نعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، الذي توفي اليوم، الثلاثاء، بعد إصابته بفيروس كورونا.
ويعد عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين والأرشيف الحي لملف التفاوض، بعد توليه ملف المفاوضات مع إسرائيل أواسط تسعينيات القرن الماضي.
وتمرس عريقات على المفاوضات منذ مشاركته ضمن الوفد الفلسطيني الأردني المشترك في مؤتمر مدريد عام 1991، ما جعله حاضرا في المشهد السياسي الفلسطيني خلال العقود الثلاثة الأخيرة.
ورحل عريقات عن 65 عاما بعد 3 سنوات على إجرائه عملية وصفت بالناجحة لزراعة رئة؛ لكن وضعه تدهور على نحو خطير أخيرا إثر إصابته بفيروس كورونا.
وينحدر عريقات من إحدى عائلات بلدة أبو ديس (شرقي القدس المحتلة)؛ لكنه سكن في منزل ورثه عن والده في أريحا.
ويحمل عريقات شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من إحدى جامعات بريطانيا، وقد عمل بعد تخرجه محاضرا في جامعة النجاح بنابلس، ثم تولى مسؤوليات سياسية ووزارية كثيرة خلال عهد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وواصل مهامه في عهد خليفته محمود عباس.
وتعد تجربة عريقات التفاوضيةُ مع إسرائيل ثرية بشكل لافت، حيث شارك في جولات المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية كافة باستثناء مفاوضات أوسلو السرية.
وقد رسخ فلسفته التفاوضية وفقا لنهج السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير القائم على أن انتزاع الحقوق الفلسطينية في هذه المرحلة من النضال لن يتم إلا بالتفاوض وتبيان الحجج والبراهين، وهنا خالفه بعض الفلسطينيين الذين رأوا أن المفاوضات في ظل اختلال موازين القوى إنما تعني تقديم التنازلات الواحد تلو الآخر دون الحصول على شيء عملي نحو تحقيق حلم الدولة والاستقلال.
وانتُخب عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح عام 2006، ثم اختير بالتوافق عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ثم أمين سر لجنتها التنفيذية، واحتفظ طيلة تلك الفترة برئاسته لدائرة المفاوضات فيها.