الأسد: لا خيار أمامنا سوى مواجهة الإرهاب حتى النهاية

في الوقت الذي دوّى الانفجاران الانتحاريان في بئر حسن في بيروت، كان وفد من الاحزاب العربية يلتقي الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق. سمع الوفد من الرئيس السوري كلاماً سياسياً شاملاً حول الأزمة السوريّة وانعكاساتها على كل المنطقة.

بيان الخارجية السورية في إدانة التفجيرَين الانتحاريَين، عكس رؤية دمشق لحقيقة ما يجري في المنطقة. وقد وردت فيه عبارات واضحة، تقول إنّ هذا «العمل الارهابي تفوح منه رائحة البترودولار الذي يستهدف سوريا ولبنان والعراق». ولم يكن حديث الأسد مع وفد الاحزاب العربية بعيداً من هذا التوصيف، بحسب بعض المشاركين في اللقاء.
دمشق تنظر الى ما يجري اليوم على أنه معركة ضدّ الارهاب، وانها في مقدم الحملة العالمية لمكافحة هذه الآفة. وقد تطرّق الاسد الى المشهد الجديد ـ القديم في المنطقة إنطلاقاً من هنا، فقال «إنّ دمشق قادرة على إنهاء الجماعات المسلحة في غضون شهرَين اذا توقف الدعم والتمويل الذي تتلقاه من بعض الدول الاقليمية».
وربط بين ما يجري على الارض وبين التحضير لمؤتمر الحلّ السياسي او ما إصطُلِح على تسميته بمؤتمر «جنيف ـ 2».
وإذ اكّد الأسد انّ مصير «جنيف ـ 2» مرتبط بمجريات الميدان، بدا غير مهتم كثيراً بإنعقاد المؤتمر أو عدم انعقاده، لأنّ موازين القوى التفاوضية يجري إنضاجها على الأرض. وقال: «لن نذهب الى «جنيف» لتسليم السلطة».
«وحتى لو وافقنا على أن يكون أحمد الجربا رئيساً للحكومة هل يستطيع أن يأتي الى دمشق؟؟» سأل الاسد بما يشبه التأكيد أنّ الشعب السوري يرفض هؤلاء ولا يعتبر أنهم يمثلونه خلافاً لما يجري تسويقه.
ونقل المشاركون عن الاسد قوله إنّ هنالك «جيشاً مسلحاً يبلغ عديده 20 الفاً، يجري اعداده وتحضيره في الاردن بإشراف دولي ـ اقليمي، وقد تُهاجم مجموعات منه درعا وتحاول التقدم لتعويض الخسائر في ريف دمشق وإعادة تطويق دمشق، والرد على مجريات معركة القلمون واندفاعة الجيش السوري في حلب. وهذا الامر تأخذه القيادة السورية بجدية وتحضّر جيداً لمواجهته».
وعن التقارب الايراني ـ الاميركي توقع الأسد أن ينعكس ايجاباً على الملف السوري، وقال «إنّ دمشق تثق بحلفائها وتعرف اهميتها بالنسبة الى الجميع خصوماً وحلفاء».
وفي قراءة لكلام الرئيس السوري، قالت مصادر حزبية شاركت في اللقاء «إنّ الأسد يُدرِك جيداً حجم التحديات والمخاطر التي لا تزال تواجه سوريا والمنطقة، لكنه يعرف أوراق القوة التي يمكلها». وأشارت الى انه قدّم لوفد الاحزاب العربية مطالعة سياسية عميقة حول حقيقة ما يجري في سوريا، بدا معها أنه ممسك بملفاته جيداً ويعيش الواقع والوقائع بلا تضخيم او اوهام».
واضافت هذه المصادر: «منذ البداية أعلن الأسد أنّ المعركة في سوريا طويلة، وأنّ دمشق ستواجه. وهذا ما جرى عملياً ولا تزال دمشق تواجه على الأرض وفي المحافل السياسية والعربية والدولية. وعلى رغم التقدم الذي يحرزه الجيش السوري على الأرض، والانفراجات السياسية التي تشهدها المنطقة، لا يزال الاسد يراهن على الجيش السوري والدولة السورية ومؤسساتها في ترجمة هذا التقدم وتلك الانفراجات. لقد كان واقعياً في طرحه، شفافاً، قدماه على الارض، واضحاً وصريحاً».
في اللقاء قال الأسد «إنّ بعض الاحزاب والقوى الشعبية العربية لم تكن تعرف حقيقة ما يجري في سوريا، وقد جرى تضليلها في الاعلام، لكننا نلمس وعياً عربياً مستجداً لحقيقة ما يجري عندنا، وإننا نخوض معركة بالنيابة عن الأمة، وليس امامنا سوى مواجهة الارهاب واستكمال المعركة معه ومع مشغليه حتى النهاية».

الجمهورية

تعليقات

عن taieb

شاهد أيضاً

مصير مجهول في انتظارهم.. اللاجئون السوريون مجددا في مرمى الحملات الانتخابية بتركيا

 تعيش السورية ميس (لاجئة لم تحصل على الجنسية التركية) توترا مضاعفا نتيجة تركيز خطاب المعارضة …