تواصلت الحرب الكلامية بين قادة حركتي فتح وحماس على خلفية أزمة العالقين الفلسطينيين أمام معبر رفح البري الذي يربط قطاع غزة بمصر وامتدت أثارها الى تحميل كلا الطرفين للطرف الآخر المسئولية عن استمرار الانقسام الفلسطيني الفلسطيني وإفشال المصالحة.
دعا المستشار الإعلامي لرئاسة حكومة غزة التي تقودها حماس طاهر النونو حركة فتح الى “التوقف عن تعطيل المصالحة والبدء بتنفيذها بشكل مشترك”، مشيرا الى أن “المراهنة على خيارات أخرى لن تنجح”.
واعتبر النونو في تصريح صحفي اليوم الإثنين أن “تزييف الحقائق بات سمة لقادة فتح، ولن تتمكن من إستغباء وخداع شعبنا”، مضيفا أن أيادي حماس لم تتراجع وتمدها نحو مصالحة حقيقية عبر تنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه وليس انتقاء ما يخدم حركة فتح فقط.
وقال إن استمرار إعلام حركة فتح ببث التحريض والفتنة لا يؤسس لمناخات تساهم في إنهاء الانقسام.
وأضاف أن حديث جبريل الرجوب نائب أمين سر اللجنة المركزية لفتح حول طرد حماس للموظفين (المنتمون لفتح) في غزة يدركه كل شخص، وأن الموظفين هم أنفسهم من قاموا بالاستنكاف (رفض العمل بعد سيطرة حماس على القطاع منتصف 2007) حتى الأطباء والمدرسون.
كانت حكومة غزة قد دعت على لسان الناطق باسمها إيهاب الغصين السلطة الفلسطينية وحركة فتح الى عدم اقحام النزاعات والاختلافات السياسية في حاجات المواطن الإنسانية والدينية.وانتقدت في الوقت نفسه تصريحات قادة فتحاويين دعت الى استمرار اغلاق معبر رفح حتى عودتهم لحكم غزة، ورفضهم للمرونة التي أبدتها الحكومة الفلسطينية (في غزة) في مناقشة أي طروحات أو آليات تخفف من معاناة المواطنين بإيجابية.
في السياق ذاته، قال القيادي في “حماس” الدكتور صلاح البردويل في تصريح اليوم “إن خطوات المصالحة الفلسطينية مجمدة هذه الأيام نتيجة عدم وجود إرادة وطنية لدى السلطة الفلسطينية في تنفيذ ما تم التوافق عليه في حوارات المصالحة والإبقاء على هذا الملف رهينة الموافقة الصهيونية والأمريكية”.
وأضاف “ليس من الوارد على الإطلاق أن تكون هناك مصالحة على حساب الحقوق والثوابت، بمعنى أن الثوابت الفلسطينية هي القاسم المشترك الذي على أساسه تجري المصالحة” .. مشيرا الى أن ذهاب السلطة الى المفاوضات بعيدا عن هذه الثوابت يعزلها عن الشعب الفلسطيني.
كان نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب قد ذكر في تصريحات صحفية قبل يومين أن “القيادة الفلسطينية” ترفض عودة جهاز “حرس الرئيس” على معبر رفح، واصفا تلك الخطوة بـ”المظاهر الجزئية” لأن حل أزمة المعابر جزء من حل مشكلة الانقسام ككل.
وأضاف الرجوب “آن الأوان لحماس أن تراجع نفسها، وهذه المراجعة ترتكز على تغليب المصالحة الوطنية الفلسطينية، ممثلة بوحدة الشعب والأرض والقضية والقيادة الفلسطينية وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني”.
وتابع: “مستعدون للقبول بخريطة طريق لتحقيق المصالحة تتناول كل القضايا وتبدأ بإعادة حرس الرئيس على المعبر غدا”.غير أنه أكد رفضه إعادتهم كإجراء فردي وانتقائي.
ورد عليه نائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق الذي أبدى استغرابه من رفض الرجوب عودة حرس الرئيس إلى معبر رفح، واتهام حماس بأنها تريد مصالحة جزئية.
وقال أبومرزوق في تدوينة على صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” : ” ألم يكن المعبر قد فتح بطلب من الرئيس (محمود عباس) كما يذاع، الأمر الذي شجع سفير السلطة في القاهرة (بركات الفرا) بإنذار حماس أن المعبر لن يفتح مجددا إلا بعودة حرس الرئاسة؟!”.
وأضاف “فوجئنا بالأمس باتهام جديد من أحد مسئولي فتح بأننا نريد مصالحة جزئية وبأن حرس الرئاسة لن يعود إلا بعد إتمام المصالحة النهائية”، متسائلا ” من الذي يمنع ويرفض المصالحة أساسا؟ ألا يعد ذلك غريبا وعجيبا؟”.
وكان أبو مرزوق قد أبدى استعداد حركة حماس لقبول عودة جهاز “حرس الرئيس” إلى معبر رفح، ولكنه اشترط أن يبقى المعبر بعيدا عن سيطرة الاحتلال الإسرائيلي.
أ ش أ