تحدث د. يارون فريدمان، المحلل السياسيّ لشؤون العالم العربي في موقع ‘YNET’ العبريّ، التابع لصحيفة “يديعوت أحرونوت” في دراسة تحليليّة، نشرها أمس الجمعة، عن التقارب في المصالح بين الدولة العبريّة والدولة العربية ذات النفوذ الأكبر في الخليج العربيّ وهي المملكة العربيّة السعوديّة، وجاءت تحت عنوان (السعودية وإسرائيل قريبتان أكثر من أي وقت مضى)، وتحت عنوان ثانوي آخر (السعودية ستضطر للاختيار بين إيران أو إسرائيل).
وبحسب المحلل الإسرائيليّ، وهو من أشهر المستشرقين في الدولة العبريّة، فإنّ السعودية وإيران تخشيان تحول إيران إلى دولة نووية، وتدعمان حرب النظام المصريّ ضد الإسلاميين، ومعنيتان بفشل حزب الله في سوريا، وتشعران أنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة تركتهما لوحدهما في المنطقة، ويتساءل عن احتمال حصول المزيد من التقارب وتطبيع العلاقات بينهما
وبحسب المحلل الإسرائيليّ، وهو من أشهر المستشرقين في الدولة العبريّة، فإنّ السعودية وإيران تخشيان تحول إيران إلى دولة نووية، وتدعمان حرب النظام المصريّ ضد الإسلاميين، ومعنيتان بفشل حزب الله في سوريا، وتشعران أنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة تركتهما لوحدهما في المنطقة، ويتساءل عن احتمال حصول المزيد من التقارب وتطبيع العلاقات بينهما.
وأشار في هذا السياق إلى أنّ محللين سعوديين عبّروا في الفترة الأخيرة عن خيبة أملهم من التسوية الإيرانيّة مع الدول العظمى (خمسة+واحد)، والتي برأيهم تمنح إيران الشرعية لتخصيب اليورانيوم، وأنه في المستقبل القريب سيجد العالم العربي نفسه بين دولتين نوويتين، إيران وإسرائيل، بدون أن يمتلك العرب قدرات نووية، على حدّ قوله.
وتابع فريدمان قائلاً: إنّ المملكة العربيّة السعوديّة تشعر بأنّها زعيمة العالم العربي، وأنّها جزيرة من الاستقرار والقوة الاقتصادية في العالم العربيّ الضعيف والنازف نتيجة الأضرار التي لحقت به جرّاء ما يُسّمى بالربيع العربيّ، علاوة على ذلك، أشار الباحث الإسرائيليّ إلى أنّ السعودية تُعتبر زعيمة العالم السنيّ المعتدل، وتدعم القوى السنيّة العلمانيّة، مثل الجيش المصريّ في مواجهة الإخوان المسلمين، وتنظر بقلق إلى التوتر الحاصل بين تركيا ومصر، على خلفية دعم رئيس الوزراء التركيّ رجب طيب أردوغان للإخوان المسلمين.
وأضا فريدمان قائلاً: إنّ إلغاء العقوبات الاقتصادية عن إيران سيسمح لها بتعزيز قوتها، وزيادة نفوذها في سوريا والعراق والبحرين. وتحت تساؤل: هل نقوم بتفويت فرصة تاريخية، قال المحلل الإسرائيليّ إنّ مصالح السعودية وإسرائيل في الشرق الأوسط لم تكونا أبدًا متقاربتين كما هي عليه اليوم، فكلاهما تخشيان من تحول إيران إلى دولة نووية، وتدعمان حرب قائد الانقلاب العسكريّ في مصر، وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي ضدّ الإسلاميين، ومعنيتين بفشل حزب الله في سوريا، ومعنيتين أيضا بإضعاف تنظيم القاعدة، وتعزيز العناصر السنيّة المعتدلة في سوريا، وكلتاهما قد خاب أملهما من سياسة الولايات المتحدة، وتشعران أنها تركتهما لوحدهما في المنطقة، على حدّ تعبيره.
ولفت أيضًا إلى أنّ المملكة السعودية قامت في العام 2002 بالتوجه لإسرائيل، بواسطة اقتراح جامعة الدول العربية لسلام شامل في الشرق الأوسط، مقابل انسحاب إسرائيل إلى حدود ما قبل عدوان يونيو من العام 1967، وهي المبادرة السعوديّة، التي تحوّلت في مؤتمر القمّة في بيروت في مارس من العام 2002 إلى مبادرة عربيّة، مضيفًا أنّ الدولة العبريّة لم توافق بشكل رسمي على المبادرة، رغم أن سياسيين كبار، مثل إيهود أولمرت وشمعون بيرس، قد عبّروا بإيجاب عنها.
علاوة على ذلك، لفت المحلل فريدمان إلى أنّ الصحافة العربيّة تكتب كثيرًا في الفترة الأخيرة عن تعاون سريّ بين إسرائيل والسعودية، وأن لقاءات تنظم في دول أوروبية، بيد أن فحوى اللقاءات بشأن إيران لا يزال غير واضح.
وكتب أيضًا أنّ هناك ادعاءات بأنّ لقاءات تجري في الأردن بين قيادات استخبارية سعودية وإسرائيلية لتنسيق التعاون في سوريا، مشيرًا إلى اتهامات نائب وزير الخارجية السورية فيصل مقداد للسعودية بالتعاون مع إسرائيل ضد النظام السوري.
وكانت وسائل الإعلام العبريّة قد اقتبست بشكل واسع ما أوردته صحيفة أردنيّة، هي صحيفة “وطن نيوز” التي أكّدت نقلاً عن شهود عيان أن وليّ العهد السعودي، سلمان بن عبد العزيز، صبّ جام غضبه على عراب الأزمة السورية رئيس المخابرات بندر بن سلطان بن عبد العزيز بسبب لقاء جمعه برئيس جهاز الموساد تامير باردو في أحد فنادق العقبة الأردنيّة.
وبحسب الصحيفة، فإنّ السبب الأكبر للغضب أنّ بندر التقى رئيس الموساد تحت أنظار المسؤولين الأردنيين، ما سمح للأردنيين وأجهزتهم بتثبيت الأمر على السعوديين.
وكالات