الصحفي : ماهر جعيدان
ياسين العياري نائبا في مجلس نواب الشعب التونسي عن دائرة ألمانيا ب284 صوتا و ما يعادل 23.93بالمائة من مجموع الأصوات الذي لم يتجاوز 1326 أي بنسبة مشاركة 5.02 بالمائة .
لم تكن هذه النتيجة كافية لكي ترشح مواطن تونسي برتبة مهندس مدون إلى قبة البرلمان بل كانت نتيجة غير متوقعة من حيث آثارها فقد هزمت حزبا برتبة شريك في الحكم و هو حركة نداء تونس الذي تحصل على 253 صوتا كما هزم حزبا “دستوريا” يتزعمه محسن مرزوق رئيس حملة رئيس الجمهورية “الباجي قائد السبسي سابقا و المنشق عن نداء تونس .كما هزم حزب تيار المحبة لصاحب منصة إعلامية خاصة الذي تحصل على صوت يتيم من مرشحه . كما فاز على حركة التيار الديمقراطي المعارض الذي تحصل على 135 صوتا فقط و قائمة حزب المؤتمر من أجل الجمهورية المتحصل على 10 أصوات فقط .
هزم ياسين العياري الوسط و اليمين و اليسار على حد سواء فكان من السهل تصنيفه في رتبة “كائن غريب” حتى أنه هوجم خلال حملته من أنصار حركة النهضة باعتباره “مراهقا سياسيا” و هوجم من النداء بعد صدور النتائج باعتباره حاز أصوات النهضويين و هوجم من المعارضة باعتباره نتاج اليمين و هوجم من اليمين باعتباره “ثورجيا” ..
ياسين العياري كان يهوى لعبة الشطرنج و كان يردد “كش..مات” في حصة تلفزية كان مؤثثها اختفت بعد حلقات عشر..و لا ندري إلى اليوم لم لم تدرج ضمن سيرته الذاتية و كان يظهر على الشاشة أنيقا و سليطا ..أما في الواقع فيظهر علينا أشعثا غليظا …
قلت سابقا أن ياسين العياري لم تصنعه الصدفة ..نعم لم تصنعه الصدفة ..فهو ابن الشهيد الطاهر العياري…و لاجئ في فرنسا قبل ثورة جانفي 2011 كان له شأن في صناعة جزء من الرأي العام بقطع النظر عن ماهية الصنع و طينة المادة التي يصنعها ..
حملة التخبط التي تقودها الأحزاب السياسية و الكتل البرلمانية على فوز ياسين العياري تنبؤ بمراجعات جذرية في علاقتها مع بعض و تدرس كل منها في تحالفات جديدة أو فك ارتباط..و لكن الثابت أن الغباء السياسي و الإيديولوجي كان جزءا هاما و عاملا أساسيا في نجاح ياسين العياري الذي لن يصنع رأيا عاما أكثر مما صنع خاصة و أنه سينظم تحت “قبة” لم تنتج سوى مرحلة انتقالية هشة مترنحة بإجماع غير مسبوق .
ماذا ينتظر الشعب التونسي من مرشح “الشعب “الجديد الذي فاز في تشريعية جزئية لم يحكمها “نظام البقايا ” الذي رفع عددا من النواب سابقا في تشريعية 2011 و 2014 ؟ لعله أفضل من تلك “البقايا” و لكن هل يكون أسوأهم ؟ هذه الأسئلة سنتركها لنقاط النظام التي سيطالب بها النائب الجديد .