انطلقت اليوم الجمعة، بمدينة سوسة فعاليات المؤتمر الوطني الثامن “آلام 2024” من تنظيم جمعية التربية الصحية في الطب الاستعجالي والجمعية التونسية للطبّ الاستعجالي بحضور أكثر من 500 مشارك من إطارات طبية وشبه طبية وطلبة مقيمين من تونس ومن الجزائر وموريتانيا والصين وتركيا.
ويتضمن هذا المؤتمر، الذي سيتواصل على مدى يومين، مجموعة من المحاضرات وورشات عمل وتقديم بحوث متعلقة بهذا الاختصاص والذي بلغ عددها أكثر من 134 بحثا وفقا لرئيس القسم الاستعجالي بسهلول وكاتب عام الجمعية التونسية للطب الاستعجالي، رياض بوكاف.
وسلّط هذا المؤتمر الضوء على أهم المستجدات المتعلقة بهذا الموضوع على غرار علاج مستحدث لمرض الصداع النصفي أو ما يسمى بـ “الشقيقة” وكذلك العلاج بغاز الأوزون الذي لم يكن متداولا كثيرا في البلدان الأوروبية خلافا للبلدان الآسيوية وبلدان أمريكا اللاتينية كما أكد ذلك بوكاف.
كما استعرض رئيس القسم الاستعجالي بسهلول أيضا تقنية الواقع الافتراضي المعزز والتي أصبحت من ضمن التقنيات المعتمدة على التكنولوجيا الحديثة بغاية التخفيف من الألم.
وأشار بوكاف إلى أن الهدف الأساسي من هذا المؤتمر يتمثل في إطلاع وتحسيس الأطباء والطاقم شبه الطبي بآخر المستجدات وتكوينهم على آليات علاج متنوعة تتجاوز العلاج بالأدوية من أقراص وحقن.
وأضاف نسعى إلى تغيير الثقافة القديمة المرتكزة على التساؤل عن سبب الألم عند المعاينة الأولية للمريض إلى ضرورة التفكير بدل ذلك في الآليات الممكنة للحدّ أو للتخفيف من الألم الذي يعاني منه ذلك المريض.
واعتبر بوكاف أننا نلامس اليوم تقدما ملحوظا في هذا المجال إذا ما قارنا ذلك بالسنوات الماضية لكن يشير إلى أنّ الطريق لازالت طويلة في الحرب مع الألم وتغيير الواقع المعاش.
ولفت بوكاف إلى أنّ أفضل وسيلة للتخفيف من الأوجاع، أثبتت الأبحاث جدواها، تتمثل في قياس درجة الألم وفقا لسلم من صفر إلى 10 درجات ثمّ تدوين ذلك على ملف المريض وتكرار تلك العملية مشدّدا على ضرورة تطوير البحوث وتكثيف الوسائل من أجل تحقيق النتائج المرجوة.
علاجات غير دوائية للحدّ من الآلام المزمنة
من جهتها أفادت الطبيبة المختصة في علاج الآلام في مستشفى الرابطة بتونس، سنية خلبوس، أنّ هذا المؤتمر يجمع بين الآلام الحادة والمزمنة ويسمح بتحسيس الأطباء والطاقم شبه الطبي بأهمية علاج الآلام وتقييم الألم.
وذكرت خلبوس أنّ من بين النقاط التي سيناقشها هذا المؤتمر أيضا، إلى جانب عرض الطرق الجديدة في العلاج، تأثير الآلام المزمنة على نوعية النوم وعلاقة علاج الآلام بعلاج النوم والذي يجب أن يكون متكاملا وفقها.
وتحدثت الطبيبة المختصة عن ورشات العمل التي تضمنها هذا الملتقى الطبي والتي ركزت على العلاجات غير الدوائية المعترف بها والمثبت نجاعتها على المرضى الذين يشكون من آلام مزمنة.
واعتبرت خلبوس أنّ مختلف هذه الطرق يجب تطويرها في بلادنا كالوخز بالإبر واليوغا والتداوي بالأعشاب على أن تكون بطريقة طبية وكذلك تقنيتي التنويم المغناطيسي والتنويم المغناطيسي الذاتي.
ومن بين المحاور التي تمّ التطرق إليها خلال هذه الورشات كذلك آلية فن التواصل والتعامل مع المريض الذي يعاني من الآلام المزمنة وضرورة مراعاة الجانب النفسي لديه.
وأكدت خلبوس أنّ أساليب العلاج شهدت تطورا كبيرا مشيرة إلى أنّ علاج الآلام يتطلب تظافر مجهودات عدّة لأطباء من اختصاصات مختلفة بغرض مساعدة المرضى والتخفيف من أوجاعهم.
هدى القرماني