حث الرئيس التونسي المنصف المرزوقي ايران على المساعدة في التوسط في حل سياسي للحرب الاهلية المدمرة في سوريا والتي قتل فيها اكثر من 100 ألف شخص.
وأبلغ المرزوقي رويترز يوم الاثنين على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة “علينا ان نوقف هذا.. هذه هي المشكلة الاساسية.. ايجاد والوصول الي حل سياسي. آمل بأن ايران الان مع الرئيس (حسن) روحاني ستساعد. علينا ان نمارس الضغط على اصدقائنا حول العالم لكن الكابوس الذي يعيشه الشعب السوري يجب ان يتوقف”.
وتونس التي اطاحت برئيس مستبد في انتفاضة شعبية في يناير كانون الثاني 2011 هي مهد حركة احتجاجات الربيع العربي التي اطاحت بنظام الحكم في كل من مصر وليبيا. وتجد الان صعوبة في المرحلة الانتقالية الي الديمقراطية بعد اغتيال اثنين من قادة المعارضة العلمانية هذا العام.
والتقي المرزوقي بمسؤولين كبار من قطاع الاعمال يوم الاثنين بين اجتماعات دبلوماسية وحاول تهدئة القلق بشان عملية الانتقال السياسي والاقتصادي في تونس على أمل اجتذاب استثمارات جديدة.
وتعمل الحكومة الائتلافية في تونس -التي يقودها حزب النهضة الاسلامي المعتدل الحاكم وحزبان علمانيان معارضان اصغر حجما- نحو كتابة دستور جديدد للبلاد مع هدف لاجراء انتخابات جديدة. ولم يناقش المرزوقي قط في السابق مسألة توقيت الانتخابات.
وقال “هدفي الاساسي هو ان تجرى هذه الانتخابات… فلنقل في مارس/ ابريل لأن تونس تحتاج بشدة الي ان يكون لديها حكومة مستقرة”.
وبعد حادث الاغتيال الذي وقع في يوليو تموز والذي كان ثاني اغتيال لقيادي معارض على ايدي من يشتبه بانهم اسلاميون متشددون تعرضت حركة النهضة لضغوط متزايدة واحتجاجات في الشوارع من المعارضة التي شجعتها الاحداث في مصر حيث أطاح الجيش بالرئيس الاسلامي في نفس الشهر.
وكاد مجلس تأسيسي يعكف على كتابة دستور البلاد ان ينتهي من عمله قبل ان يجري تعليقه قبل شهر بسبب الازمة السياسية.
وقال المرزوقي ان حادثي الاغتيال اصابا الجهود السياسية بانتكاسة وبدا انهما جرى توقيتهما بهدف عرقلة الانتقال الي حكومة جديدة.
واضاف قائلا “يجب علي ان أعترف بانني خائف من اننا قد نشهد مجددا شيئا كهذا لفترة قادمة”.
وفي الاسبوع الماضي وافقت حركة النهضة ورئيس الوزراء على العريضي الذي ينتمي اليها بحذر على المشاركة في محادثات لوضع خطة للتنحي عن السلطة والسماح بادارة انتقالية قبل انتخابات جديدة.
وتلقت العملية الانتقالية ضربة يوم الاثنين عندما رفضت حركة النهضة الخطة ملقية بذلك العملية في الشكوك ومعمقة مواجهة مع خصومها العلمانيين.
وأصر المرزوقي على ان قانونا للانتخابات سيكون جاهزا لضمان انتخابات حرة ونزيهة وانه سيدعو مراقبين من الامم المتحدة وجهات اخرى لمراقبتها.
لكنه يبقى حذرا في رأيه بشان مستقبل تونس التي تأمل باجتذاب المزيد من الاستثمارات الي قطاعات اخرى غير السياحة التي تشكل القاعدة التقليدية لاقتصادها الذي يعاني عجزا خارجيا كبيرا بسبب هبوط ايرادات السياحة.
وقال المرزوقي “لهذا علينا ان نكون حذرين جدا لانه مرة اخرى فاننا نشعر وكأننا الامل الاخير للربيع العربي وانه اذا فشلت تونس فانه سيفشل في كل مكان وسيؤدي هذا الي فوضى”.
رويترز