أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الأربعاء 5 أوت أن بلاده والولايات المتحدة ستطلقان قريبا عملية عسكرية شاملة ضد تنظيم “داعش” الإرهابي.
وقال في مقابلة مع قناة “تي إر تي” التركية على هامش اجتماعات مؤتمر وزراء خارجية بلدان رابطة “آسيان” في كوالالمبور إن مقاتلات وطائرات أمريكية بدون طيار ستصل قريبا إلى قواعد جوية تركية لتنطلق معركة شاملة ضد التنظيم الإرهابي.
وكانت تركيا قد وافقت رسميا نهاية الشهر الماضي على استخدام الطائرات الأمريكية وطائرات التحالف لقواعدها الجوية في قتال التنظيم.
وأردف تشاووش أوغلو قائلا “في إطار اتفاقنا مع الولايات المتحدة حققنا تقدما فيما يتعلق بفتح قواعدنا لاسيما “انجرليك”.
هذا والتقى وزير الخارجية التركي في كوالالمبور الأربعاء نظيريه الروسي سيرغي لافروف والأمريكي جون كيري، حيث تناولت المناقشات سبل زيادة فعالية الجهود الرامية للتصدي للتنظيم الإرهابي في شمال سوريا.
وفي وقت سابق كشفت صحيفة “الشرق الأوسط” أن تركيا تتحرك وفق الاتفاق مع الأمريكيين، لإقامة منطقة آمنة داخل الحدود السورية، تكون ممنوعة على الأكراد و”جبهة النصرة”.
ونقلت الصحيفة الثلاثاء عن مصادر تركية رسمية أن تركيا “باشرت فعليا بالتحرك لترجمة الاتفاق مع الأمريكيين، الذين بدأت طائراتهم بالوصول الى قاعدة إنجرليك، بحيث ستبدأ العمليات على الأرض خلال الأسبوع الحالي أو بداية الأسبوع المقبل”.
وقالت المصادر إن الاتفاق الأمريكي – التركي استغرق وقتا طويلا، أكثر من 8 أشهر من المحادثات ليخرج بأفضل خيارات ممكنة وباتفاق حول المنطقة الآمنة.
ونوهت المصادر بأن الأتراك شعروا بضغط شديد نتيجة تحركات تنظيم “الدولة الإسلامية” والنظام السوري والقوات الكردية، فضلا عن التهديد المباشر من تشكيل دولة كردية شمال سوريا، مؤكدة أن تركيا لن تدخل الأراضي السورية، لكنها ستحقق المنطقة الآمنة بقوة النار، وأن على المعارضة السورية أن تستغل الغطاء الناري التركي لتحرير المدن والمناطق التي يسيطر عليها “داعش” والتنظيمات الإرهابية الأخرى.
وأكدت في الوقت نفسه أنه “لن يكون هناك دور لجبهة النصرة في المنطقة الآمنة ولن يسمح لها بالوجود فيها، وكذلك حركة أحرار الشام”، لافتة إلى أن المنطقة الآمنة ستمتد من عفرين إلى أعزاز إلى جرابلس، على مسافة 140 كيلومترا طولا وبعمق 50 كيلومترا.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن أن بلاده تسعى لاتخاذ الخطوة الأولى لإقامة منطقة آمنة في شمال سوريا.
وأوضح أردوغان في 28 جويلية: “يكمن هدفنا في تهيئة القاعدة لإقامة منطقة آمنة. وفي المرحلة الأولى يتعين علينا تطهير المنطقة من عناصر “داعش”. وبذلك ستقام البنية التحتية الضرورية للمنطقة الآمنة، بما يتيح لـ1.7 مليون سوري العودة إلى منازلهم”.
يذكر أن مسؤولا أمريكيا قال يوم 27 جويلية إن واشنطن وأنقرة متفقتان على العمل معا لتطهير شمال سوريا من تنظيم “داعش”، لكنه أكد أن الجانبين لم يتفقا على فرض منطقة حظر جوي.
وقال المسؤول لوكالة “أ ف ب” خلال مرافقته للرئيس باراك أوباما في زيارة إلى إثيوبيا، إن “الهدف هو إقامة منطقة خالية من تنظيم الدولة الإسلامية وضمان قدر أكبر من الأمن والاستقرار على طول الحدود التركية مع سوريا”.
وأكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بهذا الصدد أن بلاده لا تنوي إرسال قوات برية إلى سوريا، لكنها اتفقت مع واشنطن على ضرورة توفير غطاء جوي للمعارضة السورية المعتدلة.
وبالفعل، قررت الولايات المتحدة شن غارات جوية للدفاع عن مقاتلي المعارضة السورية الذين دربهم جيشها في مواجهة أي جهة كانت بما في ذلك القوات المسلحة السورية.
ويهدف القرار الذي اتخذه الرئيس باراك أوباما مؤخرا إلى حماية مجموعة المقاتلين السوريين الذين سلحتهم ودربتهم الولايات المتحدة لمحاربة “داعش”، حيث يجيز هذا القرار قصف أي قوات تعترض هؤلاء بما في ذلك القوات الحكومية السورية.
بالمقابل يرى مراقبون أن المنطقة العازلة أو الآمنة شمال سوريا، لن تكون ممرا آمنا للمدنيين النازحين، ومنطقة آمنة لضرب المسلحين في وقت واحد، فهي قد تكون “منطقة آمنة” محمية من استهداف تنظيم “الدولة” أو القوات السورية، لكنها مستهدفة بالضربات التركية والأمريكية، وذلك بلا شك سيعرض الأمن المدني للخطر، ويرفع العنف العابر الحدود، ويحتمل أن يجعل الحالة الإنسانية، المتدهورة أساسا، أكثر سوءا.
لذلك، حذر الكرملين من جانبه الإدارة الأمريكية من تطبيق الخطط التي أُعلن عنها لضرب مواقع الجيش السوري، معتبرا أن ذلك سيؤدي إلى تعزيز مواقع تنظيم “داعش” الإرهابي في البلاد.
RIA
وبخصوص تصريحات واشنطن حول تقديمها تغطية جوية لفصائل معارضة سورية دربتها، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن هذه التصريحات ستكون لها نتائج عكسية لأنها ستعرقل محاربة الإرهابيين في المنطقة.
ولفت لافروف إلى أن تجارب تدريب مسلحين ينتمون إلى “المعارضة المعتدلة السورية” على يد عسكريين أمريكيين كثيرا ما كانت تنتهي بانتقال هؤلاء المسلحين إلى صفوف المتطرفين. وأضاف أنه طرح هذه المسألة أمام الوزير الأمريكي جون كيري خلال زيارته لقطر، لكنها مسألة لا تزال روسيا تختلف حولها مع الولايات المتحدة.
ونوه الوزير الى أن روسيا تدعو لوقف التدخل الخارجي فورا في المسألة السورية، وإلى حل الأزمة بالمفاوضات بين جميع الأطراف.
المصدر: وكالات