عبّر اليوم الأربعاء الإعلامي الطاهر بن حسين والمستقيل مؤخرا من حزب نداء تونس في تعليق نشره على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” عن مخاوفه من أن يتحقق ما يذهب إليه بعض الإعلاميين من نيّة محتملة لتقاسم نداء تونس السلطة مع حركة النهضة وتولي الباجي قائد السبسي رئاسة الجمهورية معتبرا أنّه إذا صحّ ذلك فسيكون كارثة على تونس وعلى حزب نداء تونس.
وهذا النصّ الكامل الّذي نشره صاحب قناة الحوار الوطني الطاهر بن حسين:
” بعض من زملائي السابقين في قيادة نداء تونس يدفعون نحو تقاسم السلطة مع حركة النهضة في اطار مرحلة انتقالية ثالثة. ويكون في هذا الاطار الاستاذ الباجي رئيسا للجمهورية. تحادثت في الموضوع مع الاستاذ الباجي قبل بعض ايام ونفى هذا الاحتمال أمامي وأمام 4 او 5 من القياديين. ولكن اليوم عندما اسمع بعض الزملاء في وسائل الاعلام وأقرأ بين “سطور” ما يقولون، تنتابني حيرة وخشية من تحقق هذا الاحتمال. فاذا حصل هذا المكروه، لا قدر الله، فسوف تكون الكارثة على البلاد أولا وعلى حزب نداء تونس ثانيا.
– كارثة على البلاد لان الشعب سوف ينتابه الاحباط والشك في نخبهالسياسية وسوف يستنتج بان المسألة مسألة تقاسم الكراسي لا غير وليس فيها اي مبادئ او مشروع مجتمعي وتنموي. كما أن هذا الاحباط المتوقع سوف يغذي كل الحركات المتطرفة التي تريد حينئذ كنس كل ما هو موجود وبالتالي كنسنا نحن أيضا بضمن الموجود السياسي.
– وكارثة على الحزب ثانيا لان المشروع الذي بني من أجله سوف يصبح “لاغيا” وبذلك تصاب كل كوادره وقواعده بالإحباط قبل أن يتفجر وينقسم الى ذرات متناثرة.
أقول هذا لان الحل الوحيد لتجاوز هذه الازمة بفوائد هامة للمشروع المجتمعي الذي نحمله ولمستقبل بلادنا هو أن نترك ثمرة النهضة “تتعفّن ” في غصنها وان نكتفي بالنفخ عليها لكي تقع أرضا. هذا ممكن وبدأت بوادره تبرز. وعلينا في الاثناء ان نبني الكتلة التاريخية الحداثية الذي تكون حركة نداء تونس عموده الفقري والتي تمنع التراجع الى النكسة التي عرفتها بلادنا بعد 23 اكتوبر 2011. ولا خوف حينئذ من حركة رجعية تمثل 10 بالمائة من الناخبين، وهو حجمها الحقيقي في مجتمع الطاهر الحداد وبورقيبة.