دراسة اجتماعية لمعهد دراسات السلام والصراع: المرأة الأكثر تضررا من “العنف المناخي” في ولاية القيروان

هدى القرماني

قدّم المعهد التونسي لدراسات السلام والصراع، خلال ندوة صحفية بمدينة المنستير، يوم الجمعة، نتائج دراسة اجتماعية قام بها مؤخرا في ولاية القيروان حول “المرأة في المجتمع المدني وعلاقتها بالمناخ في تونس: قوة التغيير والتحديات المستقبلية”.

وتهدف هذه الندوة التي حملت عنوان “العنف المناخي ضد المرأة إلى متى؟” إلى استعراض الأبعاد الاجتماعية والبيئية لتغير المناخ وتأثيره على المجتمع التونسي، مع التركيز على دور المرأة في المجتمع المدني كقوة تغيير إيجابية.

وقام بهذه الدراسة فريق برنامج “المناخ يتكلم في القيروان” الناشط بهذه الجمعية والتي أرادوا من خلالها تسليط الضوء على المشاكل التي تعاني منها ولاية القيروان وذلك بمعية الجمعيات الشريكة التي ساهمت في هذه الدراسة وفقا لتقوى الزايدي، مهندسة ومديرة هذا البرنامج.

وأوضحت الزايدي أنّ هذا البرنامج يأتي في إطار التغيرات المناخية التي تشهدها تونس والعالم ككل وسيستمر على مدى سنتين حيث انطلق منذ مارس 2022 ليمتد إلى أفريل 2024.

وأضافت أنه ينضوي ضمن تحالف دولي “أصوات من أجل العمل المناخي العادل” وهو يضم 6 منظمات دولية كبرى ومموّل من قبل وزارة الخارجية الهولندية ويركّز بالأساس على ولاية القيروان باعتبارها من أكثر المناطق تضررا من التغيرات المناخية حيث سجلت أعلى درجات حرارة في تونس في الخمسين سنة الأخيرة ومن ضمن الخمس مناطق الأكثر حرارة عالميا.

وبيّنت الزايدي أنّ من أهداف هذا البرنامج، توعية وتحسيس النسيج المدني المتواجد بولاية القيروان عبر تدريبهم واكسابهم قدرات لمجابهة التغيرات المناخية مشيرة إلى أنهم عملوا مع أكثر من 17 جمعية ذات اختصاصات متعددة بالجهة.

ومن الأهداف الأخرى أيضا، وفقها، تبليغ أصوات الفئات المتضررة خاصة من المناطق المهمشة والنائية وكذلك تشريك الشباب والنساء في إيجاد حلول لمجابهة التغيرات المناخية والمساهمة في رسم السياسات البيئية.

وأكدّت مديرة البرنامج أنّ الدراسة الاجتماعية أثبتت أنّ المرأة هي الأكثر تضررا من “العنف المناخي” الذي فسرت أنه الآثار السلبية المنجرة عن التغيرات المناخية.

هذا وقد تم التطرق خلال الندوة الصحفية إلى المعجم التفاعلي الخاص بالتغيرات المناخية والذي تم تطويره بناءً على نتائج البحث الاجتماعي، وهو معجم مناخي رقمي بثلاث لغات (العربية والفرنسية والانقليزية) ويركّز أكثر على اللهجة العامية التونسية بهدف تقريب هذه المفاهيم لجميع فئات المجتمع وفقا لمحدثتنا.

ولفتت مديرة البرنامج أنّهم سيتوجهون مستقبلا إلى توثيق الواقع المعيشي لأهالي القيروان مع تثمين الحلول التي يبادر بها ويشتغل عليها شباب ونساء هاته الولاية وإيصالها إلى الإدارات المعنية بهدف تبنيها.

ومن الخطوات المستقبلية التي يعمل عليها فريق البرنامج أيضا خلق شبكة اتصال مع وسائل إعلامية لنشر موسّع لمختلف المشاكل المناخية التي تعاني منها الجهة إلى جانب زمالة بحثية للصحفيين بوصفهم سيكونون طرفا مشاركا في هذا البرنامج.

يشار إلى أن هذا البرنامج يستهدف أربع فئات وهي نسيج المجتمع المدني والإدارات الجهوية والوطنية والإعلام والمواطنين.

ومن بين نتائج الدراسة الاجتماعية التي أنجزها المعهد التونسي لدراسات السلام والصراع بولاية القيروان ما يلي:

  • 35 بالمائة نسبة حضور المرأة في المواقع القيادية داخل نسيج المجتمع المدني بجهة القيروان.
  • مجالات منقوصة للعمل المناخي وسط تداخل الاختصاصات
  • أهداف متداخلة للعمل المناخي وسط تداعي الآثار وتنوعها (40 بالمائة من الجمعيات تركز على النهوض الاجتماعي بالمرأة).
  • المجال الريفي لم يكن منيعا وصار أقل مناعة مناخية.
  • المرأة ضحية عنف مناخي.
  • آليات غير متكافئة ومنقوصة لمعالجة مشكل المساواة المناخي بين المرأة والرجل.
  • مشاغل متنوعة تقوم بها الجمعيات في الجهة (التركيز أكثر على المجال الفلاحي).
  • جهود بدائية تغفل المرأة للحد من مشكل كوني (غياب الرسكلة لمجابهة التلوث البيئي).
  • الحلول غير متنوعة لنقص الموارد المالية.
  • تأقلم منقوص مع مشكل متفاقم.

تعليقات

عن Houda Karmani

شاهد أيضاً

محمد زيتونة: فتح تحقيق ضد مقدمة برنامج بإذاعة خاصة يأتي على خلفية مخالفة قرار منع التداول في قضية « التآمر على أمن الدولة »

قال الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بتونس، محمد زيتونة، أن النيابة العمومية أذنت للفرقة المركزية …