقل اليد العاملة في شمال إفريقيا.

وهو برنامج إقليمي في كل من تونس والمغرب ومصر ممول من طرف الاتحاد الأوروبي وينفذ بشكل مشترك من طرف المنظمة الدولية للعمل، المنظمة الدولية للهجرة، التعاون الدولي الألماني، الوكالة البلجيكية للتنمية والديوان الفرنسي للهجرة والاندماج.

ويهدف برنامج “THAMM “، الموجه إلى تونس بتدخل من الديوان الفرنسي للهجرة والاندماج، بصفة عامة إلى الرفع من التنقل المهني والدائري بين تونس والدول الأوروبية وعلى وجه الخصوص فرنسا.

ويمتد هذا المشروع على أربع سنوات من 1جانفي 2022 إلى غاية 31 ديسمبر 2025 ويحتوي على أربعة أهداف خصوصية تتمثل في الترويج لبرنامج التنقل الدائري، الرفع من جاذبية البلاد التونسية لدى الكفاءات في المهجر، تعزيز التعاون بين الإدارات التونسية والفرنسية حول المهن ذات الطلب المرتفع فضلا عن تعزيز قابلية التوظيف في تونس وخارجها للباحثين عن عمل من بين المؤهلين.

وأشارت غادة الهذباوي، المسؤولة على الاتّصال في مشروع “THAMM OFII”، في تصريح إعلامي على هامش هذا الملتقى، أنّ آليات الهجرة الدائرية تتمثل أساسا في عقدي عمل تكون العودة فيهما إلى أرض الوطن شرطا قانونيا ولكن ليس بصفة نهائية خاصة إذا ما توفرت للشاب تجربة مهنية أخرى سواء في فرنسا أو في غيرها من البلدان أو تمكّن من تغيير عقد عمله إلى دائم.

 وبيّنت أنّه في إطار الهجرة الدائرية يمكن التمتع بعقد عمل موسمي يخص قطاعي الفلاحة والسياحة أو بعقد عمل “شباب مهني” يتعلق بعدة قطاعات ويهمّ الشباب ما بين 18 و35 سنة.

وعرّفت المتحدثة الهجرة الدائرية بأنها إمكانية التنقل بين الدول لفترة زمنية محددة مع العودة للبلد الأصلي لافتة إلى انعكاساتها الإيجابية على بلادنا حيث تمكّن من توفير الوقت بتحويل التكنولوجيا والكفاءات كما أنها تخلق نوعا من الحركة الدائرية في تنقل اليد العاملة المهاجرة ما بين البلد الأصلي وبلد الاستقبال والعكس عبر توفير شروط تشغيل مدروسة تسمح بحماية حقوق العمال طوال فترة الهجرة.

وأضافت الهذباوي أنّ هذا اليوم الإعلامي كان مناسبة للتعريف بالاتفاقيات الإطارية التي تربط بين الدول والتي تسمح لنحو 9000 تونسي من الالتحاق بفرنسا من أجل العمل.

ولفتت إلى أنّ نتائج استطلاع شمل 750 شابّا أظهرت أنّ ما يناهز عن 75 بالمائة من الشباب أبدوا رغبتهم في الهجرة.

وعرجت المتحدثة على قائمة أهم المهن المطلوبة في فرنسا والتي تشكو نقصا في اليد العاملة على غرار قطاعات الفلاحة والسياحة والصناعات التحويلية والنقل واللوجستيك مشيرة في الوقت ذاته إلى بعض المشاكل الإدارية والتقنية في علاقة بالتكوين التكميلي والتي يسعون إلى تذليلها في إطار المشروع “THAMM OFII”.

وشدّدت على أنّ عملية الهجرة تتطلب إعدادا جيدا من طرف الشاب الراغب في خوض هذه التجربة ومعرفة للمهن الأكثر طلبا وتوفرا لشهادة في التكوين المهني أو شهادة جامعية إلى جانب التمكن من المهارت اللغوية والتعرف على ثقافة بلد الاستقبال.

وفي ما يتعلق بالشبان العائدين كشفت الهذباوي أنّ العدد التقديري من بين المهاجرين بعمر 15 سنة فما فوق يبلغ 211 ألف عائد منهم 58.8 بالمائة من غير العاملين و45.2 بالمائة من العاملين ويمثل الرجال نسبة 83.5 بالمائة فيما تبلغ نسبة النساء 16.5 بالمائة وفقا لنتائج المسح الوطني للهجرة الدولية.

وتسجل أعلى نسبة لهؤلاء العائدين لمن مستواهم التعليمي يعود إلى الابتدائي وتصل إلى 36.8 بالمائة تليها من هم ذوو مستوى ثانويا بـ 25.4 بالمائة ثم من هم دون مستوى بـ 17.1 بالمائة فأبناء التعليم عالي بـ 16 بالمائة ليتذيّل المتحصلون على التكوين المهني القائمة بـ 4.7 بالمائة وفقا للمصدر ذاته.

ويشار أنّ مشروع “THAMM ” قام بتنظيم عدد من الملتقيات الإعلامية والترويجية لآليات الهجرة والتنقل الدائري وذلك لفائدة 16 ولاية بالتنسيق مع وزارة التكوين المهني والتشغيل.

هدى القرماني

تعليقات

عن Houda Karmani

شاهد أيضاً

إنجاز طبي عالمي بمستشفى الرابطة: استئصال الإرتجاف الأذيني لمريض بقلب اصطناعي

حققت الفرق الطبية التونسية إنجازاً جديداً في جراحة القلب، تمثل في نجاح عملية استئصال الإرتجاف …