موقع بلادي نيوز
تتواصل اليوم الجمعة 27 سبتمبر 2024، بأحد نزل مدينة سوسة، فعاليات اللقاء الأول حول السوق الثقافية العربية المشتركة الذي تنظمه المنظّمة العربيّة للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو” بالشراكة مع وزارة الشؤون الثقافية التونسيّة ويحضره مسؤولون وخبراء في العمل الثقافي من دول عربية عدة على غرار تونس وليبيا والجزائر وموريتانيا ومصر وفلسطين وسوريا والأردن وقطر والإمارات العربية المتحدة والعراق واليمن وسلطنة عمان.
ويهدف هذا اللقاء الذي يمتد على يومين بداية من أمس الخميس إلى بحث فرص السوق الثقافية المشتركة وآلياتها وأهدافها وانعكاساتها على تعزيز العمل الثقافي العربي المشترك إضافة إلى مجابهة التحديات التي تواجه الثقافة العربية ودعم التكامل الثقافي العربي كما أوضح ذلك مدير إدارة الثقافة بالـ “الألكسو”، حميد النوفلي.
وجاء هذا اللقاء، وفقا للنوفلي، تبعا لتوصيات مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي بإقامة سوق ثقافية عربية مفتوحة على محيطها الإقليمي والعالمي وتشجيع التبادل الثقافي والفني ونقل الخبرات بين البلدان العربية ومع الخارج.
وأضاف أنّه في ظلّ التحديات العالمية الراهنة التي تواجه الثقافة العربية أصبح من الملّح بناء تكتل ثقافي قادر على حماية الهوية العربية وخصوصياتها الثقافية والحضارية وتجسيد العمل الثقافي العربي المشترك.
ومثلت الأطر القانونية والتنظيمية للسوق الثقافية العربية المشتركة وآليات هذه السوق وأهدافها وانعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية وفرصها من خلال المزايا التنافسية التي توفرها التكنولوجيا الرقمية والمؤسسات الناشئة إلى جانب مجالات التعاون والتبادل الممكنة في إطار هذه السوق ومرئيات الدول العربية حول السوق الثقافية العربية المشتركة وفرص تحقيقها، أهم المحاور التي تناولها هذا اللقاء.
ومن القضايا التي سيبحثها هذا اللقاء الوزن الاقتصادي للثقافة ضمن الاقتصادات العالمية وسبل وآليات تطوير الاقتصاد الثقافي وادراجه ضمن دورة الاقتصادات الوطنية وتشجيع استخدام وسائل الاتصال الحديثة والآمنة لتصدير المنتجات الثقافية العربية وتسويقها في الخارج فضلا عن تقديم التسهيلات والاعفاءات الجمركية لمنتجات الصناعات الثقافية العربية في إطار التبادل البيني ومع العالم واستماع المشاركين إلى مختلف مرئيات واقتراحات الدول العربية في هذا الخصوص.
من جانبه أشار أحمدو حبيبي، خبير مكلّف بالعمل الثقافي العربي المشترك بالألكسو إلى، أنّ مشروع السوق الثقافيّة العربيّة المشتركة بقي مؤجّلا لأكثر من 20 عاما مؤكدا بحثه في عدّة هيئات عربيّة منها مؤتمرات الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية وأيضا اللجان العربيّة المتخصّصة.
وتابع حبيبي نسعى اليوم إلى إعادة إطلاق هذا المؤتمر والتفكير فيه بشكل مغاير تماشيا مع التحديات والوظائف الجديدة للثقافة وتطور التزاماتها تجاه العالم وادراجها ضمن أطر التنمية الدولية المستدامة والسياسات العامة من أجل تعزيز دورها في التشغيل ومحاربة الفقر وتحقيق الاندماج الاجتماعي.
واعتبر مراد عمارة، ممثل عن وزارة الشؤون الثقافية في هذا الملتقى، أنّ هذا الأخير يمثل مناسبة من أجل خلق استراتيجيات وآليات كفيلة بتوحيد المجهودات العربية في قطاع الثقافة وخلق مسارات تبادل بناء على تشريعات سيقع اقتراحها من أجل تسهيل مهمة الفنانين وتنقلهم بين الدول العربية.
ونوّه عمارة بواقع الثقافة اليوم صلب الاقتصاد المحلي وربطها بالمنوال التنموي في كل بلد لافتا إلى تطور المضامين الثقافية نحو مزيد من الحداثة والرقمنة.
وعبّر المسؤول عن رغبته في أن يتوّج هذا اللقاء بإجراءات قابلة للتنفيذ وقادرة على تحقيق أهداف خلق هذه السوق معتبرا إياها بالفرصة الحقيقية لكل الفاعلين في قطاعات الثقافة.
يشار أنه سيتم رفع تقرير بتوصيات هذا اللقاء إلى مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الدول العربية في دورته الرابعة والعشرين والتي من المنتظر أن تنعقد بالمملكة المغربية في شهر جانفي 2025.
هدى القرماني
