أقرّ مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية بعمان، عريب الرنتاوي، أنّ المنطقة العربية ليست بحالة جيّدة اقتصاديا قبل 07 أكتوبر الماضي، مع بدء عملية طوفان الأقصى في فلسطين المحتلة، وبالأخص بعدها مذكرا بأزمة كورونا والتي ضربت اقتصاديات هشة بالأساس في المنطقة وخلفت ضررا فادحا.
وأضاف الرنتاوي، في تصريح إعلامي على هامش مشاركته في فعاليات الدورة 37 من أيام المؤسسة بسوسة تحت عنوان “المؤسسة والطابع غير الرسمي…التهميش والحلول العالقة”، أنّ الحرب الروسية الأوكرانية قد تسببت كذلك في خانقة اقتصادية خاصة في أسعار الغذاء والزيوت والطاقة وغيره، وكان التأثير واضحا على الدول المتلقية للنفط من الخارج وليس على الدول المنتجة والمصدرة التي تحسنت أرباحها ومداخيلها بسبب نقص العرض وزيادة الطلب في الأسواق العالمية حسب قوله.
وكشف الرنتاوي أنّ المنطقة تعاني من عدّة مشاكل تتعلّق بمعدلات النمو المنخفضة وبالبطالة وبالهجرة السكانية واللجوء المحكوم بدوافع اقتصادية وبالانهيار غير المسبوق للعملة مضيفا أنّ تونس تواجه كذلك مخاطر الهجرة الناجمة عن التصحر والتغيّر المناخي.
وذكر المتحدث أنّ ما أسماه بـ “زلزال أكتوبر” جاء ليضيف تعقيدات جديدة على الفلسطينيين أكثر من غيرهم وعلى دول الجوار كالأردن مشيرا أنّ قطاع غزة يحتاج إلى رقم مهول لإعادة الإعمار لا يمكن تحديده في الوقت الراهن على حدّ قوله.
واستنكر الرنتاوي انعقاد مؤتمر لإعادة إعمار أوكرانيا بعد شهر من بداية حربها مع روسيا في حين لا أحد تحدث عن الأمر مع غزة قائلا “وكأنّ إعادة إعمار أوكرانيا واجب إنساني وأممي لا يمكن التخلي عنه أما فلسطين فهي ورقة سياسية تستخدم لابتزاز الفلسطينيين لتغيير قياداتهم وللانقضاض على المقاومة والتخلي عن طموحاتهم الوطنية المشروعة”.
وأكد مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية بعمان أننا سنواجه عشرية صعبة من الناحية الاقتصادية وبقاء لنظم الفساد والاستبداد في معظم الدول العربية “وكأن الربيع العربي لم يمرّ في منطقتنا” كما جاء على لسانه.
وتوقع الرنتاوي عشريات صعبة قادمة من خلال عودة لموجات أكثر عنفا وتطرفا من موجات الربيع العربي وانسداد للمستقبل الفلسطيني لأنّ الحديث عن دولة وأفق سياسي ذو مغزى للفلسطينيين يصطدم بوجود حكومة إسرائيلية فاشية ومعارضة لها يمينية متطرفة، وفقه.
كما رجّح استمرار دعم الإدارة في واشنطن، لسنوات مقبلة، للكيان المحتل وعدم ممارسة ضغط حقيقي عليه للجنوح لخيار حلّ الدولتين وتمكين الشعب الفلسطيني من حقّه في تقرير مصيره وأن تكون له دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
هدى القرماني